Share
  • Link copied

المغاربة العالقون في أوروبا يواجهون التّشرّد ويناشدون بفتح الحدود من أجل العودة

رغم الجهود الكبيرة والترتيبات العملية التي باشرتها الحكومة المغربية من أجل إعادة آلاف المغاربة العالقين في الخارج، والذين يتوزعون عبر دول العالم، إلا أنّ الحدود الموصدة بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا لم تحالف آخرين بمعانقة أرض الوطن، لاسيما المتواجدين بإسبانيا وفرنسا وبلجيكا، أو هولندا.

وتسببت جائحة فيروس “كورونا” في حرمان آلاف المغاربة العاملين في جيبي سبتة ومليلية المحتلتين من العودة إلى المغرب بعد إغلاق الحدود البرية الوحيدة بين أفريقيا وأوروبا، والذين ينتظرون بفارغ الصبر إعادة فتحها بعدما تم تعليق كافة الرحلات الجوية والبرية مع فرنسا وإسبانيا.

سلوى هي واحدة من بين أكثر من 200 شخص سجلوا أنفسهم، أخيراً، في القائمة التي قدمها وفد الحكومة الإسباني ليتم إعادتهم إلى المغرب، بيد أنّ عملية الإجلاء لم تتم بعد وهي لا تزال، في سبتة، حيث أنشأت مع عشرات المغاربة الآخرين مجموعة مراسلة للتواصل، مطالبين بإعادة فتح الحدود، وهو الحل الوحيد الذي يرونه للعودة، وفق تعبيرهم.

وقالت سلوى، التي تتحدر من طنجة، وتعيش في سبتة منذ اثني عشر عامًا، في تصريح لوسائل إعلام “إيبيرية”، إنّ أحد أفراد أسرتها مريض للغاية ولم تتمكن من رؤيته منذ دجنبر 2020، حيث أصابها اليأس والإحباط، مثلها مثل مجموعة الأشخاص الذين تتواصل معهم بشكل يومي.

وأضافت المتحدثة ذاتها، بعد أن أصابها اليأس والقُنوط من العودة إلى أرض الوطن أنّ: “هناك نساء لديهن أزواجهن ونساء لديهن أقارب مرضى لم يتمكنوا من رؤيتهم منذ سنة أو ما يزيد”.

وخلال الاثني عشر عامًا التي قضتها سلوى في سبتة، كانت حياتها طبيعية تمامًا، تعمل وتذهب لرؤية عائلتها في المناسبات، كما يفعل أي شخص، لكن منذ مارس 2020، تغير كل شيء بشكل جذري، وهي الآن حسب ما ذكرت، وحيدة تمامًا في سبتة، وكذلك المجموعة التي انضمت إليها للمطالبة بإعادة فتح المعبر الحدودي، أو على الأقل العودة إلى الوطن.

وشدّدت المتحدثة ذاتها بالقول: “نحن محبوسون، وندرك أنّ رغبتنا في إعادة فتح الحدود البرية بعيدة المنال”، منددة في الآن ذاته، بأن الوفد الحكومي الإسباني لم يقدم إيضاحات لهؤلاء الأشخاص حول سبب عدم إعادتهم إلى أرض الوطن.

وأشارت سلوى، إلى أنه ولحد الساعة، لا يزال أكثر من مائتي شخص في سبتة ينتظرون، والكثير منهم بلا مصدر رزق، وبدون تاريخ محدد أو أخبار حول متى سيتمكنون من رؤية أسرهم مرة أخرى.

ومع تطور الوضعية الوبائية المرتبطة بظهور سلالات جديدة، في أواسط شهر فبراير الماضي، وتفاديا للدخول في موجات وبائية جديدة، قرر المغرب العودة إلى تعليق الرحلات الجوية ذهابا وإيابا مع عدد من الدول، من بينها إسبانيا وفرنسا.

ودفعت الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة، عددا من المغاربة من الراغبين في العودة إلى المغرب، إلى سلك مطارات دول أوروبا الشرقية وقبلها مطار قرطاج بتونس، لتقرر المملكة إغلاق هذه المنافذ وتعليق الرحلات الجوية مع مزيد من الدول وذلك لمحاصرة الوباء.

وفي السياق ذاته، يعيش عدد من المغاربة العالقين بتركيا، وضعا صبعا بسبب استمرار إغلاق الحدود، وتحول عدد منهم إلى متشردين في شوارع تركيا باحثين عن لقة العيش في ظروف صعبة.

ووفق شهادات توصل بها منبر بناصا، من مغاربة بتركيا، فإن عددا منهم لجأ إلى المساجد ومحطات الإنتظار بميترو الأنفاق، وإتخذه مسكنا له بعدما أغلقت في وجههم كل الأبواب التي طرقوها.

وحسب مقطع فيديو جديد توصل به منبر بناصا، فإن الوضع الصعب الذي يعيشه عدد من المغاربة بتركيا، دفعهم إلى إطلاق نداء استغاثة من أجل تزويدهم بالمال الكافي من أجل المبيت في الفنادق.

ووفق مقطع الفيديو فإن نفاذ الأموال التي كانت بحوزتهم، أرغمتهم على مغادرة الفنادق، وإتخاذ غرفة تحت أرضية بمسجد مكانا للمبيت في ظروف صعبة.

وسبق لبناصا أن توصلت بشهادات وصور ومقاطع فيديو توثق للوضعية الصعبة التي يعيش على وقعها العشرات من العالقين ببلاد “أردوغان” حيث لجؤوا إلى تنظيم وقفات إحتجاجية أمام السفارة المغربية، إلا أنه لحدود اللحظة لم يتوصلوا بأي رد رسمي ينقذهم من الوضع.

Share
  • Link copied
المقال التالي