حلّ وفد رفيع من الكلية الوطنية للدفاع الهندية (NDC) بالعاصمة الرباط، في زيارة رسمية تمتد من 1 إلى 7 يونيو 2025، تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية في المجال العسكري وتوسيع مجالات التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
ويترأس الوفد الهندي اللواء أجاى كومار سينغ، ويضم 16 من كبار ضباط الجيش، بينهم خمسة يمثلون دولًا صديقة، مما يُعطي الزيارة بُعدًا متعدد الأطراف يعكس الانفتاح الاستراتيجي للهند ضمن تحركاتها الدبلوماسية العالمية.
وقد استُقبل الوفد في مقر السفارة الهندية بالرباط، حيث قدّم السفير سانجاي رانا عرضًا شاملاً حول تطور العلاقات المغربية-الهندية، مع التركيز على مجالات التعاون العسكري والدفاعي.
ونشرت السفارة الهندية على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):”بدأ وفد الكلية الوطنية للدفاع، بقيادة اللواء أجاى كومار سينغ، زيارته الرسمية للمغرب (1-7 يونيو). وقدّم السفير سانجاي رانا إحاطة حول علاقات الهند والمغرب والتعاون في المجال الدفاعي.”
ومن المنتظر أن يجري الوفد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين عسكريين وإداريين كبار في المملكة المغربية، لبحث آليات تعزيز التعاون الدفاعي وتحديد مجالات الشراكة المستقبلية، خصوصًا في ظل التغيرات الجيوسياسية التي تفرض مزيدًا من التنسيق بين الدول ذات الرؤية المشتركة.
وفي موازاة هذه التحركات العسكرية الرسمية، تشارك الهند أيضًا بوفد من ثمانية أعضاء يمثلون فيالق الشبيبة الوطنية (NCC) في مهرجان “كازان للشباب العسكري”، المنظم في روسيا من 1 إلى 8 يونيو الجاري.
ويضم الوفد الهندي ستة شبان سيُمثلون بلدهم في مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تسعى إلى تعزيز الصداقة والتبادل الثقافي بين شباب العالم.
وأعلنت هيئة الـNCC عبر “إكس”:”وفد NCC الهندي المكوّن من 6 متدربين يصل إلى موسكو لتمثيل الهند في مهرجان كازان للشباب العسكري (1-8 يونيو). لتعزيز روابط الشبيبة العالمية عبر الصداقة والتبادل الثقافي”.
وتُعتبر هذه المشاركة استمرارًا لتقاليد التعاون الشبابي بين الهند وروسيا ضمن برامج التبادل الشبابي، حيث دأب متدربو NCC على زيارة مدن روسية كبرى مثل موسكو وسانت بطرسبورغ وسمولينسك، والمشاركة في فعاليات تتنوع بين العروض الثقافية والتمارين المشتركة.
وتعكس هذه التحركات الثنائية والمتعددة الأطراف ديناميكية السياسة الخارجية الهندية، وسعيها إلى توسيع رقعة حضورها عبر التعاون الدفاعي وتبادل الخبرات الشبابية.
ويُنظر إلى زيارة الوفد العسكري الهندي للمغرب كخطوة استراتيجية نحو ترسيخ موقع الرباط شريكًا موثوقًا في شمال إفريقيا، في وقت تتجه فيه الهند لتعزيز تموقعها في الفضاءين الإفريقي والمتوسطي.
وفي المقابل، تستفيد المملكة المغربية من هذه الانفتاحات عبر تثبيت موقعها كحليف استراتيجي في قلب التحولات الأمنية والاقتصادية التي يعرفها العالم.
تعليقات الزوار ( 0 )