كان والتر وايت، مجرد أستاذ كيمياء يُدرس الطلاب في ثانوية ألباكريكي بنيو ميكسيكو، ويقضي أوقات فراغه في غسل السيارات عند الروماني بوغدان وولينيتز، لتوفير دخل إضافي يساعده على دفع ديونه لدى البنك.
بعد خمسين سنة من “حسن السّيرة والسّلوك”، قرّر وايت، بعد تشخيصه بسرطان الرئة، واستسلامه لقدر الموت المحتوم، (قرّر) أن يشرع في تصنيع مخدر “الميثامفيتامين”، باعتباره طريقا مختصراً وسريعاً للثراء الذي سيمكنه من ترك المال لأسرته لتسديد الديون، ودفع تكاليف تدريس والتر جونيور وهولي.
في خضم هذا الانتقال من والتر؛ أستاذ الكيمياء، إلى والتر؛ مُنتج “الميث”، أو “هازنبيرغ”، وهو الاسم الذي اختاره لـ”الشخصية الأخرى” التي بات يحوزها، كانت منشأة الغسيل التي يملكها غوستافو فرينغ، وهي بمثابة الشجرة التي تخفي “غابة الميث”، محطة مهمة في مسار هذا “العبور”.
حرص فرينغ على تجهيز مختبر “الميث” الموجود تحت منشأة الغسيل، بأفضل التجهيزات التي تسهل عملية إعداد هذا المخدر، والأهم، التي تمنع خروج رائحة “الطبخ الممنوع” إلى الخارج، لتجنب جذب الانتباه وإثارة الشّكوك، حول ما يفترض أنه نشاط قانوني يتعلق بـ”مصبنة أفرشة”.
مثل منشأة الغسيل، يحاول سالم، الذي يماثل والتر في السنّ، أن يجد طريقة من أجل بدء إحدى أعقد التفاعلات الكيميائية، من غير أن تصل الرائحة إلى “الآخرين”، سواء كان هؤلاء الآخرون بالمعنى الذي حمله “Lost”، أو بالمعنى المقصود في “The Others”، لأن الكل آخر بالنسبة للآخر، وإن وُجد آخرون، مخفيون أو مرئيون، فهناك “آخرون”.
ولأن إمكانية توفير تجهيزات خاصة، تُشتت الرائحة، وتمنع وصولها إلى “الآخرين”، صعب، فإن سالم، يُعوّل على “التمويه الجماعي”، إذ إنه شبه متأكد بأن الجيران، سيقومون بالشواء قبل أو في أو بعد عيد الأضحى، سواء كان اللحم المستعمل من خروف مذبوح بشكل “سري”، أو من جزار، لذلك هو ينتظر.
“التمويه الجماعي”، كان ليكون حاسماً لو توفر في مسلسل “Breaking bad”، على الأقل من حيث منح بعض الوقت لإخفاء آثار “الجريمة”، بعد شروع “DEA” في منع الأنشطة المشابهة القريبة، دون حرق المنشأة، لكنه لم يكن متاحاً، لأن والتر وفرينغ احتكرا الإنتاج. أما بالنسبة لسالم، فهذه “الاستراتيجية” ممكنة، إذ إن الشواء ليس حكراً على أحد.
في النهاية، سالم لا يحتاج إلى مختبر مجهز من أجل بدء عملياته الكيميائية، بل فقط إلى رائحة شواء كافية لتضليل الحقيقة.
تعليقات الزوار ( 0 )