Share
  • Link copied

وادي أوريكا: الجنة السرية قرب مراكش حيث تتلاقى الطبيعة البرية بسحر الأطلس وحدائق الزعفران الساحرة (صحيفة بريطانية)

على بُعد 32 كيلومترًا فقط من صخب ساحات جامع الفنا وأسواق مراكش العريقة، يمتد وادي أوريكا كقطعة من الجنة، حيث تلتقي الطبيعة البكر بسحر الأطلس الكبير، مشكلة مشهدًا بديعًا قل نظيره.

وفي تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، وصف الصحفي مارك إيفيلي وادي أوريكا بـ”الوادي السعيد”، حيث تحيط بالمكان حدائق ساحرة وبساتين زيتون ومسارات مشي خلابة عند أقدام الجبال الشاهقة.

وبينما تزدحم سماء مراكش بالبالونات الهوائية الملونة مع إشراقة كل صباح، يحتفظ وادي أوريكا بسكونه، لا يكسره سوى خرير المياه أو صهيل البغال القادمة من الدروب الجبلية.

سحر الضيافة الأمازيغية

وفي ضيافة عبد الكريم آيت علي، صاحب نزل “أوريكا لودج”، يستقبل الزوار بفطور أمازيغي تقليدي، حيث تنبع كرمات الضيافة من عمق الجذور الثقافية للمنطقة.

ويحكي عبد الكريم، الذي ترك مهنة الحدادة ليصبح مرشدًا جبليًا، عن النباتات البرية التي يستخدمها السكان المحليون بمهارة فائقة للعلاج والطهي، وعن مشاهد الطبيعة البرية التي لا تزال تحافظ على نقائها رغم قربها من مدينة مليونية.

طبيعة برية لا مثيل لها

ويتجلى التنوع البيولوجي لوادي أوريكا بوضوح مع مشاهد الخنازير البرية وصغارها المتجولة، فيما تشير آثار الأقدام إلى عودة محتملة للذئاب الأفريقية إلى أودية الأطلس النائية.

وبينما يواجه الفلاحون تحديات ندرة المياه بسبب تراجع تساقطات الثلوج، تواصل بساتين الزيتون وأشجار الزعفران العطرة رسم ملامح المشهد الريفي الساحر.

حدائق الإبداع.. بين أنيما وجنان الزعفران

وبعيدًا عن ازدحام مراكش، أصبحت حدائق “أنيما” التي أنشأها الفنان النمساوي أندريه هيلر شمال الوادي وجهة مفضلة لعشاق الجمال الطبيعي، حيث يندمج الفن مع الطبيعة بانسجام فريد.

وفي “جنان الزعفران”، يتعلم الزوار أسرار استخراج “الذهب الأحمر” المغربي، ويستمتعون بتذوق شاي الزعفران الذي يختزل عبق الأرض وروحها.

إرث تاريخي عميق

وعلى بعد خطوات من أوريكا، يكشف موقع “أغمات” الأثري عن صفحات خفية من تاريخ المغرب، حيث كانت هذه القرية الصغيرة عاصمة للمنطقة قبل تأسيس مراكش.

وبالرغم من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في 2023، تمكن سكان قرية تفزة المجاورة من تحويل محنتهم إلى فرصة لاكتشاف إرثهم اليهودي الأمازيغي، بعد العثور على لوح حجري يعود إلى عام 1575، منقوش عليه اسم عائلة “بن يوسف”.

سر الشلالات السبعة

ويجتذب وادي أوريكا الزوار بشلالاته السبعة في قرية ستي فاطمة، إلا أن القليل منهم يغامرون بتسلق الممرات الضيقة للوصول إلى الشلالات العليا، حيث تلوح أحواض مائية طبيعية صافية، تقدم فرصة مثالية للاسترخاء بعيدًا عن صخب المقاهي والمطاعم النهرية.

وكما يقول عبد الكريم: “رغم قربنا من مراكش، لا يزال وادي أوريكا أحد أسرارها المحفوظة بعناية. هنا فقط، تستطيع أن تلمس السماء بيديك، وأن تنصت لهمس الجبال”.

Share
  • Link copied
المقال التالي