شارك المقال
  • تم النسخ

%64 من شباب مدينة فجيج عاطل عن العمل.. و86% يقاطع الأحزاب السياسية

كشفت دراسة حديثة عن الشباب والمشاركة في الحياة العامة بمدينة فجيج أقصى جنوب الجهة الشرقية للمغرب، عن أن أزيد من نصف عدد شباب المدينة الذي يتراوح عمرهم بين 15 و29 سنة، ولا يتابعون دراستهم، عاطلون عن العمل، فيما يقاطع أزيد من 80 في المائة منهم الأحزاب السياسية، وحوالي 56 في المائة غير مسجلين في اللوائح الانتخابية.

البطالة في صفوف شباب مدينة فجيج

وأوضحت الدراسة الميدانية التي قامت بها الجمعية الفيجيجية للطفوة والشباب، بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي، والتي توصلت “بناصا” بنسخة منها، أن نسبة الشباب العاطل بفجيج تصل لـ 64 في المائة، بواقع 50 في المائة لكلا الجنسين، وتعود الأسباب الرئيسية للبطالة، إلى غياب فرص الشغل داخل المدينة بنسبة 39 في المائة، وغياب فرص شغل تناسب قدرات الشباب العلمية والمعرفية بنسبة 20 في المائة.

وأضافت الدراسة، التي شملت 271 شابا وشابة؛ حوالي 11.45 من إجمالي شباب المدينة، التي تعتبر الأولى من نوعها التي تستهدف معرفة دور الشباب بفجيج في الحياة العامة، أن السبب الثالث للبطالة، يعود إلى عدم التوفر على شواهد وديبلومات بنسبة 17.5 في المائة، والرابع للتفكير في الهجرة إلى خارج أرض الوطن بنسبة 15.5 في المائة، والخامس إلى عدم وجود رغبة في العمل بنسبة 8 في المائة.

الرياضة أولا.. هوايات الشباب الفجيجي

وبخصوص الهوايات التي يمارسها الشباب في مدينة فجيج، فقد خلصت الدراسة إلى أن الذكور يميلون إلى ممارسة الرياضة بـ 78 في المائة، ثم المطالبعة بـ 17 في المائة، والموسقيى بـ 16 في المائة، وأخيرا الرسم بـ 10 في المائة، فيما تميل الإناث للمطالعة بـ 43.2 في المائة، يليها الرسم الذي يمارسه 32 في المائة منهن، ثم الرياضة بـ 24 في المائة، والموسيقى بـ 18.4 في المائة.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك هوايات تمارسها الإناث فقط، وهي الطبخ بـ 9.6 في المائة، والمسرح بـ 5.6 في المائة من الإناث، ثم الخياطة بـ 1.6 في المائة، علماً أن 86 في المائة ممن شملتهم الدراسة الميدانية؛ ذكوراً وإناثاً، يمارسون هوايتهم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، كما أوضح المصدر أن 4 في المائة من الشباب ليست لديهم أي هواية.

وأبرزت أن 58.4 في المائة من الشباب بمدينة فجيجي قضون أوقات فراغهم في مكان واحد فقط، حيث يقضي 38 في المائة وقتهم في البيت فقط؛ (79 في المائة إناث)، و21 ذكور، و8 في المائة يقضون وقت فراغم في الحي فقط؛ (96 في المائة ذكور و4 في المائة إناث)، و7 في المائة يقضونه في المقهى فقط كلهم ذكور، و5 في المائة يقضون وقت فراغم في مؤسسة تنشيطية فقط (85 في المائة ذكور، و15 إناث).

إلى جانب أن 0.4 في المائة من شباب مدينة فجيج، يقضون وقت فراغم في البستان فقط، إضافة إلى أن 41.6 في المائة من المشاركين في الدراسة، يقضون أوقات فراغهم في أماكن متعددة كالبيت والحي أو البيت والمقهى أو الحي ومؤسسة تنشيطية، منبهةً إلى أن المقهى، وفق النتائج المحصل عليها، يبقى حكراً على الذكور فقط.

شباب فجيج والمؤسسات التنشيطية

وأبانت نتائج الدراسة، أن 56 في المائة من الشباب فجيج، يرتادون المؤسسات التنشيطية الموجودة في المدينة، حيث تعتبر القاعة المغطاة المؤسسة التنشيطية الأولى التي يرتادها الشباب بنسبة 66 في المائة، ودار الشباب ثانية بـ 48 في المائة، ومقرات الجمعيات ثالثة بـ 31 في المائة، ودار الثقافة رابعة بـ 30 في المائة.

وجاء فضاء تقوية قدرات الطفولة والشباب في المركز الخامس بـ 22 في المائة، ودار الشباب زناقة سادسة بـ 5 في المائة، وفي المرتبة الأخيرة حل فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بـ 4 في المائة، كما كشفت نتائج الدراسة، أن 75 في المائة من المرتادين يذهبون إلى المؤسسات لممارس الرياضة ثم المسرح بـ 18 في المائة، واللغات بـ 13.5 في المائة.

وحل الرسم ثالثا بـ 6 في المائة، والإعلاميات رابعة بـ 4 في المائة، وحضور التظاهرات خامسة بـ 4 قي المائة، في حين لا يذهب 44 في المائة من الشباب المشارك في الدراسة إلى المؤسسات الموجودة في المدينة بسبب أنهم يرون أن الأنشطة المقدمة لا تروقهم بنسبة 65 في المائة، وعدم معرفتهم كيفية الاستفادة من أنشطة المؤسسات بـ 29 في المائة، ولا يتوفرون على الوقت بـ 6 في المائة.

أغلب شباب فجيج يقرأ الجرائد والمجلات

وأبرزت نتائج الدراسة أن 53 في المائة من الشباب المشارك يقرأ الجرائد والمجلات،(60 في المائة منهم ذوي مستوى تعليمي جامعي)، و68 في المائة يقرأون الصحف والجرائد الإلكترونية (38 في المائة من إجمالي المشاركين)، و6 في المائة يقرأون الصحف الورقية (ما يمثل 3 في المائة من المشاركين)، و26 في المائة يقرأون الإثنين معاً (13 في المائة من إجمالي المشاركين).

وأكدت الدراسة أن الشباب الفجيجي المشارك يقرأ بدرجة أولى الصحف والجرائد الإخبارية وبعدها تلك المتخصصة في الترفيه ثم الرياضة فالسياسية فالتقنية، و47 في المائة لا يقرأ الجرائم والمجلات لأسباب؛ عدم الاهتمام بـ 66 في المائة، وغياب الوقت 25 في المائة، وقلة الإمكانيات المادية 5 في المائة، وصعبة الحصول عليها 2 في المائة، ولا يصدقون ما يوجد فيها 2 في المائة.

الندوات والموائد المستديرة.. عزوف كبير

وأفاد المصدر أن 39 في المائة من الشباب المشارك في الدراسة، فقط، من يحضر إلى الندوات والموائد المستديرة؛ ما يعني 61 في المائة من العزوف، وذلك بسبب؛ عدم الاهتمام 34 في المائة، الندوات أجدها مملة 33 في المائة، عدم معرفة موعدها وعدم التوصل بدعوة أو إعلان حولها 10 في المائة، غياب الوقت بـ 10 في المائة، لا تروق بـ 8 في المائة، وعدم فهم مضمونها بـ 5 في المائة.

انخراط محتشم في العمل الجمعوي وتقييم جيد

وذكرت الدراسة أن انخراط الشباب في العمل الجمعوي محتمش، حيث وصل عدد المشاركين في الدراسة المنخرطين في إحدى الجمعيات لـ 47 في المائة (59 ذكور، و41 إناث)، و17 في المائة منهم فقط من يتواجد داخل المكاتب المسيرة، و4 في المائة في اللدن، والباقي إما منخرط (37 في المائة)، أو مستفيد (31 في المائة)، أو متعاون مع الجمعية (11 في المائة).

وأورد المصدر أن 69 في المائة من الشباب لا يشاركون في صناعة القرار داخل جمعياتهم، مشيراً إلى أن الجمعيات المتخصصة في الرياضة هي من تلقى إقبالا من طرف الشباب بنسبة 55 في المائة، تليها الجمعيات التنموية بـ 33 في المائة، والتربوية بـ 23 في المائة، والثقافية بـ 16 في المائة، والفنية بـ 12 في المائة.

ويشكل العازفون عن الانخراط في الجمعيات 53 في المائة، بسبب؛ أنهم لا يحبون العمل الجمعوي بـ 38 في المائة، ليست لديهم فكرة عن العمل الجمعوي 28 في المائة، لا يعرفون أي جمعية 24 في المائة، لا يملكون الوقت 5 في المائة، لا يثقون في الجمعيات 4 في المائة، فيما لم يحدد 1 في المائة من المشاركين الأسباب.

وقالت الدراسة إن 51 في المائة من العازفين عن المشاركة في العمل الجمعوي، قالوا إنهم يفكرون في الانخراط في إحدى الجمعيات مستقبلاً، مضيفةً أن 29 في المائة من المشاركين يرون بأن العمل الجمعوي بفجيج سيء، فيما يعتبر 28 في المائة عمل الجمعيات متوسطاً، و33 في المائة جيداً جداً.

الأحزاب السياسية.. أغلب الشباب غير منخرطين ولا يفكرون فيه

وفيما يتعلق بالأحزاب السياسية، كشفت الدراسة أن 93 في المائة من الشباب المشارك غير منخرطين في أي حزب سياسي، و86 في المائة لا يفكرون مستقبلاً في الانخراط، و87 في المائة يقيمون عمل الأحزاب اتجاه الشباب بفجيج بالسيء، أو السيء جداً، ويأتي غياب الثقة على رأس الأسباب التي تدفع الشباب للنفور من الأحزاب.

وذكرت الدراسة أن 40 في المائة برّروا عزوفهم عن الانخراط في الأحزاب السياسية بغياب الثقة في الأحزاب، و27 في المائة قالوا إنهم يجهلون آليات الانخراط، و13 في المائة لا يهتمون، و12 في المائة لا يعلمون بوجود الأحزاب، و4 في المائة صغير السن، في أرجع مشاركون آخرون الأمر لأسباب أخرى.

وأبرزت الدراسة الأسباب التي جعلت الشباب لا يثقون في الأحزاب السياسية، على رأسها؛ لأن السياسيين يجعلون الأحزاب وسيلة لتحقيق مصالحهم الشخصية (تكررت 32 مرة)، وبسبب الوعود الكاذبة (30 مرة)، والأحزاب أصبحت معروفة بالكذب واستغلال الشباب من أجل مصالح خاصة (14 مرة).

وأيضا، يضيف المصدر، لأن الأحزاب هدفها النصب والسرقة (تكررت في الاستطلاع 12مرة)، معظم الأحزاب تعطي وعودا بالإصلاحات والتنمية لكن بعدما تصل متبغاها لا نجد إلا الحبر على الورق (6 مرات)، ووجود أشخاص متشبثين بمناصبهم وكذا عدم إعطاء فرصة للشباب (4 مرات)، لأنهم لا يقومون بتلبية حاجيات البلد والشعب (2 مرات)، لا فائدة من الأحزاب (2 مرات).

معرفة ضعيفة بالشأن المحلي

وأشارت الدراسة إلى أن 56 في المائة من الشباب المشارك، غير مسجل في اللوائح الانتخابية، و82 في المائة من المسجلين سبق لهم المشاركة في التصويت في الانتخابات، منبهةً إلى أن الشباب بفجيج يعرفون المجلس الجماعي، وأغلبهم يعلم اسم رئيسه، واسم ممثله حيهم بها، إلا أن 56 في المائة لا يعرفون كيف تتكون، و58 في المائة لا يعرفون اختصاصتها.

إلى جانب أن 63 في المائة لا يعرفون مهام رئيس المجلس الجماعي، و86 في المائة لم يسبق له الحضور في إحدى دورات المجلس الجماعي، مسترسلةً في السياق نفسه، أن 85 في المائة من الشباب المشارك غير راضين عن عمل المجلس الجماعي اتجاه الشباب، و90 في المائة من الشباب يرون أن الشباب قادر على المشاركة في تدبير الشؤون العامة، أما سبب الغياب فـ 67 في المائة، يرجعونه إلى عدم إعطاء فرص للشباب للمشاركة.

الشباب بفجيج.. ضرورة تقوية القدرات

وخلصت الدراسة، إلى أن الشباب بمدينة فجيج، يحتاج بشدة غلى تقوية قدراته، خصوصاً في المجال القانوني فأكثر من 80 في المائة لا يعرفون معنى الديمقراطية التشاركية ولا معنى الحزب والجمعية والدستور وغيرها من المصطحلات القانونية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي