شارك المقال
  • تم النسخ

طبيبة أخصائية في الأمراض النفسية والعقلية تحذر من مخاطر الإدمان التي تبدأ من المستوى الابتدائي

خلال ندوة علمية حول مخاطر الإدمان على التدخين والمخدرات وأضرارها على الصحة النفسية والجسدية، قام بتسييرها الاخصائي النفسي احمد برودي، رئيس جمعية الأوراش المغربية للشباب، مساء الأربعاء بفضاء المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، حضرها العشرات من الطلبة والطالبات بمختلف الشعب والتخصصات التقنية، وفعاليات مدنية من مدينة سيدي قاسم.

وقد أكدت نسرين طارق الطبيبة الاختصاصية في الامراض النفسية والعقلية وعلاج جميع أنواع الإدمان، في بداية مداخلتها، أن الخطاب العلمي حول الإدمان يرتبط منهجيا ونقديا بتحديد مفهوم المراهقة،والتي تؤكد مختلف الدراسات النفسية أن بداياتها الأولى تظهر مابين التاسعة والثانية عشر من عمر المراهق، تتخللها تغيرات هرمونية ونفسية وعقلية و اجتماعية، تنقل الانثى من طفلة الى امرأة والذكر من طفل الى رجل ،وتعرف هذه المرحلة تقول طبيبة مجتمع الغرب، نسرين طارق، أن هذه المرحلة الانتقالية تعرف اضطرابات نفسية وعقلية، تدفع المراهق أو المراهقة الى اختيار مجموعة اجتماعية معينة،قد تكون فردا واحدا، والأصدقاء هم كلمة السر في دفع المراهق الى الإدمان، فعند التواجد في محيط من الأصدقاء يتعاطون المخدرات يؤذي ذلك منطقيا الى التعاطي، رغبة في التجربة والتقليد أو الاندماج السلبي والدخول في عالم من السعادة الوهمية.

ويزداد الطلب كلما تهيأت الظروف ،ويصبح الطلب في جرعة المخدر ضرورة بيولوجية ونفسية عند اشتعال المصباح الأحمر في اللوحة الدماغية.

ووقفت الدكتورة نسرين طارق في معرض حديثها العلمي حول أنواع الإدمان على مفهوم الإدمان السلوكي الذي يتربط ببعض العادات والسلوكات التي قد يسقط المراهق او المراهقة ضحية الإدمان عليها،بسبب غياب تربية جنسية واعية ،تدفع المراهق الى فهم رغباته الذاتية والنجاح في التصدي لها، فيما كشفت الطبيبة نسرين على مختلف أنواع المخدرات من قبيل القرقوبي الذي يؤذي حسب معاينتها المجتمعية، وبياناتها العلمية الى تلف في الخلايا الدماغية، أما المعجون فيصيب صاحبه بالهلع والهلوسة، وتختلف التداعيات النفسية والعقلية بحسب طبيعة البنية الهرمونية والتي تتداخل فيها عومل هرمونية وراثية و أخرى اجتماعية بيئية، وأنا اكتب مجريات هذه الندوة العلمية،خطرت ببالي مقولة فلسفية بقيت عالقة في مخيلتي ، كان يرددها على مسامعنا أستاذ الفلسفة نورالدين زاهي، بثانوية المنصور الذهبي، والتي يؤكد من خلالها القائل أن الانسان ظاهرة معقدة، تحمكها ميكانيزمات متعددة يصعب ضبطها في المختبر.

ويبقى العلاج من الادماج حسب الدكتورة نسرين متعلقا بالقدرة عند المدمن على الالتزام بالحصص العلاجية من اجل الوصول به الى السلوك السليم ، والاندماج الإيجابي داخل محيطه الاجتماعي والبيئي، فيما أكدت طبيبة مجتمع الغرب أن حملات التوعية تبدأ في مرحلة الابتدائي.

وفي مداخلة علمية للطبيب الاختصاصي في التحاليل البيولوجية ، الدكتور مصطفى بهجي، الذي كشف أن الإدمان مرض نفسي، يدفع المراهق الى فعل شيء لإطفاء رغبة ذاتية رغم علمه بخطورة الفعل، ولمعرفة نوع المخدر الذي يتعاطاه المدمن، تذهب التحاليل البيولوجية الى أخذ عينة من البول أو الدم أو الشعر، وتصدر بيانات حول نوع المادة المخدرة، ونسبة التعاطي لجميع أنواع المخدرات من نفحة، أو قرقوبي، أو حشيش.

ويبقى النضج الفكري لدى الشباب أو كما عبر عنه الدكتور مصطفى بهجي بـ”القفوزية” التي تحيل في معجم الدارجة المغربية على الانتصار للصحة والذي يتماشى مع القولة العلمية “قوتي في حماية صحتي” الشعار الذي اختارته جمعية الأوراش في شخص الأخصائي النفسي الدكتور احمد برودي عنوانا داخليا للغلاف، وقد زكى رئيس الأوراش المغربية للشباب مضامين الخطاب الصحي بالحديث عن نماذج ،كما سرد وقائع ملموسة، ترتبط بانشغالاته اليومية ومواكبته المتواصلة للمرضى ،الذين قذفت بهم رياح الإدمان الى اختلالات نفسية واضطرابات عقلية، كما أكد الأخصائي النفسي على ضرورة توخي الحيطة والحذر في مرحلة المراهقة ،وتقديم المساعدة والدعم من أجل الوصول بالشباب إلى بر الأمان.

وقد اختتمت هذه الندوة بمجموعة من التساؤلات التي طرحها طلبة المعهد، تناوب الدكاترة المشاركون في الإجابة عنها بمقاربة طبية ،وبرصيد علمي ينتصر لصحة الانسان النفسية والعقلية،وللحياة بشكل عام.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي