شارك المقال
  • تم النسخ

من قام باستدعاء المدعُو أنور مالك إلى مدينة الدّاخْلَة كرَّة أخرى؟؟ اللِّي يْجَرَّبْ الْمْجَرَّبْ عَقْلُه مخَرَّبْ..!!

توصلت أمس، عبر تطبيق الواتساب، بإعلان مصور لندوة مزمع تنظيمها بمدينة الداخلة بجنوب المغرب، يوم 15 من شهر يونيو الجاري، والندوة من تنظيم حزب جبهة القوى الديمقراطية، تحت عنوان “التعاون جنوب جنوب ومساعي المغرب لتعزيز السلم وتضامن الشعوب”، إلى هنا فالأمر عاد جدا وربما مطلوب من الأحزاب السياسية أن تساهم في النقاش العمومي الذي يستأثر باهتمامات المواطن والوطن.

ولكن ما أثار انتباهي هو وجود شخص يدعى أنور مالك (أقول يدعى لأن هذا ليس اسمه الحقيقي) ضمن لائحة المشاركين في نشاط ثقافي يشرف عليه حزب سياسي مغربي، وتساءلت مع نفسي:

من استدعى هذا الشخص إلى جنوب المغرب، وإلى مدينة الداخلة تحديدا مرة أخرى؟

وماذا سيقدم هذا الشخص في ندوة تعنى بالعلاقات الدولية والجوانب الدبلوماسية؟ هل هذا الشخص دبلوماسي أو سبق له أن تقلد منصبا دبلوماسيا؟ هل هو باحث أكاديمي في موضوع العلاقات الخارجية؟ هل هو كاتب صحافي حقيقة مهتم بالعلاقات الدولية والجيوبولتيك؟ وماذا كتب من مؤلفات محترمة تثير النقاش وتدعو إلى الحوار؟ وماذا قدم في مسيرته الإعلامية غير السب والشتم والتعريض بدون وثيقة ولا دليل ولا مصادر موثوقة؟؟ !!

وعلى ذكر  المسيرة الصحافية للمدعو أنور مالك المزيفة والكاذبة تعالوا معي نُذكر ونتذكر عندما جاء إلى مدينة الداخلة قبل 13 سنة، أي عام 2010 تحديدا.

بعد زيارته لمدينة الداخلة قبل 13 سنة كتب سلسلة مقالات في جريدة الشروق الجزائرية ما سماه “تحقيقا” أجراه من مدينة الداخلة عندما تمكن من زيارة المدينة بدعوة من جمعية مغربية تنشط في إطار مقترح الحكم الذاتي، ونشر ما سماه “تحقيقا” في سلسلة من خمسة أجزاء في جريدة الشروق الجزائرية، وعنونت الجريدة الجزائرية مقالاتها بالعنوان ” الشروق تهز أركان المخزن المغربي باختراق الصحفي أنور مالك لمنطقة الداخلة المحتلة” … نعم هكذا كتبت وعنونت جريدة الشروق الجزائرية!!

الزيارة التي قام بها أنور مالك آنذاك لمدينة الداخلة قبل ثلاث عشرة سنة بدعوة من جمعية مغربية أصبحت “اختراقا” حسب زعمه وذهبه وقبقبه، كما أن كل ما كتبه من إنشاء يفتقر إلى قواعد التحقيق الصحافي المتعارف عليها عالميا، هذا بالإضافة إلى أن كل كلامه مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة، وقد قام بفعلته هذه بعد عودته إلى فرنسا مباشرة، وقد قمتُ حينها بالرد عليه بالكلمة والنقطة والفاصلة يومئذ لأني أعرف “خروب بلادي” جيدا لأني أنحدر من قبيلة أولاد دليم الموجودة بالداخلة.

واعتبرتُ في مقالين كتبتهما آنذاك أن الخطأ الذي ارتكبته الجمعية التي نظمت النشاط في مدينة الداخلة عام 2010، هو أنها لم تستدع أي صحافي مغربي لحضور الندوة، وكنتُ سأحضر هذا النشاط لكنهم تراجعوا بسبب أن تذاكر الطائرة محدودة.

أشرت ُ إلى هذه النقطة في مقال خاص تفاعلا مع ادعاءات الكاتب/ الكاذب، لكن جريدة الشروق نقلت كلامي في صفحتها واعتبرتني صحافيا “موضوعيا” وهاجمت جميع الجرائد التي قامت بالرد على ما سماه أنور مالك في جريدة الشروق بـ”التحقيق الصحفي” مدعية أنها جرائد مخزنية، وما كتبه المدعو أنور مالك ليس بتحقيق ولا استطلاع ولا قصة خبرية، بل ولا يمكن تصنيفه في أي جنس صحافي محدد !

ولا زلت أتذكر بأنه عندما بدأت الجرائد الوطنية ترد على مزاعم وادعاءات أنور مالك، اعتبرت جريدة الشروق هذه الردود المغربية مطاردة المخزن للإعلامي “الكبير” أنور مالك، وكتب في عنوان لها “مخابرات المخزن تطارد أنور مالك” جمعت فيه ما قيل في الصحف الإلكترونية والجرائد الورقية.

وكان آنذاك المدعو أنور مالك يشعر بالانتصار و”يدافع” عن وطنه الجزائر، وهذا حقه، لكن الرجل كان يحاول أن يصنع من نفسه بطلا من ورق، لأني توصلت إلى أن من كتب هذا المقال هو أنور مالك نفسه، وليست جريدة الشروق.

المدعو أنور مالك ليس بكاتب له رأي يدافع عنه، وليس صاحب رؤية فكرية يمكن أن يعدل فيها ويشذب، وليس “مفكرا” كما يصفه بعض البسطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن المفكر له مشروع وله مفاهيم ومجدد على نحو إبداعي مشهود، وليس بكاتب صحافي، لأنه لا يمتلك وثائق ولا مصادر موثوقة، بل لا يفرق بين الأجناس الصحافية، ودليلي على ما أقول هو أن ما كتبه قبل عشر سنوات وهي ادعاءات كاذبة ولا ريب تفتقر إلى قواعد التحقيق الصحافي، إنه شخص يتنفس الكذب، ويتقن فن التملق، ومستعد أن يكتري لسانه لمن يدفع أكثر.

باختصار، هو شخص بدون أخلاق، وهذا هو الأخطر !

جميل أن يساهم حزب جبهة القوى الديمقراطية بندوة تهم دور المغرب في تعزيز السلم بالمنطقة، وجميل أن تنظم هذه الندوة في شرق المغرب كما في جنوبه، ولكن…!

ولكن، هل يعلم الأمين العام للحزب الدكتور المصطفى بنعلي بحقيقة هذا الشخص الذي غدر بجمعية وطنية أطعمته وقدمت له (….) وبين ليلة وضحاها تحول هذا الغدر “اختراقا لمنطقة الداخلة المحتلة” حسب ما نشره في جريدة الشروق الجزائرية؟!

وهل يعلم السي المصطفى بنعلي أن ما يسمون بالمعارضين الجزائريين في الخارج أغلبهم يشتغلون مع جهات من مخابرات بلدهم؟

والسؤال الأهم: هل المغرب في حاجة إلى من يدافع عن وحدته الترابية ولاسيما إن كان من طينة أنور مالك والمدعو عبود ومن على شاكلتهم، وهم بالمناسبة مجرد مرتزقة ( وأنا هنا أصف ولا أسب)؟

على سبيل الختام

الصديق العزيز (ولد العم كما يحب مناداتي) السي أحمد الصلاي، بعيد كل البعد عن هذي الندوات التي تضر ولا تنفع، لأن السي الصلاي كما نعرفه ونشهد له رجل وحدوي وطني يضحي بأغلى ما يملك عن حب وقناعة راسخة، وهذا النشاط لا يعنيه من قريب أو بعيد، فالمسؤول عن هذا النشاط هو الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية وحده، وحده ومن هو شريك له في هذه المبادرات الخطيرة المضرة بصورة قضيتنا الوطنية.

اللهم إني قد بلغت… اللهم فاشهد!

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي