رُوِيَ أَنَّ فاطمة -رضي الله عنها- * قالت : “خَبزْت رغيفاً من شعير، فَجِئْتُ منه بِكَسْرَة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “ما هذا يا فاطمة؟” فَقُلْتُ: “رغيفٌ خبزته يا رسول الله، و لم تطلب نفسي أن آكله حتى أَجِيئَك بهذه الكسرة”. فقال: “أَمَا أَنَّه أَوَّلُ طعامٍ دَخَلَ جَوْفَ أَبِيك منذ ثلاثة أيَّام*”.
“إنها القدوة المثالية و النموذجية في شخصية محمد رسول الله و آل بيتِه بما تحمله من تجليات كونية وإنسانية وأخلاقية: نموذجية في قيم الصدق والصراحة والصبر والصمود”.
فالمَرْءُ يا “زُحَل” حين يَحْيَا فَهُو يَفْعَل ذلك لِفِكْرةٍ و لِقَضِيَّةٍ و لِمَشْرُوع يمنح وجوده معنى أو معاني، لكن الأكيد لا يفعل ذلك كَي يَحْيَا للخبز و بالخبز و من أجل الخبز فقط.
هذه عبرة لِدُعَاة المظاهر وعُبَّادُ الشَّكل والسلطة والمال والبَطن من آلِ زُحَل، التائهين وراء الخبز والسَّطو على السَّكن الوظيفي والدوس على المروءة والكبرياء و العِزّ والهروب من أداء الوظيفَة المِهنية في المدرجات الجامعية، بعدما إستَنزَفُوا فسَاداً منظومة “المعالي” ويتأهَّبُون لِنَقْلِ الوَبَاء و العَدوى لمنظومة “السَّفير” و “الوَالي” :
إنهم أهل الرِّيع الذين قال في حقِّهم أحد الشعراء…:
للنَّاس ظَاهِرٌ والمَظَاهِرُ تَخْدَعُ..
فلاَ تَحْكُمَنَّ بالَّذِي تَرَى وتَسْمَعُ..
فَرُبَّ صَحِيح وفِكْرُه عَلِيلُ..
وَرُبَّ عَلِيل وعَقْلُه مَجْمَعُ..
عَاشِرِ النَّاس لِتُدرك أَصْلَها..
فَحَقِيقة المَرْء بِالعشرَة تَسطَعُ..
تعليقات الزوار ( 0 )