Share
  • Link copied

رئيس المؤتمر اليهودي العالمي يقترح “ناتو” عربي إسرائيلي لمواجهة إيران وتركيا

قال رئيس المؤتمر اليهودي العالمي “رونالد لودر” إنه آن الآوان لدعم خطة بناء تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي، والدفع بمشروع “الناتو” العربي الإسرائيلي، وذلك للتصدي للنفوذ الإيراني المتزايد والمتنامي في المنطقة، حيث أن طهران استأنفت أخيراً، تخصيب اليورانيوم (بنسبة نقاء تصل إلى 20٪).

وأوضح المتحدث ذاته، في مقال تحليلي نشرته صحيفة “arabnews” يومه (الإثنين) أنّ صناع القرار بالشرق الأوسط متخوفون وقلقون بشكل متزايد من الاستفزازات الإيرانية المتكررة للمجتمع الدولي وانتهاكاتها للالتزامات التي تعهدت بها في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 (JCPOA).

وأضاف لودر، أنّ هناك تخوف كبير من لدن صناع القرار من جهود إيران المتضافرة لتطوير صواريخ طويلة المدى وصواريخ “كروز” الموجهة بدقة، والتي من شأنها أنْ تُهدد أمن واستقرار المنطقة، في انتهاك لخطة العمل الشاملة المشتركة، وتحد من وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى منشآتها النووية.

ولفت المصدر ذاته، إلى أنه بعد أنْ عجز الغرب عن وقف هذه التطورات العدوانية والخطيرة، وفقد الكثيرون الثقة في أمريكا وأوروبا، فإنّ البعض يفكر في التحول إلى روسيا والصين، ويجد الجميع أنفسهم في موقف حرج ومثير للقلق، مدركين أنهم وصلوا إلى مفترق طرق بالغ الأهمية.

وقال رئيس المؤتمر اليهودي العالمي: “خلال المحادثات التي أجريتها مع صناع القرار، سمعت أصواتًا مشجعة، إذ أنّ كل العرب تقريبا الذين تحدثت معهم قالوا إنّ الحليف الوحيد (ضد إيران) الذي يثقون به دون تحفظ هو إسرائيل، وقال جميع الإسرائيليين الذين تحدثت معهم تقريبا إنّ الحليف الوحيد (ضد إيران) الذي يثقون به دون تحفظ هو العالم العربي”.

وأبرز، أنه بعد قرن من اندلاعه، انتهى الصراع العربي الإسرائيلي حقا، وبدأت المعاهدة المصرية الإسرائيلية العملية في عام 1979، تلاها الاتفاق الإسرائيلي الأردني لعام 1994، لكن اتفاقيات السلام الموقعة في عام 2020 بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب أدت أخيرا إلى ثورة إقليمية حقيقية.

وأكد المتحدث ذاته، أنّ الدول العربية المعتدلة الأخرى التي لم تنضم بعد إلى اتفاقات إبراهيم تعمل بهدوء على تطوير العلاقات مع إسرائيل، خاصة مع تنامي المخاوف من إيران، وعمق شكوكهم بشأن الغرب، يتقارب العرب والإسرائيليون أكثر من أي وقت مضى.

وبعد أن أنهيت هذه الجولة المبهجة من المحادثات، يضيف لودر، راودتني فكرة: ألم يحن الوقت لدمج الصراع الضخم ضد إيران مع هذه الشراكة العربية الإسرائيلية المزدهرة؟ ألم يحن الوقت لاتخاذ خطوة جريئة أبعد من اتفاقات إبراهيم؟ هل يمكن أن يكون هذا هو الوقت المناسب للعرب والإسرائيليين للدخول في تحالف استراتيجي؟.

وفي الثمانينيات عملت في البنتاغون وعملت كسفير للولايات المتحدة في النمسا، وهناك رأيت بنفسي الدور الحاسم الذي لعبه الناتو في ضمان أمن أوروبا واستقرارها ضد التهديد السوفيتي، والآن قد يكون بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين هو الوقت المناسب لتشكيل “الناتو” العربي الإسرائيلي لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط ضد التهديد الإيراني.

ويمكن أن يكون الأعضاء المؤسسون لهذا التحالف الجديد – منظمة الدفاع في الشرق الأوسط (MEDO) دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي لديها بالفعل معاهدة أو علاقة مفتوحة مع إسرائيل نظير المغرب ومصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان ودول أخرى.

وأضاف، “أنا متفائل بأن الدول العربية الأخرى قد تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم في القريب العاجل، كما يمكن لـمنظمة الدفاع في الشرق الأوسط أيضًا متابعة العلاقات الوثيقة مع اليونان وقبرص وبعض الدول الأفريقية، بهدف حماية استقرارها وتشجيع التنمية الاقتصادية السريعة.

وشدّد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في مقاله التحليلي، على إمكانية تأسيس حصن هائل ضد إيران، وبالتالي، كبح طموحات تركيا الإمبريالية، ومحاربة التطرف والإرهاب، وتعزيز مصالحة إسرائيلية فلسطينية تدريجية حذرة، وفق تعبيره.

كما يمكن أن تستفيد من الاختراق التاريخي الذي حدث العام الماضي لإنشاء شرق أوسط جديد حقًا، وستخدم منظمة الدفاع في الشرق الأوسط مصالح جميع الدول الساعية إلى الاستقرار في المنطقة، وجميع المواطنين الذين يسعون للهروب من الفقر والهشاشة لتحسين ظروف حياتهم.

ومن خلال القيام بذلك، ستخدم هذه المنظمة الجديدة أيضا بشكل غير مباشر مصالح الغرب والمجتمع الدولي من تهدئة أحد أخطر الأحياء في العالم دون الاعتماد على جندي واحد من الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة، أو السعي للحصول على دعم من القوى العالمية الأخرى.

ومن الواضح أنذ قرار إنشاء حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط يجب أن يتم اتخاذه فقط من قبل الدول ذات السيادة في المنطقة، ولا يمكن لأي شخص آخر أن يأمرهم أو يجبرهم على أخذ إطار عمل منظمة الدفاع في الشرق الأوسط المقترح على عاتقهم.

وخلص المتحدث ذاته إلى أنّ التحالف الاستراتيجي الإقليمي هو فكرة حان وقتها لمواجهة التهديد المتسارع المتمثل في إيران “الخبيثة” وضعف العالم المصاب بفيروس كورونا، ويبدو أنّ الطريق نحو الاعتماد على الذات هو السبيل الوحيد للمضي قدما.

كما جب على الإسرائيليين والعرب اغتنام الفرصة للعمل معا لإنقاذ الشرق الأوسط من كارثة التطرف والتسلح النووي التي تلوح في الأفق، يردف رئيس المؤتمر اليهودي العالمي “رونالد لودر”.

Share
  • Link copied
المقال التالي