مخاطبا مزارعا ومدرسا ومدير عقارات وممرضا.. لم يكن إيمانويل ماكرون رسميا في حملة انتخابية رئاسية، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدأ بجدية تقييم حصيلة فترته الرئاسية الأولى. في مقابلة مطولة مع قراء صحيفة ‘‘لوباريزيان’’، ناقش الرئيس الفرنسي العديد من الموضوعات، من أوروبا إلى الصحة حيث عبر عن امتعاضه من غير الملقحين، مرورا بتركيا والأمن وحتى مبيد الأعشاب الضارة الغليفوسات. لكن تصريحاته عن رافضي التلقيح أثارت الجدل الأكبر واتُهم باستعمال “عبارة سوقية” لانتقادهم.
ففي إجابة على سؤال يتعلق بإمكانية ترشحه لفترة رئاسية ثانية، قال ماكرون إنه يرغب في الترشح، لكن عندما تسمح الظروف الصحية وتتضح الأمور بالنسبة إليه، وأضاف بأن هذا القرار يتعزز في داخله.
هجوم على رافضي التلقيح
وحول مشروع قانون تحويل الجواز الصحي إلى جواز تلقيح يثير نقاشات حادة في البرلمان الفرنسي، اننقد ماكرون رافضي التلقيح بعبارة اعتبرت “سوقية مبتذلة”، وقال ‘‘أنا حقا أريد التضييق على غير الملقحين، ولذا سنستمر في حملات التطعيم حتى النهاية وهذه هي استراتيجيتنا’’. من جهة أخرى، أظهر ماكرون امتعاضا كبيرا من التيار المعادي للتطعيم في فرنسا، وعددهم يقدر بـ 5.1 مليون فرنسي، وشجب ما وصفه بـ ‘‘خطأهم الأخلاقي’’، ووصفهم بأنهم ‘‘غير مسؤولين’’، موضحا أنه لن يجبر هؤلاء على أخذ اللقاح ولن يضعهم في السجون، لكنهم لن يتمكنوا اعتبارا من الخامس عشر من يناير من الذهاب إلى المطاعم أو المقاهي أو المسارح، أو قاعات السينما.
انتقادات لماكرون
رد خصوم إيمانويل ماكرون جاء سريعا ووصفوا تصريحاته حول غير الملقحين بأنه ‘‘ازدراء’’ و‘‘غير مسؤول’’ و‘‘غير لائق’’. يانيك جادو، مرشح حزب البيئة ندد بما سماه ‘‘الخطأ السياسي’’ الذي يتمثل في جعل التطعيم بمثابة استفتاء لصالح أو ضد ماكرون.
رئيسة حزب ‘‘التجمع الوطني’’ اليميني المتطرف، مارين لوبان، ردت من جهتها على تصريحات ماكرون بالقول: ‘‘إن ضامن وحدة الأمة مستمر في تقسيمها ويفترض أنه يريد جعل غير الملقحين مواطنين من الدرجة الثانية.. إيمانويل ماكرون لا يستحق منصبه’’.
أما زعيم حزب ‘‘فرنسا الأبية’’ اليساري الراديكالي، جون ليك ميلانشون، فقد تساءل إن كان الرئيس الفرنسي يعي ويتحكم جيدا فيما ينطق به لسانه، مضيفا بأن منظمة الصحة العالمية تقول: اعتمدوا أسلوب الإقناع بدل الإكراه، بينما إيمانويل ماكرون يقول إنه لا يكترث للآخرين أبدا. وهذا أمر مروع حسب تعبير ميلانشون.
فخور بالعلم الأوروبي
بينما تولت فرنسا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في الفاتح من يناير الحالي، قرر إيمانويل ماكرون رفع علم الاتحاد الأوروبي مكان العلم الفرنسي ليلة رأس السنة للإشارة إلى تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي للأشهر الستة المقبلة. وهي خطوة انتقدها بشدة خصومه اليمينيون في الانتخابات الرئاسية ووصفوها بــ‘‘الإهانة لتراث فرنسا ولمحاربيها’’، كما ذهبت إلى ذلك مرشحة حزب ‘‘الجمهوريون’’ المحافظ للانتخابات الرئاسية فاليري بيكريس. ماكرون وصف هذه الضجة التي حدثت بــ‘‘الجدل السيئ’’، قائلا إنه فخور بهذا العلم الأوروبي، وإنه يجب احتضانه لأنه رمز للسلام.
‘‘لا زيادة في الضرائب’’
موضوع آخر أثاره إيمانويل ماكرون في نقاشه مع قراء صحيفة ‘‘لوباريزيان’’، وهو ما يتعلق بوضع المستشفيات العمومية في فرنسا وأزمة نقص الطواقم الطبية وطواقم التمريض، وهو الإشكال الذي أثارته ممرضة تبلغ من العمر 54 عاما. في هذا الإطار شدد الرئيس الفرنسي على أن بلاده توشك على الاقتراب مما سماه ‘‘نهاية نموذج’’، مع بقائه غامضا في إجاباته، لكنه أشار إلى ضرورة النظر في مسألة ساعات عمل الموظفين في السلك الطبي من أطباء وممرضين وغيرهم، وإعادة النظر أيضا في تكوينهم ومكافآتهم.
تعليقات الزوار ( 0 )