Share
  • Link copied

أبو زهري: “حماس” تعتز بموقف الملك محمد السادس الداعم للقضية الفلسطينية.. ونتعاون مع تيّار دحلان

حاوره نور الدين لشهب

أكد سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس وعضو مكتب العلاقات العربية الإسلامية، أن لا علاقة لأي عضو بحركة حماس أو أي فصيل فلسطيني مقاوم بأعلام البوليساريو التي رُفعت في إحدى مسيرات العودة التي يخوضها الشعب الفلسطيني منذ شهر مارس الفائت.

واعتبر القيادي أن أي شخص من فلسطين لا يمكنه أن ينسى ولن ينسى الموقف المغربي الداعم للقضية، والفلسطينيون يحفظون هذا الموقف و”أن هذا الشخص لا علاقة له بحركة حماس، كما أثير في بعض وسائل الإعلام المغربية. ونحن لسنا مع هذا التصرف، وهو تصرف غير مقبول بشكل قطعي”، يقول أبو زهري.

وأشار القيادي في حماس، إلى أن مخرجات المجلس الوطني قد عمقت من الانقسام الحاصل بين غزة ورام الله، مستدركا بأن حركته وباقي الفصائل لن تتوقف على الوقوف إلى جانب المقاومة لأجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وعن علاقة الحركة مع “تيار الإصلاح” الذي يتزعمه القيادي محمد دحلان المقيم في الإمارات العربية المتحدة، أكد أبو زهري أن دحلان أسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في غزة من خلال المبادرات التي أسهم فيها والتي استطاعت أن تساعد الفلسطينيين داخل القطاع.

الحوار مع سامي حمدان أبو زهري، الناطق باسم حماس وعضو مكتب العلاقات العربية الإسلامية في الحركة، تطرق إلى أهم التفاصيل التي تشغل القضية الفلسطينية التي تمر بلحظات عصيبة تتمثل في صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال منتصف الشهر الجاري وأشياء أخرى تكتشفونها في ثنايا الحوار.

كما تعلمون، الأستاذ سامي، أن المغرب يعدّ داعما رئيسا للقضية الفلسطينية شعبا وحكومة والملك هو رئيس لجنة القدس، خلال مسيرة العودة والتي لا تزال مستمرة إلى حدود اليوم أن بعض الأشخاص رفعوا أعلاما موالية للبوليساريو، وهو ما أغضب البعض من الشعب المغربي..

نحن في حركة حماس نعتز بالموقف المغربي سواء الشعبي أو الرسمي؛ وفِي مقدمة ذلك موقف جلالة الملك محمد السادس في دعم القضية الفلسطينية وإسنادها. إن الموقف المغربي هو موقف تاريخي إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والفلسطينيون يحفظون هذا الموقف ولا شك في ذلك؛ فالموقف الفلسطيني، سواء في حركة حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية، هو اعتبار القضية الفلسطينية هي قضية جامعة للأمة، ومن ذلك ألا يتدخل الشعب الفلسطيني في أي خلافات بين الأطراف العربية، والقضية الفلسطينية بالنهاية تبقى هي قضية الجميع، ويجب أن تبقى فوق أي تجاذبات واختلافات.. ومن ثمّ، فإن ما أثير حول رفع علم البوليساريو في إحدى المسيرات من قبل أحد الأشخاص، أقول إن هذا الشخص لا علاقة له بحركة حماس كما أثير في بعض وسائل الإعلام المغربية، ونحن لسنا مع هذا التصرف، انطلاقاً من رفضنا التدخل في أي شؤون عربية داخلية.

هو يقدم نفسه أنه من الجبهة الشعبية وأجرى حوارا مع بعض المنابر الانفصالية..

المهم أن هذا التصرف غير مقبول ولا علاقة للحركة به، والحركة تدعو كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على طهارة القضية الفلسطينية واعتبارها قضية موحدة للأمة ولا تدخل في أي اختلافات داخلية.

نحن في الحركة نعتز كثيرا بدور دولتي المغرب والجزائر معا في دعم القضية الفلسطينية، ولدينا حرص كبير على مكانة هاتين الدولتين، لهما دور كبير في عملية دعم وإسناد القضية الفلسطينية، ولذلك يسعدنا كثيرا كفلسطينيين أن نرى الوحدة والتعاون تعود إلى هاتين الدولتين، ولن نكون كفلسطينيين طرفا في أي اختلاف يمكن أن يعمق الخلافات بين البلدين الشقيقين بشكل عام.

هل هذا موقف جميع الفصائل الفلسطينية أم موقف حماس وحسب؟

هو موقف حماس وأيضا يعبر عن جميع الفصائل الفلسطينية..

طيب، بالنسبة إلى مسيرات العودة التي انطلقت يوم 30 من مارس الماضي مع ذكرى يوم الأرض، ولا تزال مستمرة إلى حدود الآن وربما تبلغ ذروتها إلى يوم الـ15 من الشهر الجاري، أي ذكرى النكبة، وهذه المسيرات (العودة) قدمت جرحى وشهداء من الشعب الفلسطيني.. ما هي أهداف هذه المسيرات في هذا الظرف بالذات، ولا سيما أنه من المقرر في منتصف الشهر الجاري نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟

نعم، مسيرة العودة التي انطلقت من غزة وسوف تستكمل في مناطق أخرى بها لجوء وتجمعات فلسطينية، هي تهدف إلى إحياء قضية العودة التي يحاول الاحتلال مسحها وإنهاءها بالتعاون مع الإدارة الأمريكية، وأيضا هدفها كسر الحصار القاتل المفرض على قطاع غزة، وخاصة أن هذا الحصار بلغ درجات خطيرة جدا، وأيضا هدفها هو إحباط مخطط ترامب أو ما يسمى بصفقة القرن، وهي خطة خطيرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. ومن ثمّ، فالشعب الفلسطيني يخرج ليقول بأنه لن يقبل بتمرير هذه الصفقة أو تمرير هذه الخطوة، ونعتقد بأن هذه المسيرات نجحت في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ووضع خطوط حمراء أمام أي تنفيذ لمثل هذه المخططات. ونحن أمام تهديدات مستمرة؛ من بينها الإعلان عن نقل السفارة الأمريكية، في منتصف ماي المقبل، إلى القدس.

ولذلك ستستمر هذه المسيرات بقوة في فعالياتها في هذه الخطوة، وندعو أبناء أمتنا العربية والإسلامية هنا في المغرب وفي كل مكان إلى الخروج ضد هذا القرار الذي يستهدف القدس، والتي تعتبر مدينة مغربية وإسلامية مثل ما هي مدينة فلسطينية، فهذه القدس هي ملك لكل أبناء الأمة ونتوقع أن تنتفض كل الأمة في مواجهة القرار الأمريكي.

وطبعا، فهذه المسيرات سوف تستمر وستتطور حتى تحقق كل أهدافها التي سبق أن أشرت إليها..

طيب، الشعب الفلسطيني ومع الشعوب العربية والإسلامية تقف مع القضية والقدس؛ ولكن ألا يشكل الانقسام الفلسطيني الداخلي بين غزة ورام الله والذي تجسد بشكل أكبر مع دورة المجلس الوطني الفلسطيني الذي انتهت أشغاله أمس، والذي انتخب أبو مازن رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأيضا فرز المجلس الوطني في ظل غياب حماس والجهاد والشعبية وشخصيات وطنية بارزة داخل فلسطين وفي الخارج؟ فالانقسام مستمر هو مؤلم ولا شك بالنسبة إلى القضية وأنصارها؟

الانقسام جرح مؤلم، ولكن مع ذلك لن نتخلى عن المقاومة في حماية حقوق شعبنا الفلسطيني. ومن ثمّ، فالمقاومة مستمرة، سواء كانت شعبية أو مقاومة مسلحة. أما فيما يتعلق بموضوع المجلس الفلسطيني، فنحن قدمنا في حركة حماس الكثير من الأمور لتحقيق المصالحة، وكان من أبرزها هو تخلينا عن الحكومة بالرغم من أننا فزنا بالأغلبية التشريعية البرلمانية، وسلمنا المعابر وسلمنا الوزارات والجمارك ولم يبق شيء تمتلكه الحركة لتقدمه، وبالرغم من ذلك لم نحقق خطوة إلى الأمام، نحن نعرف أن هناك أطرافا في الإقليم وأطرافا دولية إلى جانب الاحتلال ترفض أي مصالحة بين حماس وفتح، وأن هناك استجابة من حركة فتح لهذه الضغوط مما يعيث للأسف أي مصالحة حقيقية؛ لكن هذا لا يعني أن نغلق الأبواب وستبقى أبوابنا مفتوحة لأنه لا خيار لدينا إلا ذلك.

وماذا عن المجلس الوطني الذي أفرز قيادة لمنظمة التحرير الفلسطينية في غياب فصائل وازنة من قبيل حماس وغيرها؟

إن موضوع المجلس الوطني، وانعقاده بهذه الطريقة التي تستثنى منها أكبر فصيل فلسطيني هو حماس وكذلك الجهاد، وثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية والذي هو جبهة التحرير، ناهيك عن عشرات الشخصيات المستقلة، استثناء كل هذا العدد وهذا الوزن السياسي من منظمة التحرير، يجعل اجتماع منظمة التحير الأخير في رام الله بدون أي قيمة.

نحن رفضنا انعقاد هذا المجلس؛ لأنه غيب مكونات رئيسية من الشعب الفلسطيني، ولأنه ينعقد تحت حراب الاحتلال في رام الله، وهو ما يجعل هناك تحكم إسرائيلي في مخرجات هذا المجلس.

أريد أن أذكر أنه كانت هناك اجتماعات خارج فلسطين من أبرزها لقاء بيرون الذي انعقد في أواخر 2017 حول موضوع منظمة التحرير، واتفقنا على أن يعقد لقاء المنظمة في الخارج حتى يتمكن الجميع من المشاركة..

تقصد خارج فلسطين؟

نعم، واتفقنا أن يكون المجلس الوطني هو مجلس توحيدي..

هل اتفقتم على المكان؟

لم نتفق على المكان، ولكن اتفقنا أن يكون في الخارج، وأن يكون مجلسا توحيديا يضم الجميع. أما فيما يتعلق بالمكان، كان أحد الأعذار لعقده في رام الله أنه لا توجد هناك أطراف يمكن أن تستضيفه؛ ولكن هذا مجرد ذريعة.

نحن في حركة حماس أجرينا اتصالات كان من بينها الاتصال بالأستاذ نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، وعرضنا عليه إمكانية استضافة المجلس الوطني الفلسطيني فرحب بشدة، وقال بأنهم جاهزون في الاستضافة والتكفل بكل تكاليفه. ولهذا، كان رفض لهذا الموضوع من قبل فتح، ولذلك حجة أنه لا يوجد مكان بديل هي حجة غير صحيحة؛ لأن لبنان الشقيقة كانت جاهزة لاستضافة المؤتمر، وكان بإمكاننا البحث عن بدائل أخرى من غير لبنان.

انعقد المؤتمر الآن.. وماذا بعد؟

نعم انعقد، ولكنه سيعمق الانقسام، ويعمق حالة التفرد في صناعة القرار الفلسطيني؛ لأنه لا يمكن ذلك وأكثر من نصف الشعب الفلسطيني خارج هذه المنظمة، وأيضا أن هناك قرارات قد اتخذت على مستوى تحديث أعضاء اللجنة التنفيذية وبعض الانتخابات والتعيينات في الأعضاء، وهي مرتبطة فقط بالانتخابات، ولم تجر أي انتخابات؛ فالمدخل الوحيد لإعادة المنظمة هو الانتخابات، ونحن نستغرب أن السلطة تتحدث دائما عن الانتخابات، والذي يجري اليوم هو العكس، تعيينات بالكوطة والتوافقات والمحاصصة الحزبية وهكذا دواليك..

هل أنتم جاهزون للانتخابات؟

نعم نحن جاهزون للانتخابات، سواء المجلس الوطني أو الانتخابات التشريعية منذ الآن.. وندعو السلطة إلى إعلان هذه الانتخابات من خلال لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، وليس لدينا أي تردد، أما ما جرى في رام الله لن يكون له أي شرعية ولن نعترف بمخرجاته، ولن نقبل بأي شيء يصدر عنه.

وأؤكد أن الحركة تدرس خياراتها في التعامل مع منظمة التحرير في ظل ما آلت إليه من حالات التفرد، نحن لا نعارض أن نكون جزءا من منظمة التحرير، والبعض يقول بأن الانقسام هو ما أعاق دخول منظمة التحرير فهذه ذريعة؛ لأننا اجتمعنا في القاهرة منذ مارس من عام 2005، وتوصلنا إلى اتفاق عُرف باسم إعلان القاهرة، وأهم بند فيه هو إعادة تشكيل منظمة التحرير لتضم حركة حماس والجهاد، وتم تجديد هذا الاتفاق في عام 2006، أي قبل 2007 ولم يتم تنفيذ الاتفاقيات، ولم تلتزم فتح بتفعيل المنظمة حينذاك، وهي تتعذر بالانقسام ولو عولج ستبحث عن ذريعة جديدة.

هل ترى أن مخرجات المجلس الوطني عمقت من الانقسام بين غزة ورام الله؟

القضية الفلسطينية هي أكبر من فصيلي حماس وفتح، ويجب أن نبقى نعمل من أجل المشروع الوطني إلى جانب الإصرار على حل المشكلة الفلسطينية الداخلية، ولن نسمح بأن يكون هذا الانقسام الفلسطيني على حساب حقوقنا أو اهتمامنا بقضيتنا الوطنية.

قبل عام تقريبا بدأت مصالحة برعاية مصرية، هل فشلت مصر في مساعيها لتقريب وجهات النظرة وتخفيف الحصار عن قطاع غزة؟

سلوك فتح من الفردانية في القرار ومحاولة فرض الحصار على القطاع أعاق تنفيذ اتفاق المصالحة وجمد الجهود المتعلقة بالمصالحة، لذلك أستطيع توصيف موضوع المصالحة بأنها قضية جامدة..

ولكن، الأستاذ سامي، المصالحة كانت مع تيار داخل فتح يقوده محمد دحلان، وهذا التيار يسمى “تيار الإصلاح” وليس مع أبو مازن؟

بالنسبة إلى تيار محمد دحلان هو جزء أساسي في حركة فتح، لنا علاقات معه على قاعدة شعار من أجل تخفيف معاناة غزة، والتعاون في الشأن الفلسطيني العام، ونحن منفتحون على ذلك، وهناك جهود بذلت فعلا من أجل التخفيف من معاناة شعبنا، وهناك لجنة مشتركة تشارك فيها بعض الفصائل الفلسطينية تسمى لجنة التكافل تعمل في غزة ولها دور في تقديم المساعدات، تتعلق بالطلبة والعائلات المحتاجة وبعض الفئات المهشمة.

طيب ما موقع محمد دحلان في حركة فتح؟

الاختلاف بين دحلان وأبو مازن هو شأن فتحاوي داخلي؛ لكن ما يهمنا أن قصة الخلاف مع فتح تعكس انفراد القرار داخل حركة فتح..

في ظل الحصار المفروض على القطاع، هل تشعرون أنتم أقرب إلى تيار دحلان أم أبو مازن؟

نحن لا نصنف الأمور بهذه الطريقة، نحن نتعامل مع الجهة الفتحاوية الرسمية التي يمثلها محمد عباس، وبالرغم من كل ما مورس داخل الحركة أن موضوع محمد دحلان يهمنا ونحن منفتحون عليه ومتعاونون معه على أكثر من صعيد من أجل تخفيف المعاناة على شعبنا الفلسطيني..

لأن دحلان من غزة ومن مخيم جباليا، وهكذا فهو أقرب وأنفع لكم، أليس كذلك؟

مثل ما ذكرت في الأول أقول إننا ضد التدخل في شؤون الدول، فمن باب أولى أقول إننا ضد التدخل في شؤون الحركات والأحزاب الداخلية، فطالما أن هناك قيادة رسمية، وبصرف النظر نحبها أم لا، فنحن نتعامل معها، وأما موضوع محمد دحلان بالنسبة إلينا يشكل استثناء لاعتبارات عديدة ونحن منفتحون على العلاقة..

ما زلتم في اتصال مع جماعة محمد دحلان؟

إيه نعم ما زلنا في تواصل جيد معها..

جيد؟

(يبتسم)..

Share
  • Link copied
المقال التالي