قال موقع “المونيتور” الأمريكي، في مقال تحليلي، يوم أمس (الأربعاء) إنّ الوزراء الإسرائيليون من أصول مغربية، مُبتهجون بتوطيد العلاقات الثنائية مع إسرائيل، وُمضاعفة اتصالاتهم مع الوزراء في وطنهم الأم المغرب.
وأشارت صاحبة المقال، رينا باسيست، وهي صحافية إسرائيلية، عملت لسنوات عديدة كمراسلة دولية لهيئة الإذاعة الإسرائيلية ومقرها باريس وبروكسل ونيو أورلينز وبريتوريا، إلى أنّ وزير الخارجية غابي أشكنازي، استقبل يوم 9 فبراير وفداً مغربياً رفيع المستوى وصل إلى إسرائيل لإعادة فتح مكتب الاتصال في البلاد.
وأوضح المصدر ذاته، أنّ الدبلوماسي المغربي عبد الرحيم بيود سيرأس مكتب تل أبيب، وبموازاة ذلك، التقى ديفيد جوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ولأول مرة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أشار بالفعل إلى قرب افتتاح السفارات المشتركة.
وشدّدت الصحافية، على أنّ العلاقات الإسرائيلية المغربية ليست مجرد مسألة دبلوماسية، حيث تحدث وزير الأمن العام الإسرائيلي أمير أوحانا، في 8 فبراير، عبر الهاتف مع نظيره المغربي، وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، في محادثة وصفت بأنها “دافئة وودية” بشكل خاص.
وفي بداية المحادثة، استقبل أوحانا لفتيت باللغة الدارجة المغربية، مُشيراً إلى أنه باعتباره ابنًا لمهاجرين مغاربة، فإنّ إعادة العلاقات الثنائية لها أهمية خاصة بالنسبة له، وقال إنه انتظر سنوات عديدة حتى يحدث هذا، ثم دعا الوزيران بعضهما البعض لزيارة بلديهما من أجل تعزيز التعاون في مجال الأمن العام، كما اتفقا على الاجتماع في المستقبل القريب إما في المغرب أو في إسرائيل.
وأضافت الكاتبة، أنه لم يكن أوحانا بالتأكيد أول وزير إسرائيلي يتحدث عبر الهاتف مع نظيره المغربي، ولم يكن حتى أول وزير إسرائيلي من أصول مغربية يفعل ذلك، في 18 يناير، تحدث وزير الداخلية أرييه درعي المولود في المغرب عبر الهاتف مع لفتيت.
وقال درعي في تغريدة له: “لقد تحدثت هذا الصباح مع زميلي وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، وقررنا تشكيل فريق مشترك لدراسة إمكانية جلب عمال أجانب مغاربة إلى إسرائيل لقطاع التمريض والنظر في الإعفاء من التأشيرة”، وبصرف النظر عن ذلك، “شاركت معه ذكريات من مسقط رأسي مكناس في المغرب. وتبادلنا الدعوات لزيارة إسرائيل والمغرب”.
وعلى صعيد آخر، تضيف صاحبة المقال، أنه مع وجود قضية الصحراء في الخلفية، لم تكن إسرائيل متأكدة من التزام الرباط بسلام حقيقي، لكن التحركات في الأسابيع الأخيرة تظهر أن الملك والحكومة منخرطون بشكل كامل في التقريب بين الشعبين.
واعتبر المصدر ذاته، أن هذا خبر “ممتاز” بالنسبة لإسرائيل، إذ أنّ عشرات الآلاف من الإسرائيليين يتواصلون مع عائلاتهم بالمغرب، وبالتالي فإن الرغبة قائمة في بناء الجسور هائلة، وعلاوة على ذلك، يعتبر العديد من الوزراء الإسرائيليين من أصول مغربية أن بناء الجسور عمل روتيني شخصي، وأنهم متحمسون للغاية وفخورون بذلك.
وعَكسَ وزراء من أصول مغربية هذه الإثارة الإسرائيلية بعد فترة وجيزة من الاتفاق في سلسلة من البيانات، حيث قال وزير الشؤون الاستراتيجية مايكل بيتون: “لقد ولدت في إسرائيل، لكن المغرب يتدفق في عروقي. اليوم عطلة بالنسبة لي، وآمل أن أعود إلى المغرب قريبا في زيارة رسمية – هذه المرة كوزير في الحكومة الإسرائيلية”.
بدورها قالت وزيرة النقل ميري ريغيف، “لقد حلمت أجيال من اليهود المغاربة بالسلام مع البلد الذي ولدوا فيه وحيث تضرب ثقافتنا بجذور عميقة. نعمة الله علينا وعليهم”، ونشر وزير الاقتصاد آنذاك عمير بيريتس فيديو مؤثر بشكل خاص، يحيي فيه المغاربة باللهجة المغربية، قائلا: السلام عليكم، اسمي عمير بيرتس، وزير في الحكومة الإسرائيلية وأنا سعيد جدا باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
وقال بيريتز “لقد ولدت في المغرب، في مدينة أبي الجعد، وأشعر أن حلمي قد تحقق”، مضيفًا أنه تمنى لو كان والديه المولودان في المغرب لا يزالان على قيد الحياة ليشاركوه هذا اليوم الخاص”.
وأشارت الصحافية الإسرائيلية، إلى أن التقدم السريع في العلاقات الإسرائيلية المغربية يقف في تناقض حاد مع افتقار إسرائيل للعلاقات مع الجزائر وتونس، إذ أنه وبعد وقت قصير من الاتفاق مع المغرب، أوضحت تونس أنها لن تحذو حذوها، قائلة: “بما أن تونس تحترم المواقف السيادية للدول الأخرى، فإنها تؤكد أن موقفها مبدئي، وأن التغييرات في المشهد الدولي لن تؤثر عليه أبدا”.
تعليقات الزوار ( 0 )