تعد سلالة أغنام ”تمحضيت ” أو ” البركي” ، التي تشتهر بها مناطق الأطلس المتوسط عامة وإقليم خنيفرة خاصة إرثا فلاحيا متجدرا وواحدة من أشهر سلالات الأغنام الموجودة بالمغرب.
تنتمي سلالة ” تمحضيت” الى موطنها الأصلي منطقة ” منت بأجلموس ” بالأطلس المتوسط ، وأيضا لمنطقة تمحضيت بإقليم افران، وتمتد لكافة ربوع الأطلس المتوسط من جبال تازة، مرورا بإقليم بولمان ووصولا إلى خنيفرة ونواحيها.
ولأنها تتأقلم بشكل جيد مع المناخ البارد بفضل طبقتها الكثيفة من الصوف، وتتميز بسهولة تسمينها، وانتاجيتها الهامة فهي تعد من السلالات التي تستعمل في التهجين الصناعي حيث يصل الوزن المتوسط عند إناث سلالة ” تيمحضيت ” ما بين 60 و70 كلغ، وبين 100 و120 كلغ عند الفحول.
وتتميز هذه السلالة بتكيفها مع المناطق المرتفعة وجودة بنيتها وارتفاع إنتاجيتها، إضافة إلى قدرتها الكبيرة على التكيف مع بيئة صعبة تتميز بالوعورة وندرة المراعي وشساعتها.
وتتميز الأغنام المغربية بسلالاتها المتنوعة والمتأقلمة مع محيطها الطبيعي والإيكولوجي، فسلالة تمحضيت وبني كيل هما الأكثر انتشارا في المناطق الرعوية بالأطلس المتوسط بالنسبة لسلالة تمحضيت والهضاب الشرقية بالنسبة لسلالة بني كيل.
اما السلالات المحلية الأخرى فتتواجد بمناطق جغرافية أخرى، وتتميز بتربيتها بطريقة كثيفة داخل الحضائر، فسلالة السردي تنتشر بالهضاب الغربية خصوصا ببني مسكين وقلعة السراغنة، أما سلالة الدمان فهي سلالة فجاج زيز ودرعة ودادس والنواحي.
وبخصوص سلالة تيمحضيت فهي تنقسم إلى صنفين، هما صنف ” زيان ” وصنف ” حمام أزرو ”، و تمتاز على مستوى الشكل بصغر الحجم ووفرة الصوف وبقامة ووزن متوسط ٬ ورأس متوسط الحجم غسقي اللون.
ونظرا للجودة العالية التي يتميز بها خروف ”تمحضيت” ومذاقه الرفيع (مراعي وأعلاف طبيعية)، فإن ثمن الكبش الفحل منها قد يبلغ سعرا خياليا يتراوح حسب علي حموشي كساب بمنطقة منت والفائز بجائزة أحسن كساب صنف سلالة ”تمحضيت” سنة 2021، الى 30 ألف درهم وأكثر للرأس الواحد، لكونه منتوجا خالصا من الدرجة الممتازة ينحدر من سلالة غير مختلطة.
والفحول التي يقتنيها الكسابة للحصول على قطعان متميزة من أغنام ”تمحضيت” غير موجهة إلى الأسواق الخاصة بعيد الأضحى ولا تدخل المجازر بل تقتنى للتزاوج فقط. ويتراوح ثمن الفحل منها من الدرجة الأولى مابين 10 آلاف و15 آلف درهم للرأس أما أكباش الفصيلة نفسها المصنفة في الدرجة الثالثة بعد الفحول، فيتم إعدادها لعيد الأضحى.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أكد أحمد بنعدي تقني بيطري بتجمع تايمات بالجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز بخنيفرة أن سلالة ”تمحضيت” أو “البركي” تحظى بمكانة متميزة لدى سكان الاطلس المتوسط اعتبارا للخصائص التي تميزها والمتعلقة بالجودة والنوعية والقيمة الغذائية وهذا كله مرتبط بنشأتها وسط المراعي التي يزخر بها الاطلس المتوسط المتميزة بتنوع الكلأ الطبيعي.
وبالمقابل أكد حماني أمحزون كساب وصاحب ضيعة لتربية أغنام ”تمحضيت” أن هذه السلالة تتميز بالجودة العالية والإقبال عليها مرتبط بنشأتها في المراعي وبأنواع الكلأ التقليدي التي يقدم لها علاوة على الشعير والذرة .
وأضاف أمحزون أن هذه السلالة تتميز بتكيفها مع الهواء الجيد والمناخ البارد لمنطقة الأطلس المتوسط ، كما يعتمد مربو هذه الأغنام على الأعشاب المتواجدة في الأراضي الغابوية وأشجار البلوط الأخضر والفليني كمصدر للكلأ ، وهو ما يجعلها من بين الاكباش الأكثر طلبا على الصعيد الوطني.
وتحتل تربية الماشية مكانة بارزة في الأنشطة الفلاحية بإقليم خنيفرة، الذي يتوفر على أزيد من 1,3 مليون رأس من الماشية، منها الماعز (196 ألف و300) ، والأغنام (1,05 مليون رأس) ، والأبقار (42 ألف و800 رأس).
تعليقات الزوار ( 0 )