Share
  • Link copied

وزير خارجية بيرو السابق يدعو الجزائر إلى مواجهة الواقع والتخلي عن التضليل في قضية الصحراء المغربية

تواصل الجزائر وجبهة البوليساريو محاولاتهما اليائسة لتشويه الحقيقة المتعلقة بمغربية الصحراء، حيث يبدو أن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر وفقًا لرؤية أكاذيب تروج لها الجهات المعنية.

وفي هذا السياق، كشف ميغيل أنخيل رودريغيز ماكاي، وزير خارجية بيرو السابق وخبير في القانون الدولي، في مقاله الأخير بصحيفة “إكسبريسو” البيروفية، عن فشل مزاعم الجزائر بشأن الصحراء المغربية، داعيًا إياها للاحتكام إلى الواقع والتاريخ بعيدًا عن الادعاءات الباطلة.

قضية الصحراء: تاريخ ثابت ورؤية مغربية واضحة

ويؤكد رودريغيز ماكاي أن مشكلة الصحراء المغربية، التي ابتدعتها الجزائر وجبهة البوليساريو، لم تكن لتحدث في الأساس لولا التدخلات الجيوسياسية للقوى الأجنبية. إذ لطالما سعت الجزائر إلى استخدام البوليساريو كأداة لتنفيذ مخططاتها في المنطقة، دون مراعاة لمصالح الشعب الصحراوي نفسه.

وعندما تحاول الجزائر إقناع المجتمع الدولي بوجود “حق تقرير المصير” على حساب الوحدة الترابية للمغرب، فإنها تتجاهل حقائق تاريخية لا يمكن نكرانها، أبرزها الروابط العميقة بين الصحراويين والمغرب، والتي اعترفت بها محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري عام 1975.

حقيقة مغربية الصحراء: توثيق تاريخي وقانوني

إن المغرب لم يكن يومًا غريبًا عن الصحراء. فمنذ قرون، كانت القبائل الصحراوية تبايع السلاطين المغاربة، وهو ما تضمنته وثائق تاريخية وقانونية تدعم مغربية الصحراء.

وقد تجسد هذا الترابط التاريخي في المسيرة الخضراء عام 1975، حيث أظهر أكثر من 350 ألف مغربي انخراطهم العميق مع الصحراويين في مسعى سلمي لاسترجاع الصحراء، وهو ما يعكس الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها: الصحراء جزء من المغرب.

ويضيف رودريغيز ماكاي أن هذا الموقف الثابت للمغرب في الحفاظ على سيادته على الصحراء، لم يكن مجرد خيار سياسي، بل هو استجابة لمطلب قبائل الصحراويين الذين قبلوا بأن يكونوا جزءًا من الوطن المغربي. فالمغرب منح الصحراويين حياة أفضل، في الوقت الذي تستمر فيه الجزائر في دعم الرواية الزائفة حول الصحراء.

دعاية الجزائر: فشل مستمر وتدليس للحقائق

ورغم محاولات الجزائر المتواصلة لتسويق أكاذيب عن الأوضاع في الصحراء، فإنها تواجه حقيقة غير قابلة للإنكار، تتمثل في النهضة التنموية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

فالمغرب، من خلال استثماراته الضخمة في البنية التحتية والتعليم والصحة، حقق تقدمًا غير مسبوق في المنطقة، وهو ما جعلها نموذجًا للاستقرار والازدهار في منطقة تعرف تحديات أمنية واقتصادية.

ويؤكد الوزير السابق أن الجزائر تواصل نشر تقارير إعلامية مغلوطة حول “انتهاكات حقوق الإنسان” و”مقاومة شعبية”، في محاولة لتشويه الصورة الحقيقية لما يجري في الصحراء المغربية. لكن تقارير محايدة وتقارير منظمات دولية تؤكد أن الأقاليم الصحراوية تتمتع بحقوقها كاملة، في حين أن سكان تندوف في الجزائر يعيشون في أوضاع إنسانية مزرية.

حركة صحراويون من أجل السلام: صراع القبائل الصحراوية مع الانفصال

وفي الآونة الأخيرة، تم إحباط محاولات الجزائر والبوليساريو من قبل زعماء القبائل الصحراوية، الذين أعلنوا صراحة في المؤتمر الثالث لـ “حركة صحراويون من أجل السلام”، الذي انعقد في جزر الكناري، أن الحل السلمي هو الخيار الأفضل للمنطقة.

وقد دعا هؤلاء الزعماء إلى الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف، في وقت أصبح فيه نظام الجزائر عائقًا رئيسيًا أمام تسوية النزاع.

المغرب: موقف ثابت وقوي في وجه الدعاية الجزائرية

ويواصل المغرب تعزيز موقفه الثابت في قضية الصحراء، من خلال دبلوماسية فعالة على المستوى الدولي، بالإضافة إلى تركيزه على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الصحراوية.

وفي الوقت الذي فشلت فيه الجزائر في تحقيق أي تقدم في دفع أطروحتها، يحقق المغرب مكاسب دبلوماسية متتالية، مع تزايد عدد الدول التي تعترف بمغربية الصحراء وفتح قنصليات في مدن الصحراء المغربية.

وقد أشار رودريغيز ماكاي إلى أن الجزائر في حاجة إلى مراجعة موقفها والاعتراف بالحقيقة الوحيدة: الصحراء مغربية. وقال: “عليها أن تتعامل مع الواقع، لأن استمرارها في دعم البوليساريو سيؤدي إلى تهديد استقرار المنطقة ويضر بمصالحها الوطنية.”

الحل الواقعي بيد المغرب

وبعد خمسين عامًا من النزاع، يبدو أن الجزائر والبوليساريو لا يزالان يراهنان على خيار مستحيل. في حين أن المغرب، من خلال استراتيجيته الدبلوماسية والتنموية، يثبت للعالم أن الصحراء ستكون دائمًا جزءًا من الوطن المغربي.

وتستمر الأكاذيب الجزائرية في التآكل، بينما تزداد الحقيقة وضوحًا، ويؤكد الجميع أن الحل الوحيد هو مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وأشار الوزير السابق، إلى أن الجزائر التي خلقت المشكلة ستظل مضطرة في النهاية لمواجهتها وإيجاد حل نهائي، طالما أن المغرب متمسك بثباته في الدفاع عن سيادته، وأن جبهة البوليساريو لن تكون سوى أداة في يد الجزائر كما كانت دائمًا.

Share
  • Link copied
المقال التالي