عادت حرب الطماطم بين فلاحي المغرب ولوبيات الفلاحة في أوروبا إلى الواجهة، وبعد فشل إسبانيا في مساعيها لـ”مطالبة” المفوضية الأوروبية بتشديد الرقابة على واردات الطماطم المغربية، أمام التنافسية الحادة في الأسعار، لجأ أباطرة “الحبة الحمراء”في جزر الكناري إلى الإنضمام إلى خطة “كوكون” السياحية.
وأدى الانخفاض في مساعدات النقل بسبب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي والمنافسة المغربية الحادة والتغيرات في عادات الاستهلاك إلى اختيار عائلة رودريغيز كينتانا، وهي أقوى عائلة طماطم في جزر الكناري إلى تغير وجهتها الفلاحية وتخصيص أراضيهم لقطاع السياحة بقدرة إنفاق عالية.
وخصصت عائلة رودريغيز 1200 مليون يورو لما مجموعه 900 سرير فندقي، أي أقل من فندق كوستا ميلونيراس دي لوبيسان، ودخلت في شراكة مع مجموعة “Kokoon” في بلدان الشمال الأوروبي.
وتتميز قرية رودريغيز كينتانا في جزر الكناري بأنها “النقطة الغربية” للسياسة الإقليمية، حيث يتواجد عدد قليل من السكان، بيد أنهم يتمتعون بسلطة وشهرة كبيرة لدرجة أن نائب الرئيس وأمين صندوق حكومة جزر الكناري، رومان رودريغيز، من هناك.
وأوضح المهندس المعماري لعائلة، إجناسيو رودريغيز بلازا، في تصريح لوسائل إعلام إسبانية أن الشركة ستأخذ منعطفًا جديدا لخلق فرص الشغل وحل المشكلة التي تنشأ من تراجع السياحة الجماعية في الجزر وتراجع سوق الطماطم في منطقة لا ألديا دي سان نيكولاس.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن العائلة تخطط لخلق 11 ألف فرصة عمل، ولن تتطلب إنشاء مخزون سكني للعمال لوجود مساكن كافية في البلدية لتلبية الطلب على العمالة. وأوضح أنه مشروع طويل الأجل ولن يكون سيناريو إنجازه على المدى القصير.
بدوره قال رئيس البلدية، الاشتراكي توماس بيريز، “إنه ومنذ عام 2018، لم تغلق البلدية أبوابها في وجه المستثمرين الذين يرغبون في المشاركة في تنميتها الاقتصادية والسياحية”، لكن في عام 2021، يضيف، تم إبطالها لأن الشركة المروجة لم تبدأ في تقديم المشروع المالي دون تقديم طلب الترخيص أولاً”.
وأضاف، أنه من يعرف خوارزميات علاقات القوة في الجزر المعادلة هي الأحزاب التالية: القوميون، والحزب، والحزب الشعبي الذين صوتوا لصالح المشروع، مع اعتراض الحزب الاشتراكي العمالي في بعض المحطات ضد طلب مستشار تخطيط المدينة.
وقام المهندس المحلي إجناسيو رودريغيز بتسجيل المشروع بالفعل في سنة 2018 حتى تعرف السلطات والرأي العام المحلي به.
وأوضح المهندس الرئيسي للعائلة السالف ذكرها، أنهم سيساهمون بنسبة تصل إلى 30 في المائة من الأرض بغية إنشاء مستشفى على المدى الطويل يضم 400 سرير وفندقين فاخرين من فئة 7 نجوم مع أكثر من 400 جناح ومساحات رياضية “وتأثير بيئي ضئيل”.
تاريخ عائلة رودريغيز كوينتانا
وبدأ توماس رودريغيز كوينتانا شركة “La Adea” لتعبئة الطماطم الصناعية في عام 1950، وفي سنة 1966، وتم تصدير 1.7 مليون كيلوغرام من الطماطم إلى المملكة المتحدة، بالإضافة إلى الباذنجان والخيار، ويعمل بها أكثر من 200 عائلة، معظمها من بلدية أغايتي.
وفي ذلك الوقت، كان لابد من بناء الأحياء الفقيرة لتوظيف الكثير من الناس في تلك المساحة القاحلة التي تتغذى منها الكثير من محلات السوبر ماركت البريطانية بعد الحرب العالمية، وانخفضت صادرات الطماطم من الأرخبيل من 305000 طن إلى ما يزيد قليلاً عن 42000 طن في العشرين عامًا الماضية.
واستمرت عائلة رودريغيز كوينتانا في الأراضي الفلاحية، حيث اشترت من خوسيه فيردوجو من الستينيات فصاعدًا وكان عليها أن تتولى مسؤولية تعليم تلاميذ المدارس والتعليم الثانوي ودفع أموال الجامعة لأطفال عمال مزارع مناطق لاس تابلاداس، وإلبارانكيللو دي لا بلازا، وإلبينيلو وشاطئ تاسارتي.
تعليقات الزوار ( 0 )