سينتهي الموسم الدراسي الحالي بعد أيام قليلة، إلاّ أن التساؤلات بدأت تطرح بخصوص الدخول المدرسي المقبل، وكيفية تدبيره من طرف الحكومة ووزارة التربية الوطنية، ومدى اكتساب التلاميذ للمعارف والكفايات التي ستؤهلهم لمتابعة دراستهم في السنة المقبلة بشكل عاد، ووفق التدرج البيداغوجي اللازم، وتجنيبهم التعثرات التي يمكن أن تصادفهم مستقبلا.
ورغم الجهود الذي بذلتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، لإنجاح الموسم الحالي والارتقاء بالتعليم عن بعد، إلاّ أن الغموض يلف الدخول المدرسي المقبل بسبب استمرار تفشي الوباء وارتفاع حالات الإصابة.
ويتخوف المغرب من موجة ثانية لفيروس “كوفيد 19″، في ظل تحذيرات الخبراء من هذه الموجة في الخريف المقبل، إذ دعا هؤلاء إلى الاستفادة من المرحلة الحالية لتهييئ الإجراءات التي يجب اتباعها بالنسبة للقطاعات التي يتوجب استمرار عملها عن بعد أو حضوريا من قبيل قطاع التعليم، واستغلال الأشهر المقبلة في إعداد الوسائل التقنية والمضامين التعليمية والتربوية، للتعليم عن بعد بكل أسلاك التعليم والتكوين، حتى يتمكن المغرب من حماية المواطنين.
وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، يوم أمس، في ندوة صحافية له مع وزير الصحة، إنه “ليس لدينا رؤية واضحة حول الدخول المدرسي المقبل”، وأرجع سبب عدم وضوح رؤية حكومته لمصير الدخول المدرسي المقبل، إلى صعوبة توقع ما سيصبح عليه فيروس كورونا بعد شهرين، مضيفا بقوله: ” الفيروس غير واضح وقد تتغير الحالة الوبائية”.
وأوضح العثماني، أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وضعت سيناريوهات محتملة للدخول المدرسي المقبل، مشيرا إلى أن قرار الدخول المدرسي المقبل رهين بتطور الحالة الوبائية في البلاد.
وفي سياق الموضوع، أكد مسؤول من الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق، رفض الكشف عن اسمه، لـ “بناصا”، أنه انطلقت عملية تصوير المواد الدراسية، وذلك في إطار الاستعداد للموسم الدراسي المقبل، في حال اعتماد التعليم عن بعد.
وأضاف ذات المتحدث، أنه من المحتمل أن تنطلق الدراسة عن بعد، خلال الدخول المدرسي المقبل، إذا ما استمر الفيروس التاجي في الانتشار، موضحا في هذا السياق أن غياب رؤية واضحة جعل من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين توجه مذكرة استعجالية لعدد من المديريات الاقليمية للتعليم بجهة الشرق، لتسجيل دروس التعليم عن بعد.
وفي سياق ذي صلة، كان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قد كشف في وقت سابق، خلال الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، عن أن الدخول المدرسي سينطلق في الثاني من شهر شتنبر المقبل، بالنسبة لقطاع التربية الوطنية، مع تخصيص حيز منه للاستدراك والدعم التربوي وتقوية مكتسبات المتعلمات والمتعلمين، وتمكينهم من مواصلة دراستهم في الموسم المقبل في أحسن الظروف.
وعن العمليات المرتبطة بالإعداد للدخول المدرسي، أوضح المسؤول عن قطاع التعليم أن عملتي التسجيل في السنة الأولى من التعليم الابتدائي ستتم عبر منظومة “مسار”، والسهر على تسجيل التلاميذ الجدد، وإعادة تسجيل التلاميذ القدامى، مع التحكم الاستباقي في الصيغة النهائية للخريطة المدرسية قبل نهاية السنة الدراسية، وتوسيع وتعزيز العرض المدرسي من خلال بناء المزيد من المؤسسات التعليمية والحجرات الدراسية لاستقبال الأعداد المتزايدة للتلاميذ، مع تأهيل المؤسسات المتوفرة، باعتماد مقاربة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات وطبيعة جهات وأقاليم المملكة.
تعليقات الزوار ( 0 )