Share
  • Link copied

آفاق التنمية في “بلاد الكيف”.. هل ينعش تقنين الكيف الآمال الاقتصادية لساكنة الريف؟

قال المريزق المصطفى، مؤسس قادمون وقادرون والرئيس الناطق الرسمي لمنتدى مغرب المستقبل، إنّ الفلاح أو “المزارع” المغربي انتصر في فرض موضوع “الكيف” داخل الفضاء العمومي، ولم يعد من “الطابوهات”، حيث لم يكن بالأمس القريب مسموحا لأحد بالدفاع عن زراعة القنب الهندي أو المطالبة بتقنينه.

وأضاف المريزق، في الندوة التفاعلية “عن بعد” التي نظمتها جريدة بناصا (الاثنين) وسيرها الصحافي شفيق عنوري، حول موضوع “آفاق التنمية في “بلاد الكيف” على ضوء قانون تقنين زراعة القنب الهندي، أنّ موضوع الكيف خلق جدلًا سياسيا وثقافيا واجتماعياً.

ولفت المصدر ذاته، إلى أنّ مجلس المستشارين، أقرّ مشروع تقنين القنب الهندي، بعد مصادقة الحكومة في 3 ماي على مشروع 13.21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة، التي تدخل في خانة الأغراض الطبية والصناعية بالبلاد.

وسجلّ الناطق الرسمي لمنتدى مغرب المستقبل، أنّ الحديث عن “بلاد الكيف” هو خطوة حرّرت الموضوع من “الطابو” وجعلته موضوعا اجتماعيا سياسيا، وثقافيا يتداوله الجميع عبر المناظرات والمحاضرات ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي.

وأكد المتحدث ذاته، على أن أكبر دليل على ذلك، هو وحود تنسيقيات مشاركة في هذه الندوة، نظير “تنسيقية أبناء بلاد الكيف”، مؤكدا أنّ هناك تطور في المغرب على مستوى طرح العديد من الإشكاليات التي ظلت قاب قوسين أو أدنى، حيث أصبح النقاش اليوم مفتوحا على مصراعيه من النواحي الأنثروبولوجية والسوسيولوجية وغيرها.

ويرى المريزق المصطفى، أنّ ليس الكيف هو الذي سيجعل من المزارع منتصراً، بل هو ركن من أركان هذا التحول، حيث أن المنطقة اليوم تعيش تحولا ديمغرافيا وسوسيولوجيا واجتماعيا وتاريخيا وسياسياً.

وتساءل المصدر ذاته، هل جاء فعلا زمن المصالحة، وزمن جبر الضرر؟ قبل أن يجيب، كلنا عشنا نقاش هيئة الإنصاف والمصالحة في علاقته بحقوق الإنسان، إلا أننا تناسينا أن جبر الضرر الاجتماعي، في المناطق التي ظلت ما قبل الاستقلال، ظلت على حالها على مستوى التنمية.

وأشار المريزق المصطفى، إلى أن مشروع القانون، المتعلق بتقنين الكيف يروم إلى إخضاع كافة الأنشطة المتعلقة بزراعة وإنتاج وتصنيع ونقل وتسويق وتصدير واستيراد هذه النبتة ومنتجاتها إلى حيز ما يسمى بـ”نظام الترخيص”.

وأضاف مؤسس قادمون وقادرون والرئيس الناطق الرسمي لمنتدى مغرب المستقبل، أن نبتة الكيف اليوم، أصبحت في نطاق “الشرعية”، وعرف المشروع مساره التشريعي، حيث تم عرضه في مجلسي البرلمان، وفتحت نقاشات ومضاربات في الآراء بين نواب الأمة حول النبتة المُثيرة للجدل.

الكيف ساهم في بناء الحركة الوطنية واستقرار ساكنة شمال المغرب

من جانبه، قال خالد مونة، أستاذ الأنثروبولوجيا، إنّ فكرة “الطابو” تحتمل وجهين والحديث عن “الكيف” إنما هو موضوع جديد في تاريخ النبتة، على اعتبار أن هناك مرحلة حاسمة في تاريخ المغرب ابتداءً من سنة 1954 والتي سيتم نقل الظهير المنع إلى باقي مناطق المغرب.

وأشار المتحدث ذاته، في كلمة له خلال الندوة ذاتها، إلى أن موضوع الكيف كان له حضور وازن في الذاكرة الجمعية والسياسية في تاريخ المغرب.

وأوضح، أنّ الوثائق التاريخية في الأرشيف الفرنسي، تثبتُ العلاقة الكبيرة أو الدور الذي قام به الكيف في بناء الحركة الوطنية باعتباره جزءاً من أشكال التمويل السياسي في هاته المرحلة، أي أنه لم تكن هناك إشكالية فيما يتعلق بموضوع الكيف.

وأضاف خالد مونة، أنّ حزب الاستقلال، في مرحلة معينة، كان يطالب المغاربة بتدخين الكيف المغربي والابتعاد عن السجائر لأنها فرنسية.

ويرى المتحدث ذاته، أن “الطابو” هو فكرة سياسية، انطلقت من المركز ولم تكن تعني بالضرورة أن فكرة الطابو موجودة في مناطق أخرى، بحيث أن منطقة كتامة كان لها ارتباط وطيد بمجموعات دينية والعمال الوافدون من مناطق أخرى.

فالريف، يضيف أستاذ الأنثروبولوجيا، كان جزء من الأنشطة الاقتصادية في المنطقة، وكان أيضا محركا اقتصادياً لليد العاملة، ومساهما في الهجرة الداخلية الموسمية.

وأوضح المتحدث ذاته، أنّ النظرة التي كنا نرى بها موضوع الكيف، حاولنا أن نغلقه داخل قالب جغرافي وثقافي معين، وإلصاقه بوصمة الريف، باعتبارها منطقة تعنى بانتاج الكيف، أما ما نعيشه اليوم فهو تدبير سياسي.

وخلص المصدر ذاته، إلى أنّ برامج الأمم المتحدة ساهمت بشكل كبير في انتشار صناعة الكيف، ولم يكن الأوروبيين يمارسون ضغوطات على المغرب من أجل القضاء على هذه النبتة، حيث أن الكيف يساهم في استقرار الساكنة في شمال المغرب.

الفلاح المغربي لم يطلب يوما يتقنين القنب الهندي

من ناحيته، شدّد شريف ادرداك، عضو مؤسس تنسيقية أبناء بلاد الكيف، والباحث في اقتصاد النباتات المصنفة غير مشروعة (الكيف)، على أنّ الفلاح المغربي لم يطلب يوما بتقنين زراعة القنب الهندي، حيث أن موضوع زراعة القنب الهندي أو المطالبة بتقنينه، هي قضية سياسية طالب بها الذين لا ينتمون إلى “بلاد الكيف”.

وأضاف ادرداك، في الندوة التي نظمتها بناصا، أنّ زراعة القنب الهندي أو تقنينه، يمكن أن ينجح في جميع مناطق المغرب، باستثناء مناطق “بلاد الكيف”، وذلك لأسباب موضوعية معروفة لدى الخواص والعوام، وللذين يشتغلون على هذا الموضوع من وجهة نظر علمية، كما للفلاح البسيط الذي يقتات على هذه النبتة.

وأوضح عضو مؤسس تنسيقية أبناء بلاد الكيف، أنّ منطقة الريف هي منطقة جبلية وعرة، وتمتاز بتضاريس صعبة وقاسية، حيث أن الدورة الاقتصادية لا يمكن أن تستمر لأكثر من ستة أشهر، وهي الفترة التي يمكن فيها للفلاح أن يمارس فيها نشاطه الفلاحي.

وشدّد المصدر ذاته، على أنّ زراعة الكيف بهذه المناطق، جاء كبديل لغياب التنمية، وذلك باستغلال عدة عوامل تاريخية وسياسية، حيث كان يستعمل في البداية للاستهلاك اليومي التقليدي أو ما يعرف بـ “السبسي”، حيث عرف الأجداد باستهلاك الكيف، ولم يكن الأمر يشكل “طابوها”، وذلك خلافا لما عرف عن السجائر.

وأشار شريف ادرداك، إلى أنه وبعد الاستقلال حدث ما لم يكن في الحسبان بالنسبة للحركة الوطنية التي كانت يتزعمها حزب الاستقلال الذي أراد أن يستأثر بالحكم في المغرب، آنذاك، وأراد أن يهمش، بحسبه، مناطق الهامش، فحدثت “انتفاضة الريف” ولم يكن هناك بد للسلطة المركزية والمحلية إلا تسهيل الهجرة أمام أبناء الريف، أو فسح انتشار زراعة القنب الهندي.

Share
  • Link copied
المقال التالي