Share
  • Link copied

تأخر صرف الشطر الثّاني من المنحة الجامعية يُفاقم معاناة “الطلبة الآفاقيين”

يعاني الآلاف من الطلبة من المغاربة من ظروف اجتماعية صعبة، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي يتفشى في المغرب منذ أزيد من سنة، زاد من مفاقمتها تأخر صرف الشطر الثاني من المنحة الدراسية، التي يعول عليها عدد كبير من الطلبة، لدفع إيجار الكراء، وشراء الكتب والمطبوعات الدراسية.

وزاد استمرار إغلاق الأحياء الجامعية من معاناة الطلبة، سيما الآفاقيين منهم، بعدما اضطرّوا للبحث عن منازل لاكترائها من أجل الاستمرار في متابعة الدراسة، على أمل أن تصرف الوزارة المنحة، في مواعيدها المعتادة، غير أن التأخر الذي تجاوز الـ 15 يوماً، بالمقارنة مع السنة الماضية، ضاعف من أتعاب هذه الفئة.

وفي هذا السياق، قال حمزة، وهو طالب ينحدر من القصر الكبير، ويتابع دراسته بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الطلبة يعيشون أوضاعاً وخيمة نتيجة الارتجالية التي حلت بقطاع التعليم عموماً والتعليم العالي خصوصاً، منذ ظهور الوباء، إذ تأزمت في الأونة الأخيرة ظروفهم المعيشية المادية التي تتجاوز أفق الطالب المسكين، الزاحف وراء تأمين وجباته اليومية من مأكل ومشرب”.

وأضاف الطالب ذاته في تصريح لجريدة “بناصا”: “إن كان الطالب المغربي يعيش حرباً ذريعة في حياته الطلابية، فهو الآن في أمس الحاجة إلى صرف الشطر الثاني من المنحة الجامعية أكثر من أي وقت مضى، وإن كانت لا تكيل له أفقه كاملاً”، مردفاً: “لا نعلم السبب وراء هذا التأخير الفظيع في صرفها، إننا نطالب الوزارة الوصية في شخص الوزير سعيد أمزازي، الخروج بتوضيح بشأن الأمر، والإسراع في صرفها”.

من جانبه، قال يونس، الطالب المنحدر من الناظور، والذي يدرس بجامعة محمد الخاس هو الآخر، إننا نعاني الأمرين مع الأوضاع الحالية، خصوصا “بالنسبة لمن يبعدون عن أهلهم بمسافات طويلة، مثلي الذي يفصلني عن مدينتي أزيد من 500 كيلومتر، وأقطن في الرباط التي تعرف غلاءً في أسعار المواد الغذائية والكراء”.

وأردف يونس في حديثه لـ”بناصا”، بأن هذا يكلف الشخص حوالي 1200 درهماً شهرياً، الأمر الذي يفرض على الطالب البحث عن سلف لكي يستمر في الدراسة، خصوصاً أنه، يضيف: “عائلتي فقيرة، والقدرة المالية لها جد محدودة، والمبلغ الذي يمكنها مساعدتي به شهريا لا يتعدى الـ 400 درهماً، وهو ما لا يكفي حتى لثمن الكراء”.

وأوضح بأن هذا الوضع، يُجبره، إلى جانب من يعانون من نفس الوضعية، على “اقتراض بعض المال من الأصدقاء، خصوصاً في ظل تأخر الشطر الثاني من المنحة، ما جعلني في وضع يبعث على الشفقة”، حسبه، قبل أن يواصل: “الثمن الذي أصرفه يومياً، مكرهاً، لا يتعدى الـ 10 دراهم، أفطر بها وأتناول وجبة الغداء، وفي الغالب أنام بدون عشاء، وتخيلوا ما يمكن أكله بهذا الثمن”، على حدّ تعبيره.

ونبه إلى أنه، حتى في ظل صرف 10 دراهم يومياً، فإن المبلغ الذي يحتاجه شهريا هو 300 درهم، دون احتساب الاحتياجات الشخصية الأخرى، والمطبوعات والكراء، ما يجعله، إضافة إلى أغلب الطلبة، ينهون الشهر بـ”الكريدي”، مشيراً إلى أن ما زاد من المعاناة، هو تأخر صرف الشطر الثاني من المنحة الجامعية.

وأبرز يونس بأن هذا التأخر غير المُبرّر من الوزارة، في صرف الشطر الثاني من المنحة، ينعكس سلباً على التحصيل الدراسي للطلبة، مسترسلاً: “في غالب الأحيان، أذهب للدراسة بدون فطور، وهو ما يجعلني غير مركز في المدرج، بل شبه غائب، لأن ثمن وجبة الفطور، أحاول تركه للمساء، لكي أتناول أكلةً واحدة ثمّ أنام”.

وتساءل يونس: “كيف لي أن أركز في الدراسة؟”، متابعاً: “هذا، كما سبق وقلت، دون احتساب المطبوعات التي يجب علي شراؤها، والتي تدفعني للبحث عن شخص يقرضني بعض المال، لكي أتمكن من توفير المطبوعات الدراسية، على حساب الوجبات التي أضطر لتقليصها أو تقليص ثمنها، لأوفر مبلغ شراء مستلزمات الدراسة، أو أقوم بشرائها دينا من صاحب المكتبة، لغاية صرف المنحة”.

يشار إلى أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، برئاسة سعيد أمزازي، التي سبق لها أن تأخرت في صرف الشطر الأول من المنحة للموسم الجامعي الحالي، لم تصدر أي توضيح بشأن التأخر الحالي، أو إعلان عن موعد الشروع في صرفها.

Share
  • Link copied
المقال التالي