شارك المقال
  • تم النسخ

وسائل إعلام دولية تسلط الضوء على تقدم حملة التطعيم المغربية ضد “كورونا”

في الوقت الذي لا تزال فيه أزيد من مئة دولة لم تبدأ بعد في حملة تطعيم سكانها ضد فيروس كورونا لأسباب متعددة منها الفقر وعدم التنظيم والاعتماد بشكل كبير على آلية “كوفاكس” لمنظمة الصحة العالمية، فإن المغرب حصل على تقدير لجهوده والسرعة التي تمكن بها من إطلاق حملة تطعيم وصفت بـ”الناجحة”.

وفي هذا الصدد، أكدت محطة الإذاعة الهولندية العامة “NPO Radio 1” على نجاح حملة التطعيم المغربية ضد كوفيد -19 ، والتي مكنت المملكة من أن تكون من بين الدول الأكثر تقدما في العالم في هذا المجال.

وذكرت وسائل إعلام هولندية أنه منذ انطلاق حملة التطعيم في المغرب في 28 يناير، والتي تلقى فيها العاهل المغربي محمد السادس، الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، إيذاناً بانطلاق حملة تطعيم واسعة في البلاد، فإن العملية عرفت تسارعا ملحوظا.

وحسب الإذاعة الهولندية، فإن المغرب تفوق بشكل واضح على جيرانه الأوروبيين من حيث تغطية عملية التلقيح، كما تظهر الأرقام التي تصدرها المؤسسات العالمية.

وتعليقا على نجاح حملة التطعيم في المغرب، أعطت الإذاعة الهولندية الكلمة لمراسلها في الدار البيضاء، الذي أشار إلى أنه بالتوازي مع زيادة عدد الملقحين، يستمر عدد المصابين بفيروس كورونا في الانخفاض في البلاد.

وبحسب مراسل “NPO Radio 1″، فإن المغرب يدرك أن التطعيم هو السبيل الوحيد للتغلب على الأزمة الصحية والحد من انتشار الوباء، وهو قادر على مواجهة تحدي التطعيم بفضل نهج استباقي.

وأشار مراسل الإذاعة الهولندية إلى أن المملكة بدأت مباحثات مبكرة مع شركات الأدوية وأبرمت اتفاقيات مع شركتي “أسترازنكا” و”سينوفارم” للحصول على جرعات كافية من اللقاحات لتحصين سكانها.

كما أشادت الإذاعة الهولندية بإدارة المملكة للوباء، مشيرة إلى أن المغرب أظهر ثباتًا في استجابته للأزمة الصحية.

كما سلطت وسائل الإعلام الهولندية الضوء على الجهود التي تبذلها السلطات المغربية لمكافحة انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة التي صاحبت تفشي الفيروس.

وفي الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية اليومية أيضا مقلاً طويلاً عن حملة التلقيح الوطنية الناجحة في المغرب، قائلة إن المغرب قد تفوق على معظم البلدان الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا.

وأضافت الصحيفة الألمانية، أن ‘المغرب متقدم على أوروبا في الوقت الحالي وذلك للمرة الثانية، ويجب أن نعترف بذلك، لأنه طوال فترة الوباء كان أكثر نجاحا بكثير من جيرانه الأوروبيين، مشيرة إلى أن حملة اللقاح الناجحة في المغرب تظهر مرة أخرى أن إدارة الأزمات “قوية”.

وأدرجت وسائل إعلام ألمانية الإجراءات التي اتخذها المغرب للحد من انتشار الوباء بدءا بإغلاق الحدود ووقف الرحلات الجوية الدولية في 13 مارس من العام الماضي، عندما كانت هناك أربع حالات إصابة فقط بفيروس كورونا في البلاد.

كما قررت الحكومة إغلاق المدارس في نفس اليوم، وبعد ذلك بوقت قصير، أعلنت السلطات حالة طوارئ صحية، وفرضت حظر التجول من الساعة 6 مساءً، وحظرت السفر بين المدن، كما أمرت بإغلاق جميع المتاجر باستثناء الأسواق التجارية الكبرى والصيدليات.

وفرضت السلطات إلزامية الأقنعة الواقية منذ وقت مبكر جدا، كما تم تعزيز نظام الصحة العامة المتعثر، حيث تم إرسال معدات حديثة إلى المستشفيات، وظهرت مراكز شتى للطوارئ وتم توفير كميات هائلة من الأدوية.

كما أشارت وسائل الإعلام الألمانية، إلى أن مراكز العلاج بالمغرب رخصت استعمال دواء هيدروكسي كلوروكوين الذي يستخدم في علاج الملاريا، وكذلك المضاد الحيوي أزيثروميسين، بينما ظل الأطباء والعلماء الأوروبيون غير مقتنعين بفاعلية هذه العلاجات.

كما أوضحت وسائل الإعلام أن تتبع المخالطين هو في صميم إجراءات مكافحة فيروس كورونا التي اعتمدتها المغرب في مكافحتها للجائحة، مشيرة إلى أن تتبع المخالطين كان عاملا حاسما لإعادة الوضع تحت السيطرة.

بدورها، أشادت الصحافية البريطانية البارزة كاتي كاي، بقناة BBC العالمية بحملة التطعيم المغربية، وذلك خلال بث مباشر الأسبوع الماضي، وقالت كاي إن أختها التي تعيش في المغرب تلقت لقاح “أسترازنكا”، في الوقت الذي لم تحصل المراسلة وزوجها المقيم في الولايات المتحدة على حقنة بعد.

وقالت مراسل “البي بي سي”، في إشارة إلى المغرب، ‘إن بعض الدول تتقدم على منحنى توزيع اللقاح”.

وتعليق كاتي كاي ليس مجرد مقارنة بين البلدين، فقد تجاوز المغرب بالفعل توقعات الكثيرين من خلال تأمين أعداد كبيرة من اللقاحات للمغاربة وكذلك للمقيمين الأجانب.

ويستفيد الأجانب المقيمون في المغرب من لقاح مضاد لـ Covid-19 مجانا على غرار المواطنين المغاربة، وفقًا لتعليمات الملك محمد السادس.

وفي هذا الصدد، قالت الرابطة الفرنسية بالرباط في بيان لها إنه بناءً على تعليمات الملك محمد السادس، تلقى الأجانب المقيمون في المغرب، ولا سيما المغتربون الفرنسيون، تطعيمات مجانية ضد كوفيد -19.

وأعرب رئيس ولجنة وأعضاء AFR عن شكرهم للملك محمد السادس على “كرمه” الذي سمح للمواطنين الفرنسيين في المغرب بالتلقيح مثل المغاربة، وأشار الاتحاد في بيانه إلى أن أعمال التلقيح والمتابعة تتم في “ظروف ممتازة”.

كما هنأت منظمة الصحة العالمية المغرب على نجاح جهود التطعيم ضد كوفيد -19، مشيرة إلى أن البلاد من بين “أفضل 10 دول ناجحة” في إطلاق حملة تطعيم وطنية.

تتكشف الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا التي بدأها الملك محمد السادس في 28 يناير في ظل ظروف ممتازة ومكنت حتى الآن من تلقيح ما يقرب من 4 ملايين شخص، أي أكثر من 10 في المائة من إجمالي السكان، بينما حصل ما يقرب من نصف مليون شخص على ثاني جرعة.

وتصنف هذه الأرقام المغرب في المراكز العشرة الأولى من حيث عدد التطعيمات التي أجريت في جميع أنحاء البلاد، وبشكل عام، فإن أكثر من 94 في المائة من الجرعات التي يتم تناولها في إفريقيا موجودة في المغرب

وبدأ المغرب الاستعدادات لحملة التطعيم في وقت مبكر من شهر نونبر وشارك في التجارب السريرية للقاحات التي أجرتها شركة “سينوفارم” الصينية.

كما طلب المغرب 66 مليون جرعة من لقاحي “سينوفارم” و”أسترازنكا”، تكفي لتلقيح 33 مليون شخص، وتلقى بالفعل 7 ملايين جرعة من لقاح “أسترازنكا” و 1.5 مليون جرعة من “سينوفارم”، كما تم استلام 500000 جرعة من لقاح “سينوفارم” يوم أمس الأحد 7 مارس.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي