Share
  • Link copied

أجهزة متطورة للغش في الامتحانات.. تجارة مربحة وجهود مبذولة

في عز الأزمة وككل سنة مع اقتراب موعد الامتحانات تظهر إعلانات بيع وسائل الغش المتطورة، كما يجتهد تجار هذه الوسائل في الترويج لها وبيعها وكرائها للتلاميذ والطلبة، وانتقلت الظاهرة من سلبية يحاول كافة الجهات مواجهتها والحد منها، إلى تجارة مربحة في تكنولوجيا متطورة.

وتزامنا مع ذلك ضربت حمى الإعلان عن وسائل الغش الإلكترونية مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الالكترونية، في محاولة لتحقيق مكاسب مالية لمروجيها على حساب مستقبل التلاميذ والطلبة والمجتمع بأكمله.

تجارة مربحة

تتعدد  الوسائل المتداولة في الغش بداية من “العدسة” وهي عبارة عن سماعات لاسلكية تشتغل عبر تقنية البلوتوث، والنظارات الإلكترونية التي عبارة عن نظارات تشبه إلى حد كبير النظارات الطبية العادية، إلا أنها تتميز بتوفرها على كاميرا في الوسط وسماعاتان صغيران موضوعتان بالقرب من الأذنين، والممحاة والساعة والمسطرة الإلكترونية وغيرهم من الوسائل…

وقال م.م تلميذ بالباكالوريا في تصريح لـ”بناصا” إن “هذه الأجهزة التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصل إلى حد كبير إلى التلاميذ والملحوظ  أنها وتزامنا مع كورونا عرفت ارتفاعا في الأسعار ورغم ذلك صديقي اقتنى عدسة vip  مستعملة بـ650 درهما عن طريق الأنترنيت وهو يعتزم استعماها بالإمتحانات المقبلة”.

وأضاف م.م  أن “مروجي هذه الوسائل يلجؤون إلى استخدام كلمات جاذبة للتلاميذ في إعلاناتهم كـ”لا يرصدها الكاشف الإلكتروني” ،”الكمية محدودة”، و”إمكانية التوصيل لجميع المدن”..

وكشف م.م أنه “يعرف صديقا له يبيع هذه الوسائل وأنه يجني أرباحا كبيرة في هذه الفترة خاصة مع ارتفاع الطلب وقلة العرض في السوق، كما يقوم بكرائها لمن ليست لديه القدرة على الشراء”.

جهود مبذولة

تواصل المديرية العامة للأمن الوطني جهوذها للحد من هذه التجارة، وفي هذا السياق ذكر بلاغ لها يوم أمس أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكاديرأحالت على النيابة العامة المختصة، أمس الجمعة، شخصا في 25 سنة من عمره، يشتبه في تورطه في قضية تتعلق بحيازة وترويج أجهزة معلوماتية متطورة تستخدم في الغش في الامتحانات المدرسية.

وأفاد نفس المصدر أنه جرى توقيف المشتبه فيه على متن سيارته الشخصية بمنطقة تيكوين بضواحي أكادير، وبحوزته كميات من البضائع المهربة الخاضعة لمبررات الأصل، عبارة عن أجهزة إلكترونية من ضمنها أجهزة اتصال محمولة مهربة من الخارج تستعمل في الغش المدرسي.

وأوضح ذات المصدر الأمني أن عمليات التفتيش المنجزة بمحل تجاري مملوك للمشتبه فيه مكنت من حجز معدات إلكترونية متطورة، وهي عبارة عن 101 سماعة لاسلكية من مختلف الأصناف، بالإضافة إلى 164 جهاز إرسال موصول بأجهزة اتصال لاسلكية، وكذا مجموعة من البطاريات صغيرة الحجم وكابلات التوصيل المعلوماتي وشرائح اتصال خاصة بالهواتف المحمولة، فضلا عن حجز طائرتين مسيرتين عن بعد.

وأضاف المصدر ذاته أنه تم إخضاع المشتبه فيه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لكشف مصدر هذه المعدات المحجوزة، وكذا رصد جميع الامتدادات المحتملة لهذه القضية، والتي تندرج في إطار العمليات الاستباقية التي تقوم بها مصالح الأمن الوطني في سياق زجر الغش في امتحانات الباكالوريا والاختبارات الجامعية.

قانون زجري

تجدر الإشارة إلى أن  العقوبات التي تنتظر مرتكبي الغش في الامتحانات المدرسية، يحددها القانون رقم 02.13 الصادر بشأن تنفيذه الظهير الشريف رقم 1.16.126 بتاريخ 25 غشت 2016، في الحبس من شهر إلى سنة وبغرامة تتراوح بين 5000 و10000 درهم أو بإحدى العقوبتين في حالة استعمال وثائق مزورة قصد المشاركة في الامتحان أو تعويض المترشح المعني باجتياز الامتحان بغيره.

كما تنص العقوبات على الحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين والغرامة من 1000 إلى 20.000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين في حالة تسريب مواضيع الامتحان للغير قبل إجراء الامتحان أو المساعدة في الإجابة عنها، وبالغرامة من 2000 إلى 5000 درهم في حالة تبادل المعلومات كتابيا أو شفويا أو بأي وسيلة أخرى بين المترشحات والمترشحين أو حيازة أو استعمال الآلات والوثائق والمخطوطات غير المرخص بها أو استعمال الوسائل الإلكترونية كيفما كان شكلها أو نوعها سواء كانت مشغلة أم غير مشغلة داخل فضاء الامتحان.

Share
  • Link copied
المقال التالي