قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، أمس الأربعاء بالقصر الكبير، بزيارة ميدانية لعدد من مشاريع التنمية الفلاحية والقروية، المنجزة في إطار مخططي المغرب الأخضر وهاليوتيس واستراتيجيتي الجيل الأخضر وغابات المغرب 2030.
ورافق الوزير في هذه الزيارة كل من عامل إقليم العرائش، بوعاصم العالمين، ورئيس الغرفة الفلاحية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، ورئيس المجلس الجماعي للقصر الكبير والمنتخبين المحليين ووفد من مسؤولي الوزارة.
وأكد أخنوش أن الزيارة همت تتبع المشاريع التي تم إطلاقها على مستوى إقليم العرائش، مبرزا أن الأمر يتعلق بمشاريع فلاحية، من بينها على الخصوص الشطر الأول من مشروع للري الموضعي والمنتهية أشغاله، بينما الشطر الثاني الجاري إنجازه سيمكن من تحسين مردودية عدد المزارعين.
وأضاف الوزير، في تصريح للصحافة في ختام زيارته، أن هذه المشاريع تتضمن أيضا مركز التأهيل الفلاحي للقصر الكبير، الذي يهدف إلى مواكبة التنمية الفلاحية بالجهة ومساعدة أبناء الفلاحين للاستفادة من تكوين في المهن المرتبطة بالقطاع.
كما أشار إلى عدد من المشاريع التي تروم تعزيز الخدمات المقدمة لسكان القصر الكبير، من بينها على الخصوص سوق نموذجي للسمك ومجزرة للدواجن من الجيل الجديد، واللذين سيمكنان من تحسين جودة المنتجات وأيضا تقريبها من المواطنين، مسجلا أهمية مشروع تهيئة المنتزه الطبيعي لعين عبيد، سواء بالنسبة لسكان مدينة القصر الكبير أو العرائش.
في إطار استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، لا سيما المحور المتعلق بتنمية المناطق الغابوية، أعطى أخنوش انطلاقة تهيئة المنتزه الطبيعي لعين عبيد على مساحة 50 هكتار، بتكلفة إجمالية تبلغ 22 مليون درهم. ويروم المشروع تطوير الدور الاجتماعي لهذه الغابة شبه الحضرية من خلال تنظيم استقبال الزوار لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان العرائش والقصر الكبير والمدن المجاورة، وتوعية العموم والفاعلين المحليين على الحفاظ على هذه الثروة الغابوية.
ويتم تنفيذ هذا المشروع في إطار شراكة بين قطاع المياه والغابات ووزارة الداخلية والمجلس الجهوي لطنجة تطوان الحسيمة والمجلس الإقليمي للعرائش والجماعات المحلية للقصر الكبير وزوادة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال.
كما تم افتتاح سوق السمك النموذجي بالقصر الكبير والذي سيمكن السوق من بيع الأسماك بالتقسيط ورفع الاستهلاك الداخلي من هذه المنتجات البحرية مع احترام تام لمعايير الجودة والسلامة الصحية.
ويبلغ الاستثمار الإجمالي في هذا المشروع 9,2 مليون درهم، بما في ذلك مساهمة من قطاع الصيد البحري بقيمة 4,8 مليون درهم و0,7 مليون درهم مخصصة لاقتناء شاحنتي نقل مجهزتين بنظام التبريد بسعة 3,5 طن / شاحنة، ويستهدف السوق الجديد 150 ألف نسمة، بما في ذلك 128 ألف شخص من سكان مدينة القصر الكبير و22 ألفا من سكان القرى المجاورة.
وتم تشييد السوق على مساحة 1300 متر مربع ويتكون من فضاء للعرض مساحته 300 متر مربع، ومصنع للثلج وغرفة للتبريد وفضاء لتنظيف الحاويات ومختبر بيطري ومرافق صحية بالإضافة إلى فضاءات أخرى.
كما قام أخنوش بإطلاق أشغال تهيئة المسلك القروي الذي يتم تشييده على مستوى جماعة القصر الكبير والذي يربط بين جميع المشاريع على مستوى القصر الكبير من أجل تحسين الولوج إلى مختلف الأسواق (المجازر، سوق السمك، سوق المواشي، سوق الحبوب، سوق الجملة، …) باستثمار 1,6 مليون درهم.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاريع تهيئة وتعبيد المسالك القروية بإقليم العرائش للفترة 2009-2020 همت 376 كلم بتكلفة إجمالية قدرها 265 مليون درهم.
وتهدف هذه المشاريع إلى فك العزلة عن الساكنة القروية التابعة ل 16 جماعة قروية معنية بالمشاريع، وتسهيل تسويق المنتجات الفلاحية، وتحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين، والحد من الهجرة القروية وتشجيع السياحة القروية على مستوى الإقليم.
على صعيد آخر، تم افتتاح مشروع مجزرة للدواجن من الجيل الجديد وتوقيع اتفاقية تسليمها بين المديرية الجهوية للفلاحة وجماعة القصر الكبير. ويبلغ الاستثمار الإجمالي للمشروع 7,3 مليون درهم، وتمت على مساحة تصل إلى 4560 متر مربع، منها 800 متر مربع مغطاة وتتوفر على طاقة استيعابية تصل إلى 120 طن / شهر من اللحوم البيضاء. يتعلق الأمر بمجزرة للدواجن من الجيل الجديد طبقا لمعايير الجودة والسلامة الصحية والتي تهدف إلى تحسين ظروف الإنتاج ومراقبة الجودة.
كما تفقد الوزير ورش أشغال الشطر الثاني من البرنامج الوطني للاقتصاد في مياه الري بالقصر الكبير، بتكلفة إجمالية قدرها 725 مليون درهم ممولة بشكل مشترك مع البنك الإفريقي للتنمية. ويهم البرنامج تحويل نظام الري بالرش إلى الري الموضعي على مساحة 23 ألف هكتار بالدائرة السقوية للوكوس على مساحة 23 ألف هكتار وسيستفيد من هذا المشروع أزيد من 7200 مستفيد.
ويهدف المشروع إلى الحفاظ على الموارد المائية وتثمينها وإدخال زراعات ذات مردودية عالية وتحسين خدمة مياه الري واقتصاد المياه والطاقة الكهربائية. وينفذ على مرحلتين، حيث تم الانتهاء من التجهيز الخارجي للشطر الأولى على مساحة 11 ألف هكتار، كما يشمل شطره الثاني، قيد الإنجاز، التجهيز الخارجي والتجهيز بالري الموضعي على مساحة 12 ألف هكتار.
وسيمكن المشروع من تحسين خدمة مائية ترتكز على عدادات مياه السقي مع اعتماد تقنيات الري المقتصدة للماء. فضلا عن تثمين مياه السقي، سيمكن من اقتصاد من 30 الى 50 في المائة من المياه و من 20 إلى 30 في المائة من الطاقة الكهربائية.
كما قام الوزير بتدشين مركز التأهيل الفلاحي للقصر الكبير في إطار تعزيز البنية التحتية للتعليم التقني الفلاحي لفائدة أبناء الفلاحين، وذلك بتكلفة إجمالية قدرها 18,7 مليون درهم ويمتد على مساحة 6 هكتارات من بينها 3000 متر مربع مغطى.
ويهدف هذا المركز إلى تكوين عمال مؤهلين في تربية المواشي والزراعات المتعددة والتي يتميز بها حوض اللوكوس لاسيما الفواكه الحمراء والافوكادو والخضروات. كما يشكل حاضنة للمشاريع الفلاحية للمقاولين الشباب مما سيمكن من دعم الإدماج الاجتماعي والمهني لبنات وأبناء الفلاحين.
ويتكون المركز من داخلية بسعة 100 سرير وثلاثة أقسام للتدريس ومختبر وقاعة للإعلاميات ومكتبة ومستوصف وملعب.
تعليقات الزوار ( 0 )