شارك المقال
  • تم النسخ

أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب و الجزائر

أعلن وزير الخارجية الجزائري قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب انطلاقا من يوم الثلاثاء 24-08-2021
وقد صرح هذا الاخير بان الجزائر قررت قطع العلاقات بسبب الاعمال العدائية المتواصلة من المغرب ضد بلاده. جاء هذا القرار كمخرجات لمجلس الامن الجزائري الذي قرر اعادة النظر في العلاقات التي تربطه مع المغرب وذلك خلال اجتماع استثنائي برئاسة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

تجدر الاشارة الى ان الجارة الشرقية قد تبنت أسلوب التصعيد دون الإكتراث لمبدا حسن الجوار والروابط الدينية والثقافية والتاريخية التي تجمعها مع المملكة المغربية، خاصة بعد الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش المجيد الذي وجه من خلاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعوة صريحة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لفتح الحدود وخلق مجالات للتعاون بين البلدين و طي صفحة الماضي. ومباشرة بعد ذلك أعطى الملك محمد السادس تعليماته السامية لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المملكة لمساعدة الجزائر في مكافحة الحرائق التي اجتاحت العديد من المناطق بحيث تمت تعبئة طائرتين من طراز كنادير التابعة للقوات الملكية المسلحة للمشاركة في هذه العملية، إلا أن كل هذه المبادرات لم تلق ترحيبا من طرف الجزائر.

من الظاهر ان النظام العسكري قد برهن على سوء نيته بالنهج الذي سار عليه وذلك بقطع للعلاقات الدبلوماسية بشكل مفاجئ ومباشر دون أن ينهج اسلوب التدرج باستدعاء السفير أو طلب توضيحات بخصوص النقط المبهمة خاصة تلك التي تم تقديمها في البيان الرسمي للخارجية الجزائرية، رغم أنها مبررات زائفة ومغلوطة. كل هذه الأفعال والتحركات أظهرت نية النظام العسكري الذي أبان عن شدة عدائه للمغرب وذلك باستحضاره للرواسب التاريخية منذ سنة 1963 والتي ما يزال النظام الجزائري يتخبط فيها، وبموازاة مع ذلك قدم المغرب ولايزال يقدم عدة مبادرات يطالب من خلالها الجزائر بطي صفحة الماضي و خلق مجالات للتعاون في إطار مغرب عربي موحد.

وكرد للملكة المغربية الشريفة أعربت وزارة الشؤون الخارجية أنها أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية، مشددة على الرفض التام للأسباب الواهية التي ساقها النظام الجزائري والتي تحمل مجموعة من المغالطات ونقاط لا أساس لها من الصحة.

وقد شدد المغرب على أنه سيظل دائما وأبدا شريكا موثوقا وصادقا للشعب الجزائري في إشارة واضحة بأن أساس المشكل هو النظام العسكري الذي يكن عداءه للملكة المغربية.

باحث بسلك الدكتوراه في القانون العام و العلوم السياسية جامعة محمد الخامس الرباط

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي