في تصعيد جديد لحملة القمع التي تشنها السلطات الجزائرية ضد النشطاء والقادة القبائليين، كشف فرحات مهني، الناشط السياسي وزعيم الحركة من أجل استقلال بلاد القبائل بالجزائر (الماك)، عن استهداف الضباط والقادة العسكريين من أصل قبائلي في الجيش الجزائري.
وأشار مهني في تدوينة على منصة “إكس” (سابقًا تويتر) إلى أن جميع الضباط القبائليين باتوا تحت المراقبة، ومشتبه في ولائهم للنظام، بل وحتى في انتمائهم إلى الحركة القبائلية المطالبة بالاستقلال.
ووصف مهني هذه الإجراءات بأنها جزء من “عملية صفر قبائلي” التي يقودها الجنرال سعيد شنقريحة، الرجل القوي في النظام الجزائري ورئيس أركان الجيش.
وأشار إلى أن هذه الحملة تأتي بعد سلسلة من الإجراءات القمعية التي شملت اعتقال أكثر من 13 ألف عنصر من النخبة السياسية القبائلية منذ يونيو 2021، بالإضافة إلى عمليات القمع الدموية التي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص في منطقة القبائل.
وأضاف مهني أن الضباط القبائليين، رغم ولائهم الظاهري للنظام ومشاركتهم في قمع المتظاهرين السلميين، باتوا الآن تحت طائلة الشك والمراقبة.
وأوضح أن بعضهم سيتم إرسالهم إلى السجن، بينما سيُجبر آخرون على التقاعد المبكر، في حين سيتم تجميد ترقيات البعض الآخر ودفعهم نحو الخروج من الخدمة قبل الأوان.
وفقًا للصحفي الجزائري هشام عبود، الذي نقل المعلومات من مصادر موثوقة، فإن النظام الجزائري قرر الإبقاء على اثنين أو ثلاثة من الجنرالات القبائليين في مناصبهم لفترة محدودة، وذلك بعد أن يتم إذلالهم وإجبارهم على الخضوع الكامل لإرادة النظام.
وأشار عبود إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى إقصاء القبائليين من مراكز القوة في الدولة.
واختتم فرحات مهني تدوينته بدعوة إلى استقلال منطقة القبائل، مؤكدًا على ضرورة تحقيق الحرية لجميع المعتقلين السياسيين، بما في ذلك الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي يُعتبر أحد أبرز الأصوات المناهضة للنظام. كما أكد على أن هذه الإجراءات القمعية لن تثني الشعب القبائلي عن المطالبة بحقوقه المشروعة.
وتُعتبر منطقة القبائل، الواقعة في شمال الجزائر، واحدة من أكثر المناطق التي تشهد توترات سياسية وثقافية مع النظام المركزي.
فمنذ استقلال الجزائر، عانت المنطقة من التهميش والإقصاء، مما دفع العديد من أبنائها إلى المطالبة بالحكم الذاتي أو حتى الاستقلال.
وقد تصاعدت هذه المطالب في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحراك الشعبي الذي اندلع في عام 2019، والذي طالب بتغيير النظام وتحقيق العدالة الاجتماعية.
تعليقات الزوار ( 0 )