يواصل فلاحو مجموعة من الجهات بالمغرب، جني البرتقال، بشكل تدريجي، منذ شهر نوفمبر الماضي، وسط استمرار مخاوف تلقي خسائر جسيمة بسبب تراجع تسويق المنتوج، وصعوبة ترويجه بسبب الوضع الاقتصادي الحالي، والقيود المفروضة على حركة النقل على المستوى الوطني والدوليّ.
وبالرغم من وفرة البرتقال، خلال الموسم الفلاحي الحالي، الذي يوشك على الانتهاء، وتمكن الحقول من إنتاج كميات مهمة من الحوامض عموماً، إلا أن التداعيات التي تسبب فيها فيروس كورونا المستجد، والإجراءات التي أعلنت لمواجهته، جعلت من تسويق المنتوج أمراً جدّ صعب، خصوصاً بالنسبة للفلاحين الصغار والمتوسطين.
ويعاني الفلاحون من صعوبة ترويج المنتوج، الذي يتوفر بكثرة في الأسواق خصوصاً تلك القريبة من المناطق المعروفة بإنتاج البرتقال، مثل إقليمي بركان والناظور، الأمر الذي جعل العديد من أصحاب حقول البرتقال، يتأخرون في الانتهاء من الجني، إلى حدود الآن، أي بعد مرور حوالي 4 أشهر على انطلاق موسم جني الحوامض.
وفي هذا السياق، قال محمد، وهو صاحب حقل للبرتقال، بسهل “صبرا”، المتواجد بإقليم الناظور، إن الفلاح واجه هذه السنة “العديد من الصعوبات، بدأت حتى قبل دخول فيروس كورونا إلى المغرب، بسبب قلة التساقطات، وما تراجع حقينة السدود، ما دفع الجهات المسؤولة عن السقي، لتخفيض كميات المياه التي يتم توزيعها على المزارعين”.
وأضاف الشخص ذاته، في حديثه لـ”بناصا”، بأنه “رغم ذلك، إلا أن موسم الحوامض كان جيداً، حتى أن أثمنة شراء الفاكهة قبل نضجها، تجاوز ثمن الموسم الماضي، غير أن الإشكال الذي واجه أغلبنا، كان في بيع المنتوجات، حيث تسببت وفرة الفاكهة، وصعوبة التصدير الخارجي، أو على الأقل لنقل عدم استفادة صغار الفلاحين من إمكانيته، جعل بعضنا يخشى تلقي خسائر كبيرة.
ويستمر عدد مهم من الفلاحين في سهر صبراً، ممن يملكون حقول للبرتقال، في جني الفاكهة، بشكل تدريجي، عبر شحنات، حيث يأملون أن يقوموا ببيعها في أقرب وقتٍ، تفادياً لأن تفسد، حيث أوضح عيسى، وهو وسيط بين صاحب الحقل والمشتري، بلأن “الموسم كان جيداً من حيث الإنتاج، غير أنه استثنائي من حيث التصدير”.
وأشار الشخص نفسه، في تصريحه لـ”بناصا”، إلى أن “الفلاح الذي تمكن من بيع بضاعته قبل نضجها، عوّض خسائره، وحقق جزءاً مهمّاً من الأرباح، غير أن أولئك الذين لم يتمكنوا من إيجاد أي شخص يشتري منهم، سيكونون الأكثر تضرّراً، لأنهم سيضطرون للبحث عن سوق لبيع بضاعتهم، وربما لن يجدوا، بحكم وفرة البرتقال في أسواق الجهة الشرقية”.
ويمني الفلاحون النفس في أن يكون الموسم المقبل، أفضل حالاً من الحاليّ، لاسيما مع وجود مؤشرات على ذلك، من بينها حملة التلقيح الوطنية التي تنظمها السلطات، والتي من شأنها منح مناعة جماعية للمواطنين، ما يعني إنهاء الحكومة لكافة الإجراءات المتعلقة بالتصدي لفيروس كورونا، إلى جانب أن التساقطات المطرية التي رفعت من نسبة ملء السدود إلى 50 في المائة.
يشار إلى أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، سبق وتوقعت ارتفاع إنتاج الحوامض خلال الموسم الفلاحي الحالي، سيما في ظل توسع المساحات المنتجة، في عدد من الجهات، على رأسها الشرق، التي تعد المصدر الأول لهذه الأنواع من الفواكه، بنسبة 10 في المائة، أزيد من المخطط الفلاحي الجهوي لسنة 2020.
تعليقات الزوار ( 0 )