شارك المقال
  • تم النسخ

انتقادات للنهج واتهامه بالخيانة بعد إدانته لتدخّل الجيش لطرد عصابة البوليساريو

في وقتٍ أجمع فيه المغاربةُ، ومعهم جزء كبير من المجتمع الدولي، على مشروعية تدخّل القوات المسلحة الملكية، من أجل تأمين معبر الكركارات الحدودي، الذي أغلقته عصابة البوليساريو، منذ ما يزيد عن 20 يوماً، خرج حزب النهج الديمقراطي، بموقفٍ مغردٍّ خارج السرب، بعدما أدان تحرك الجيش، وتمسك بوصف المنطقة بالصحراء الغربية بدل المغربية.

وقال النهج الديمقراطي، في بلاغ له، إن “اندلاع الصراع بموقع الكركارات بالصحراء الغربية، وما يشكله ذلك من خطورة على السلم والأمن في المنطقة وعلى شعوبها”، داعيا إلى “تجنب التصعيد والحرب في الصحراء المغربية واعتماد أسلوب السلم والحوار لتجنيب المنطقة وشعوبها ويلات الحرب”.

وأكد الحزب على موقفه الداعي “إلى اعتماد المواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة لحل قضية الصحراء الغربية للوصول إلى حل متفق عليه بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ويخدم هدف وحدة الشعوب المغاربية”، في خرجةٍ وُصفتْ بأنها مقتبسة من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، خاصة أنها ضمت مصطلحات تجاوزها المجتمع الدولي ومجلس الأمن.

وقال المحلل السياسي عمر الشرقاوي، في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، إن “حزب النهج الديمقراطي محتاج بشكل عاجل لعملي mise a jour، لمنظومته الإيديولوجية ومواقفه السياسية قبل أن يتحول لموضوع للسخرية”، منبهاً إلى أنه “قبل دستور 2011 لم تكن الوحدة الترابية من الثوابت الجامعة المدسترة، وكان باستطاعة أي حزب أن يسوق ما يشاء من الخزعبلات والمواقف المراهقة، اليوم الأمر تغير هناك ثوابت دستورية، ومن الحماقة المس بها من داخل بنية حزبية منظمة بقانون تنظيمي للأحزاب”.

وذكر الشرقاوي، بأن هذا القانون التنظيمي ينص “في مادته 4 على أه يعتبر باطلا كل تأسيس لحزب سياسي يهدف إلى المساس بالوحدة الوطنية أو الترابية للمملكة”، مشيراً إلى أنه “قد يبدو هذا المقتضى غريبا أو مبالغا فيه لكن معظم الدساتير وضعت ثوابت وألزمت الأحزاب على التقيد بها، فالدستور الفرنسي في المادة 4 ينص بصراحة تشارك الأحزاب والمجموعات السياسية في ممارسة حق الاقتراع، ويتم تشكيلها وتمارس أنشطتها بكل حرية. ويتعين عليها احترام مبادئ السيادة الوطنية”.

وشدّد الشرقاوي على أنه لا يمكن “أن تكون حزبا مغربيا منظما بقوانينه ودستوره وتتخذ مواقف تعاكس وحدتنا الترابية، وتروج لخطاب تقرير مصير الشعب الصحراوي من العاصمة الرباط، وتطالب بوقف إطلاق النار وكأنك الحزب الاشتراكي الموحد الفينيزويلي، فقط ليقال عنك إنك حزب متميز ومستقل وجريء في مواقفه. هناك فرق بين الجرأة في المواقف والتهور والصبيانية”.

ومن جانبه، هاجم الإعلامي رضوان الرمضاني، موقف حزب النهج الديمقراطي، وكتب في تدوينة له على حسابه بـ”فيسبوك”: “باش تكون حزب مغربي، وبلادك فحالة حرب، وأنت دير بلاغ كتقول فيه “الصحراء الغربية” وتهضر فيه على “تقرير المصير”، وتساوي بين بلادك وبين ميليشيات البوليساريو، خاص يكون اسمك “الرهج” الديمقراطي… المطرقة ديال لينين ما زال ضاربة لبنادم فراسو…”.

فيما اختار عماد العتابي، وهو ناشط يساري، على الموقف بالقول: “أنا كيساري أممي لا يمكن أن أتبنى مبدأ حق الشعب في تقرير المصير، في قضية الصحراء المغربية، لسببين رئيسيين اثنين، الأول أن الصحراويين ليسوا شعباً بهوية وطنية مستقلة، والبوليساريو ليست حركة تحرر وطنية مستقبل”.

وأضاف بأن جماعة الرابوني “مجرد أداة في يد النظام الجزائري العسكري لابتزاز المغرب وإضعافه والتعويض النفسي عن الهزيمة التاريخية أمام المغرب في حرب الرمال سنة 1963، وإسقاط مبدأ حق تقرير المصير على عصابة تريد تسليم جزء من الوطن لعصابة من الجنرالات الجزائريين، هو تمييع لهذا المبدأ الذي يستعمل اليوم كسلاح لتفتيت الدول وإضعافها، لمصلحة الإمبريالية التي اختطفت هذا الحق وتستعمله في تدمبير الدول وتفتيها (سوريا، العراق، ليبيا، السودان…)”.

أما السبب الثاني، يسترسل العتابي، بأن تبني مبدأ حق الشعب في تقرير المصير في “قضية الصحراء المغربية من طرف البعض ينبع من إحساس طفولي رومانسي غبي بالانتقام من النظام السياسي القائم بالمغرب، وتجنب التقاطع مع موقف النظام الذي لا يمثل إلا نفسه من مغربية الصحراء”، حسب تعبيره.

واستغربت كنزة حسيني، وهي ناشطة “فيسبوكية”، من موقف الحزب، حيث كتبت في تدوينة لها: “أن تكون حزباً مغربياً تدعو لنهج السلم وعدم الدخول في حرب ضد البوليساريو، فهذا مطلب مشروع، أن تكون جزبا يرى أن الحوار والدبلوماسية هما الوسيلة الأفضل لحل هذه الأزمة، فهذا طبعاً موقف يُحترم ! لكن أن تكون حزبا مغربيا وتقول على الصحراء إنها “غربية”، وبما معناه ومقابله أن المغرب بلد مستعمر ! سمحلي نقولك هزلت، فإذا كان هدفكم نصرة الشعوب فانصروا شعبكم أولا !”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي