اختلطت على مغاربة التواصل الاجتماعي، مشاعر الفرح والخوف في ليلة الإثنين صبيحة الثلاثاء، بعد أن تدافعت أخبار سارة باختيار اللاعب الدولي المغربي أشرف حكيمي ضمن التشكيلة العالمية، لتزاحمها على صدارة الاهتمام تلك الحزينة أو السيئة التي تفيد بفتح تحقيق من طرف النيابة العامة في فرنسا ضد نفس اللاعب في قضية اغتصاب.
السيناريو الذي لم تنته تداعياته لحد اليوم، والمتعلق بإدانة المغني المغربي سعد المجرد، انتصبت مشاهده أمام هذا الاتهام الجديد الذي وجه مرة أخرى لأحد النجوم المحبوبين في المغرب، وما عبّر عنه المغاربة في تدوينات عديدة وكثيرة جدا، من خوف على أن يكون مصير حكيمي مثل الذي لقيه المغني الشاب.
من جهتها المواقع الإخبارية تلقفت الخبر بدهشة، وكانت العناوين متباينة فيها من حافظ على مسافة المهنية والحياد بنشره كما هو دون توابل التأويل، ومنها من سار على درب التشكيك منذ البداية والدفع بمسألة المؤامرة التي تحاك ضد نجوم مغاربة بسبب الأزمة السياسية الخفية التي تعيشها العلاقات بين الرباط وباريس.
وإذا كانت قضية سعد لمجرد، قد قسمت المغاربة بين متضامن بشكل مطلق، وبين رافض للدفاع عن “مغتصب” وفق صك الحكم الذي نطقت به المحكمة في فرنسا، فإن أشرف حكيمي نال الإجماع في التعبير عن التضامن معه لما يعرف عنه من طيبة وبساطة وعفوية أيضا.
لم ينتظر المغاربة بعد أن انتشر خبر اللاعب أشرف حكيمي، مباشرة مع أول قصاصة أو رابط نشر نقلا عن صحيفة فرنسية، تحول “الفيسبوك” إلى ساحة تضامن وتعبير عن كل ما يختلج من تأويلات لدى عدد من المدونين، وكانت تلك الإشارات واضحة لكون الأمر فيه “إن” كما ورد في عدد من المنشورات.
قبل ذلك كان رد بعض المغاربة على مواطنيهم ممن دفعوا بمسألة المؤامرة ضد سعد لمجرد، ردا موضوعيا، ومنه الصحافي محمد واموسي الذي قال في تدوينته، إن “الذين يرددون أن فرنسا انتقمت من المغرب بإدانة سعد المجرد، هل الأخ يصمم للمغرب طائرات الدرون ونحن لا نعلم؟”، وتابع متسائلا بلكنة ساخرة، “هل سعد المجرد يحمل رتبة جنرال دو كور دارمي في الدولة المغربية أو هو عالم نووي مغربي حتى تنتقم فرنسا؟”.
وأضاف “لنكن واقعيين، إذا أرادت فرنسا ابتزاز المغرب هل ستفعل بإدانة مغن؟ وهل المغرب جمهورية موز حتى يتم ابتزازه بمغن؟”.
بالنسبة للصحافي المغربي، فإن “ملف المجرد في فرنسا قضية مثل كل القضايا التي تطرح أمام المحاكم بشكل يومي تقريبا، لا تربطوا اسم المغرب بملف “أخلاقي” لشخص طلب بنفسه الصفح من ضحيته (المزعومة) أمام المحكمة وأقر أنه كان تحت تأثير الكوكايين”.
واستطرد بالقول، “لا أدين سعد المجرد ولا أدافع عنه، فهذا ليس من اختصاصي وإذا كان مظلوما فلا زال أمامه استئناف، فقط اتركوا اسم المغرب بعيدا عن هذا الملف”.
لكن عددا من المدونين لم يفعلوا ذلك في واقعة الاتهام الجديدة التي وجهت أصابعها لأشرف حكيمي، بل بالغوا في اتهام فرنسا بفبركة مؤامرة ضد النجوم المغاربة للحد من انتشارهم، وفق تعبيرهم.
اتهام حكيمي بالاغتصاب، دفع أسماء رصينة إلى الكتابة حول الموضوع، ومنها ما نشره الصحافي المغربي عمر أوشن، على صفحته بالفيسبوك، حين قال “أشرف حكيمي في الطاحونة”، وتساءل “على من الدور بعده؟”، مؤكدا أنها “تجارة رخيصة”، و”دائما المتهمون نجوم ومشهورون وعندهم ثروة”، وختم بالتساؤل “لماذا لا يتابع الفقير؟”.
الصحافي لم يشر إلى عملية مؤامرة ضد نجوم المغرب، بل تحدث بشكل عام حول المتابعات في مثل هذه القضايا التي يكون النجوم والأثرياء هدفا لها، كما وصف ذلك بـ “التجارة الرخيصة”.
صفحة أخرى على الموقع ذاته، تدعى “المتميزون رجاء الدار البيضاء”، قالت في تدوينة “للأسف، فتح قضية اغتصاب ضد أشرف حكيمي في فرنسا بعدما اتهمته فتاة باستدعائها لبيته والاعتداء عليها جنسيا”، وخلصت فيما يشبه الحكم المسبق، “يبدو أن العلاقات السياسية المتوترة بين المغرب وفرنسا بدأت تطفو على السطح”.
بالنسبة لصفحة أخرى تدعى “منصتي التربوية”، ذهبت رأسا إلى اتهام من يحاول تشويه صورة اللاعب أشرف حكيمي “أولا والمغاربة ثانيا”، وكان عنوان التدوينة القصيرة “بعد لمجرد جاء الدور على حكيمي”.
ودون اتهام جهة ما، نشر الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي بدوره تدوينة سرد فيها الخبر، وختمها بقوله “هذا الشيء غير عادي” مع وضع علامة استفهام وأخرى للتعجب، بينما اختار مدون يدعى أبو شروق، نشر صورة تجمع أشرف حكيمي بالرئيس ماكرون ومعهما اللاعب الفرنسي مبابي، وكتب تدوينة تضامن مع اللاعب المغربي، بقوله “كل التضامن مع نجم المنتخب المغربي أشرف حكيمي ضد العنصرية التي يتعرض لها من المنابر الإعلامية الفرنسية”.
ويبدو من خلال التدوينات، أن القضية الجديدة التي لم تعرف جميع تفاصيلها، فقط ما أثارته الصحافة الفرنسية في نشرها للخبر، عشية جوائز الفيفا، واختيار حكيمي ضمن التشكيلة المثالية العالمية، أثارت مخاوف المغاربة من أن يتكرر سيناريو الفنان سعد لمجرد مع اللاعب الذي بصم على حضور مميز رفقة المنتخب المغربي في مونديال قطر، وهو قبل ذلك يعتبر من بين أفضل اللاعبين العالميين في مواقعهم داخل الملعب.
(القدس العربي)
تعليقات الزوار ( 0 )