شارك المقال
  • تم النسخ

النيران تأتي على أكشاك الكتب المستعملة بمراكش

أتت النيران على محلات وأكشاك بيع الكتب المستعملة بمنطقة باب دكالة بمراكش، متلفة آلاف الكتب المستعملة، التي كانت ملاذا لعدد من القراءة المراكشيين وغيرهم من زوار المدينة الحمراء، نظرا لندرتها وثمنها الزهيد جدا.

وفي الوقت الذي كانت بضع أكشاك ترابط تحت شمس مراكش الحارقة، وتقاوم الكتب الإلكترونية والقرصنة، وتوفر مراجع وكتب للطلبة، الذين يعانون من “قصر اليد”، اندلع حريق في بعضها، ليسفر عن محرقة غير عادية، نظرا لأن المحروق هي كتب نفيسة، وبعضها دخل في نطاق المخطوطات، والآخر من الكتب التي صارت حصرية عند هؤلاء.

بعد أن اكتووا لسنوات بنار تهميش من بيده الحل والعقد، وتجاهل النخب المحلية والوطنية من وضعهم وألمهم وآمالهم، وصمدوا أمام “صهد” مدينة سبعة رجال، وقلة الدخل اليومي، وضعف الإقبال على ثروة خاصة بأصحاب العقول الكبيرة، استسلم أصحاب الأكشاك، الذين بلغ أغلبهم من الكبر عتيا، واشتعل رأسهم شيبا، أمام نار “طبيعية” مجهولة المصدر، خصوصا وأنهم كانوا مطالبين بالتنقل إلى مكان آخر في مدينة مراكش، لتأتي النيران على رأس مالهم المادي والمعنوي، وتبدد أحلامهم وأمانيهم.

وقف أصحاب هذه المحلات الاستثنائية مذهولين أمام ذهاب ثروة لا تعوض، وعمل نبيل كان يزرع فيهم الأمل لبناء جيل غد قارئ، قبل أن يطلق أحدهم صرخة الخلاص تنذر بألم غطى على أمل كان يبنيه هؤلاء في علاقتهم بأي زائر قارئ.

“لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”، عبارة كانت بمثابة رصاصة الرحمة، التي أطلقها زائر في وجه بائع ذهبت ثروته في ظروف غامضة، يمكن أن تكشفها تحقيقات الشرطة التقنية والعلمية.

هذا، وتباشر المصالح الأمنية تحقيقاتها لمعرفة ظروف وملابسات اندلاع الحريق، بينما لم يحل بالمكان أي مسؤول عن الثقافة أو التراث أو المنتخبين.   

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي