اعتبر أستاذ الجغرافية السياسية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، محسن إيدالي، أن ردم الهوة التنموية والسوسيو-مجالية بين مدن وقرى جهة بني ملال –خنيفرة ، يعد أحد الرهانات الأساسية لاستحقاقات 8 شتنبر على مستوى هذه الجهة.
وأوضح إيدالي، في حديث لقناة (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جهة بني ملال-خنيفرة تتميز بخصوصيات، كونها جهة مترامية الأطراف، و”تخترقها متناقضات متعددة”، حيث إنها، إلى جانب توفرها على إمكانيات اقتصادية هائلة، تعرف تمايزات-سوسيو-مجالية واضحة على مستوى البنيات التحتية”، مشددا على أن أحد الانتظارات الانتخابية لساكنة هذه الجهة يتمثل في ردم “الهوة التنموية والمجالية” بين المدينة والبادية، والسهل والجبل، بمختلف أقاليمها.
وفي هذا السياق، دعا إيدالي المنتخبين إلى أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار خلال هذه الانتخابات لتحقيق التنمية المنشودة، والاضطلاع بأدوارهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية “من خلال الإنصات إلى هموم ومطالب المواطنين”، والترافع عن قضاياهم الحيوية.
وفي نفس الوقت دعا إدالي، وهو أيضا نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، من المواطنين بالجهة ممارسة حقهم الوطني في التصويت على الأجدر بترجمة هذه الرهانات التنموية على أرض الواقع، من أجل تقليص التباين بين مناطق تشهد “انطلاقة اقتصادية واعدة، وأخرى ما تزال تنتظر الشيء الكثير بجهة تقدر ساكنتها بما يناهز مليونين و600 ألف نسمة”.
ولفت إلى أن الجهة تزخر بمؤهلات فلاحية وسياحة جبلية واعدة، ومعادن متنوعة وثروة غابوية غنية علاوة على رأسمال بشري متنوع، معتبرا أنه يتعين أن تعزز الاستحقاقات الانتخابية هذه المؤهلات ودورها في دينامية الاقتصاد الوطني، وتثمين بنياتها التحتية ذات الأثر الاقتصادي كالمنطقة الصناعية أكروبول بني ملال.
غير أن رهانات هذه الانتخابات، يضيف إيدالي، ليست محلية أو جهوية فقط ، بل أيضا “متعددة الأبعاد”، باعتبارها ” لا تنفصل عن الرهانات الوطنية المرتبطة بضرورة مواكبة التحولات والتطورات المهمة جدا ” التي يشهدها المغرب على المستوى السياسي وإقلاعه الاقتصادي، في سياق الورش الكبير المتمثل في النموذج التنموي الجديد.
وحرص على التأكيد بأن “الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها ، لكن الغاية منها هي أن تفرز مؤسسات قوية”، مسجلا أن الاستحقاقات الثلاثية ليوم 8 شتنبر تشكل محطة أساسية لتجديد وتطوير الورش التنموي الذي ينخرط فيه المغرب، ومواكبة نهضته الاقتصادية، وتعزيز وصون مكتسبات وحدته الترابية.
وأضاف أن من شأن هذه المحطة الانتخابية تكريس دولة الحق والقانون ومواصلة إنجاز الأوراش الكبرى التي دشنها المغرب تحت قيادة الملك.
وبخصوص تزامن هذه الاستحقاقات مه جائحة كوفيد-19، ناشد إيدالي الجميع إلى الاضطلاع بمسؤوليته من خلال الالتزام بالتدابير الاحترازية واحترام البرتوكول الصحي، مشيرا إلى هذا الأمر “يتطلب انضباطا ومجهودا مضاعفا، بالنظر إلى أن الحملة الانتخابية في بعض الأحيان تتسم بحرية الحركة وتنفتح على المواطنين بشكل مباشر..”.
وبخصوص توقعاته لنتائج هذه الانتخابات، اعتبر إيدالي أن التكهن بها “أمر صعب” بالنظر إلى أن “العملية الانتخابية معقدة” ، وترتبط بعوامل وسياقات مختلفة ذات أبعاد متعددة، غير أنه أكد في المقابل أن هناك أحزابا تتوفر على قاعدة انتخابية قوية، وتقدمت ببرامج ” تحظى بالأهمية والمتابعة”.
تعليقات الزوار ( 0 )