قال عمر احرشان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إنّ التيار الإسلامي الذي اختار الدخول إلى غمار السياسة هو التيار الذي ينهل فكريا من المدرسة الإخوانية، لافتا إلى أن الفاعل السياسي الإسلامي المنظم فيه اختلاف كبير.
احرشان متحدثا في ندوة تفاعلية عبر تقنة التناظر المرئي تحت عنوان “الإسلاميون ومآل المشاركة السياسية بعد الربيع العربي” التي نظمتها (الإثنين) “بناصا”، استعرض حصيلة العشر السنوات الأخيرة التي تولى فيها حزب العدالة والتنمية الحكم، على غرار نظرائهم في تونس ومصر، عقب احتجاجات الربيع العربي في العام 2011.
ويرى الأستاذ الجامعي، أن التجربة أثبتت أن التيار الإسلامي الذي دخل إلى دهاليز السياسةـ أصبح يعيش هوة كبيرة بين المبادئ التي دخل على أساسها وبين الخطاب الذي انطلق منه وبين المواقف التي يتبناها.
وفي سياق متصل، أوضح أن الإشكال ليس مرتبطا في التدرج في تنزيل البرامج من خلال بعض الإكراهات، وإنما هناك تناقض بين المواقف والمبادئ، وفي المقابل، فإن عشر سنوات الأخيرة، بينت بأن الإسلاميين قوة شعبية مقارنة مع غيرهم.
وكمثال على ذلك، يردف المتحدث ذاته، فإن التنظيم الإسلامي في مصر لم يسقطه صندوق الاقتراع، وفي تونس أيضا تراجع الإسلاميون من المرتبة الأولى إلى الثانية، لكنهم يشكلون قوة أساسية في تونس، والأمر ينطبق كذلك على المغرب، إذ أن حزب العدالة يتصدر نتائج الانتخابات على مدار سنوات حكمه بشكل ملحوظ.
وفي مقابل ذلك، لفت احرشان إلى أن هناك تيار إسلامي آخر اختار “الشارع”، لأنه يرى بأن السياق الثوري يلزم أن يستمر إلى آخره، حيث أن سياق الاشتغال لعب دورا مهما، وكل التيارات الإسلامية التي اختارت المنطق الثوري أخفقت (مصر و تونس) على سبيل المثال.
وعلى صعيد آخر، قال احرشان، إن حركة 20 فبراير كان لها دور كبير في مآلات الانتخابات التي أفرزتها سنة 2011، لكن أول ما قام به العدالة والتنمية هو أنه أحرق المركب الذي نجح عبره في الانتخابات، حيث بدأ الحزب في استهداف رموز الحركة سنة 2012.
وخلص احرشان إلى، أن الإسلاميون ليسوا كثلة واحدة، حيث أن من بين أهم المزالق التي يمكن أن تصيب النقاش فيما بيننا هي أن نعتبر أننا أمام كثلة واحدة تسمى الإسلاميين، لأن وحدة المرجعية غير كافية وحدها لكي تعطي نفس النتائج.
حري بالذكر، أن الندوة التي سيرها الإعلامي نور الدين لشهب، عرفت مشاركة كلّ من عبد العالي حامي الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى جانب عمر إحرشان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش.
تعليقات الزوار ( 0 )