يعرف المشهد الكروي الإفريقي تطورات مثيرة للجدل مع اقتراب موعد انطلاق بطولة إفريقيا للأمم (الشان) 2025. فبعد أن أعلنت الجزائر عن انسحابها، تلتحق بها تونس لتضاعف من الأزمة التي تعصف بالبطولة المخصصة للاعبين المحليين، حيث تثير قرارات الانسحاب المتتالية تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه التحركات، وتدفع بالكثيرين إلى التساؤل حول مستقبل هذه البطولة.
وفي خطوة مفاجئة أضافت مزيداً من التعقيدات إلى المشهد الكروي الإفريقي، أعلنت تونس رسمياً عن انسحابها من بطولة إفريقيا للأمم (الشان) 2025. ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من إعلان الجزائر عن انسحابها، لتضاعف بذلك عدد المنتخبات العربية التي تخلت عن المشاركة في هذه البطولة.
وبررت تونس قرارها بالجدول الزمني المزدحم للمسابقات المحلية، والذي يجعل من الصعب على اللاعبين المحليين الاستعداد بشكل جيد للبطولة.
ويأتي هذا التبرير في الوقت الذي تواجه فيه البطولة انتقادات واسعة بسبب تداخلها مع مسابقات أخرى، مما يضع الأندية واللاعبين في مأزق حقيقي.
ولم تكن تونس والجزائر الوحيدتين اللتين قررتا الانسحاب من البطولة، فسبقتهما ليبيا التي اعتذرت عن المشاركة لأسباب تتعلق بالظروف الأمنية، أما مصر، فلم تشارك في أي نسخة سابقة من البطولة، مما يثير تساؤلات حول مدى جديتها في تطوير الكرة المحلية.
وتحمل قرارات الانسحاب المتتالية في طياتها عواقب وخيمة على مستقبل بطولة الشان. فمن جهة، تتسبب في تقويض قيمة البطولة وتأثيرها الإيجابي على تطوير الكرة الإفريقية. ومن جهة أخرى، تضع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في مأزق، حيث يتعين عليه اتخاذ إجراءات صارمة ضد المنتخبات المنسحبة، والتي قد تشمل فرض عقوبات مالية أو إدارية.
ويثير هذا الوضع العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الانسحابات المتكررة، وهل هي مجرد مصادفة أم أنها تعكس أزمة عميقة تعاني منها الكرة الإفريقية؟ هل يعكس هذا الوضع فشل الاتحاد الإفريقي في إدارة البطولة وتطويرها؟ وهل من الممكن إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل؟
ويمثل انسحاب تونس والجزائر عن بطولة الشان نكسة كبيرة للكرة الإفريقية، ويدق ناقوس الخطر حول مستقبل هذه البطولة التي كانت تحمل آمالاً كبيرة في تطوير الكرة المحلية.
تعليقات الزوار ( 0 )