وسط صدمة “البوليساريو”.. تطور لافت في موقف إسبانيا الداعم للمغرب في نزاع الصحراء

خلّف التطور الملحوظ في موقف إسبانيا الداعم للمغرب في نزاع الصحراء، صدمة وسط جبهة “البوليساريو” الانفصالية، التي كانت تنتظر العكس، خصوصا بعد تحسن العلاقات بين مدريد والجزائر.

وفي الوقت الذي كانت تنتظر فيه “البوليساريو”، نبرة أخف في حديث إسبانيا عن نزاع الصحراء، من أجل تجنب إغضاب الجزائر، خرج وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، ليجدد التأكيد على موقف بلاده، بنبرة حازمة.

وعقب ذلك، هاجم عبد الله العربي، ممثل جبهة “البوليساريو” الانفصالية في إسبانيا، الموقف الإسباني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية لتسوية النزاع حول الصحراء.

واعتبر العربي، في بيان له، أن تصريحات وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عقب لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، يوم الخميس في مدريد، “دفاع مستميت” عن الطرح المغربي في نزاع الصحراء.

وأعرب ممثل الجبهة الانفصالية، عن “إدانته الشديدة” للتصريحات التي أدلى بها ألباريس خلال الاجتماع، والتي أعاد فيها تأكيد موقف الحكومة الإسبانية الداعم للمبادرة المغربية، والذي تم التعبير عنه لأول مرة في 7 أبريل 2022.

المسؤول الانفصالي لم يُخفِ امتعاضه من تصريحات الوزير الإسباني، واعتبر أن “مثل هذا الكلام كان من المتوقع أن يصدر عن الطرف المغربي وليس من جانب حكومة تدّعي دفاعها عن حقوق الإنسان”، على حد قوله.

وزعم العربي، أن الدعم الإسباني لمبادرة الحكم الذاتي “يتناقض بشكل صارخ مع القيم التي يروّج لها الخطاب الرسمي الإسباني في مجال حقوق الإنسان”.

وأضاف ممثل جبهة “البوليساريو” الانفصالية، أن “أي مبادرة لا تقوم على ما تسميه الجبهة حق تقرير المصير، تتعارض مع ما تراه هي التزامات قانونية دولية”، بحسب تعبيره.

وذهب المتحدث إلى اعتبار موقف مدريد “لا يعبّر عن مشاعر الشعب الإسباني ولا عن غالبية القوى السياسية في البلاد، باستثناء الحزب الحاكم”، في إشارة إلى الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وفق زعمه.

وكرر العربي في ختام بيانه، أسطوانة “البوليساريو”، الرافضة لأي تسوية لا تتماشى مع الأطروحة الانفصالية، مؤكداً أن الجبهة ستواصل مساعيها لـ”الضغط على الحكومات الأجنبية” حتى تتبنى مواقف مناوئة للوحدة الترابية للمغرب.

يشار إلى أن هذا الأمر، يأتي في سياق تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إيجاد حل للنزاع الذي عمّر لقرابة الـ 50 سنة، من خلال دعمها للتوافق على مقترح المغرب المتعلق بالحكم الذاتي، كحل وحيد.