احتفاء بالذكرى 46 لعيد المسيرة الخضراء المظفرة و 66 لعيد الاستقلال، نظم المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بألمانيا كما دأب على ذلك وفي كل المناسبات الوطنية والدينية، أمسية خالدة بمدينة دوسلدورف تحت شعار ” حب الوطن يجمعنا”.
واعتبارا لما تحظى به، هاتان المناسبتان الغاليتان على قلوب المغاربة من أهمية لدى الشعب المغربي، لكونهما محطات مضيئة في تاريخ المغرب المعاصر، تطوعت شخصيات من مختلف أطياف المجتمع المدني وجمعيات أبناء صحراءنا المسترجعة المقيمين بالديار الألمانية والمراكز الثقافية المغربية بألمانيا، للمشاركة في هذا الحدث تعبيرا منهم على مدى ارتباطهم الراسخ بوطنهم المغرب وولاءهم للعرش العلوي المجيد.
ومن بين المشاركين الذين أثروا هذا اللقاء وساهموا بمداخلات قيمة، نذر على سبيل المثال لا الحصر، أمال لمشرق ومحمد محمد البوبسي وحسن بوتكارا، البطل العالمي في ألعاب القوى ورئيس الجمعية الصحراوية المغربية المقيم بألمانيا، والحاج محمد الغرس وامحمد الدهشوري، اللذان شاركا في المسيرة الخضراء المضفرة، ويوسف البوشيخي الشيخ، وعبد الله بوجيدة عضو المجلس الفيدرالي، وبشرى لمشرق رئيسة المستثمرين المغاربة بولاية رنانيا الشمالية، ورئيسة اتحاد النساء المغربيات الأستاذة زبيدة الفيلالي، وغيتا جطو عضوة الناطقة الرسمية للمجلس، والحاج محمد البالي نائب رئيس رابطة الجمعيات المغربية، ومحمادي بوحجار هذا بالإضافة إلى أعضاء مكتب المجلس الفيديرالي الالماني والإعلامي محمد بونوار ومحمد بومدين المكلف عن لجنة الشباب المغربي التابعة لمجلس الفيدرالي.
وبعد كلمة الترحيب التي ألقاها علي السعماري، الأستاذ الباحث ورئيس المجلس الفيديرالي المغربي الألماني بالمناسبة على مسامع فسيفساء الحضور الذين توافدوا بكثرة لإحياء بشغف كبير ذكرى الملحمتين العظيمتين والتعبير عن ابتهاجهم جريا على العادة، بالاحتفالات التي تقام لتخليد الأعياد الدينية والوطنية وعلى وجه الخصوص عيد المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال، عبر المجلس الفيدرالي المغربي الألماني عن امتنانه بالخطاب الملكي السامي للملك محمد السادس، مشيدا بمضامينه التي كان لها وقع مؤثر في نفوسهم باعتباره خطاب مسؤول توجيهي وحازم جاء في ظرفية دقيقة مليئة بالتحديات، إلى جانب أنه بناء وصريح وأكد على استمرار المغرب في ملحمة البناء في مختلف ابعادها الاقتصادية والسياسية ولاجتماعية من أجل تحقيق تنمية كفيلة بالاستجابة لمتطلبات الشعب المغربي، وذلك رغم الظرفية الصعبة التي يجتازها المجتمع الدولي. ومن أجل تحقيق هذا المبتغى، أكد على وجوب تعبئة شاملة لكل مكونات المجتمع وتظافر الجهود للسير قدما لتوطيد أسس ديموقراطية وتشاركية وتنموية كفيلة بان تحفظ للمغرب المكانة التي تبوأها بين الأمم الراقية والحديثة.
واستجابة للرغبة الجامحة للحضور في اثراء هذه الأمسية المميزة بمداخلاتهم، وتحسيس وتشجيع شبابنا على الاهتمام بشؤون وطنهم، تمت معظم المداخلات ، تعميما للفائدة، باللغة الألمانية التي هي لغة التخاطب لأفراد جاليتنا من من الجيل الرابع. وقد تمحورت المداخلات حول تاريخ الصحراء المغربية ووطنية القبائل الصحراوية الأبية التي تتشبث بالوحدة الوطنية وتطمح الى ترسيخ المقومات الأساسية لمجتمع متماسك ومتحد وراء موحد البلاد الملك محمد السادس. ومن بين النقاط التي تم التطرق اليها، لإعطاء صورة متكاملة بشأن صحرائنا لشبابنا، بيعة وولاء القبائل الصحراوية لسلاطين وملوك المغرب منذ القدم مما يؤكد ارتباط هذه القبائل بالوطن الأم المغرب. وهذا المعطى هو الذي حذا بمحكمة لاهاي بالاعتراف بهذا الارتباط التاريخي بين قبائل صحرائنا و العرش العلوي المجيد. كما تناولت المداخلات طريقة استرجاع الصحراء المغربية وتحريره من براثين الاستعمار الاسباني بدون اراقة ولو قطرة دم بفضل حنكة وعبقرية الراحل الملك الحسن الثاني، مبدع المسيرة الخضراء التي أذهلت العالم كله.
وعلى هامش المداخلات، تساءل بعض الشباب عن المواقف العدائية لحكام الجزائر تجاه بلادنا. وقد أعطيت لهم توضيحات عن التضحيات الجسام التي ضحى بها المغرب من أجل استقلال الشعب الجزائري الشقيق. حيث احتضن المغرب قادة الثوار ومدهم بالسلاح والعتاد وكل ما يلزم من ضروريات الحياة. بل أكثر من ذلك، أن المغفور له الملك محمد الخامس رفض الاغراءات التي قدمتها له فرنسا المتمثلة في اعادة ترسيم الحدود كما كانت قبل استعمارها للجزائر، مقابل التخلي عن دعم الثورة الجزائرية.
وحرصا منه على لعب دور فعال في اطار الدبلوماسية الموازية فيما يتعلق بقضيتنا الوطنية الأولى، قام المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بتوجه طلب للأمين العام للأمم المتحدة ملتمسا منه فك سراح اخواننا المغاربة من أصل صحراوي المحتجزين في مخيمات العار. كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة القيام بإحصاء شفاف لهؤلاء المحتجزين غصبا عنهم من طرف السلطات الجزائرية وصنيعتها البوليزاريو اللتان تتاجران بمآسي هؤلاء المغلوب على أمرهم والذين يرغبون في العودة الى وطنهم والتخلص من الجحيم الذي يعيشون فيه قصرا لأن كل من سولت له نفسه الهروب ينكل به أشد تنكيل.
كما قام المجلس الفيدرالي المغربي الألماني بتكريم المشاركين في المسيرة الخضراء وبعض رجال الأعمال بشواهد تقديرية على مجهوداتهم في نصرة القضايا الوطنية والقضايا ذات الصلة بمصالح الجالية المغربية المقيمة بالديار الألمانية. كما اشاد بيدهم الممدودة للمجلس الفيديرالي الذي لا يدخر أي جهد من أجل تلبية وخدمة المصلحة الوطنية والاهتمام بشؤون أفراد جاليتنا بمختلف أنواعها. كما توجه بالشكر للسيد أمال لمشرق على سخائه و دعمه المادي المعنوي لمجلسنا.
وبعد توجه السعماري الشكر للقائمين على تنظيم هذا الحفل البهيج، والاشادة بالتزام المشاركين في الأمسية،باحترام الإجراءات التي تفرضها الظرفية الخاصة: التباعد الجسدي وارتداء الكمامة ثم لإدلاء بجواز التلقيح، قام برفع برقية ولاء وإخلاص إلى الملك، تلاها يوسف البوشيخي الشيخ.
تعليقات الزوار ( 0 )