على الرغم من أن إعلان جبهة البوليساريو العودة للحرب ضد المغرب، أوشك على إتمام السنة، إلا أنها لم تستطع، تغيير أي شيء على أرض الواقع، بل إن المنطقة العازلة التي كانت عناصر “جماعة الرابوني”، تتسلّل إليها في كثير من الأحيان، لإقامة بعض المناسبات، أو للوصول إلى شاطئ المحيط الأطلسي بين الفينة والأخرى، باتت شبه محرمة عليها في الوقت الراهن.
وفي هذا السياق، اعتبر مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام السابق لما يسمى بـ”شرطة” البوليساريو، أن ما كانت تسميه الجبهة بالمناطق المحرّرة، بات الآن، مناطقا محرمة عليها، حيث قال إن “الجزائر، وبسبب تأخرها الدائم بخطوة عن المغرب، تطالبه دوماً بالعودة إلى الوراء، بعدما عجزت حتى اليوم عن عرقلة تقدمه، وتستغل أهالينا في حربها الخاسرة ضده”.
وأضاف ولد سيدي مولود، في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي: “طالبت بخروج المغرب من الصحراء بعدما أصبحت السمارة لعيون و الداخلة تحت سيادته”، متابعاً: “ثم باستفتاء تقرير المصير بعدما طرح المغرب مقترح الحكم الذاتي استجابة لدعوة المنتظم الدولي في البحث عن حل سياسي توافقي مبني على الواقعية”.
وأردف: “و أخيرا باتت عودة المغرب أربع كيلومترات إلى الوراء في منطقة الكركرات، شرطها الرئيس للعودة إلى مائدة التفاوض أو بالأحرى استمرار شغل المغرب”، مسترسلاً: “كنا في الأشهر الأولى بعد تأمين المغرب لمعبر الكركرات نسمع عند صناع البروباغاندا في المخيمات والجزائر أن تمدد المغرب في الكركرات هو حيلة تم استدراجه بها لتتنصل البوليساريو و من ورائها الجزائر من اتفاقية وقف إطلاق النار”.
وتساءل ولد سيدي مولود: “ها أنتم عدتم إلى إطلاق النار. فماهي حصيلة عام مضى على حربكم؟ هل عاد المغرب الى الوراء؟ هل انسحبت الشركات والاستثمارات الأجنبية من المغرب؟ هل امتنع الطيران من التحليق في أجواء الصحراء المتنازع عليها، أو هجرت الأساطيل البحرية سواحلها أم توقف مسلسل افتتاح القنصليات الأجنبية بها؟”.
واعتبر القيادي السابق في جبهة البوليساريو، أن “النتيجة الوحيدة التي حصلت من الفخ الذي استدرجتم المغرب إليه هو أن ما كنتم تسمونه مناطق محررة أصبح مناطق محرمة عليكم بسبب آلة اسمها: درون، يوجهها شخص جالس في بيت مكيف يضع أمامه فنجان قهوة في إحدى القواعد المغربية في الشمال وليس في المحبس أو الفرسية أو حوزة”.
وواصل أن قرار مجلس الأمن، الذي سيصدر اليوم الجمعة، “كما العادة تحت البند السادس، فمن شاء عمل بمضمونه ومن شاء كفر به. وقد صدرت عشرات القرارات قبله ولم تغير من معادلة النزاع شيئا”، مضيفاً: “لم يطرأ غير حرب غالي المعلنة منذ قرابة السنة، والتي لولا لطف الله والأجل لكان سيكون من أوائل ضحاياها مطلع شهر أبريل الماضي”.
وأبرز ولد سيدي مولود، أنه بدل أن “يُحرّر” غالي بهذه الحرب الصحراء، “حرم على نفسه ما كان يسميه منها محررا، ومن سيقول بخلاف ذلك ما عليه غير أن يجيب عن سؤالين بسيطين: دأبت الجبهة على أن تقيم جزءاً من احتفالاتها في التفاريتي ومهيريز وآغوينيت. هل حدث من ذلك شيء هذا العام؟”، حسبه.
والسؤال الأصعب والمرّ، يقول القيادي السابق في البوليساريو، هو أن “زعيم الجبهة القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أضاف لقب وزير الدفاع إلى ألقابه، دأب على القيام بجولة تفتيشية لقوات الجبهة في نواحيها العسكرية نهاية كل عام، هل سيحدث شيء من ذلك في الشهرين القادمين أم سيكتفي باستعراض في الرابوني فوق التراب الجزائري؟”.
تعليقات الزوار ( 0 )