انتقدت صحيفة “لارازون” (La Razon) الإسبانية بشدة، الطريقة “المهينة” التي قوبل بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عقب اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي جو بايدن، على خلفية إجتماع حلف الشمال الأطلسي ببروكسيل، قائلة “إنها تعكس فشل السياسية الخارجية لإسبانيا”.
وقالت الصحيفة ذاتها، في افتتاحية لها يومه (الثلاثاء) عنونتها بـ”السياسة الخارجية الإسبانية المشوشة”، إنّ “الاجتماع” القصير بين بايدن وسانشيز في قمة الناتو هو فصل يجب نسيانه ويظهر عدم أهمية سياستنا الخارجية وتأثيرنا في الساحة الدولية”.
وأوضحت القصاصة الإخبارية، أنّ إعلان رئيس الوزراء الإسباني عن أول لقاء له مع الرئيس الأمريكي، الذي وصل إلى البيت الأبيض في 20 يناير، كما لو كان لقاء ثنائيًا، وحتى عدم التحدث إليه عبر الهاتف، دليل قاطع على الارتباك الحاصل في السياسة الخارجية الإسبانية.
وأضاف المصدر ذاته، أنّ هذا “الاتصال” أو اللقاء – كما حدده سانشيز – يحدث في وقت تم فيه التشكيك في أحد الجوانب الإستراتيجية للسياسة الدولية الإسبانية.
وعلى وجه التحديد، تضيف الصحيفة، موضوع العلاقات مع الرباط باسم الصحراء، وعبث وزراء الحكومة اليساريين في التشكيك في تطلعات المغرب الإقليمية، والحماقة الدبلوماسية التي لا يمكن تفسيرها في الترحيب بزعيم جبهة البوليساريو، وفق تعبيرها.
وشدّدت، على أنّ إسبانيا لم تميز جيدا بين عقيدة ترامب حول الصحراء من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية وسياسة بايدن، على الرغم من حقيقة أن اللجنة الخارجية في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون حاولوا عرقلة المبادرات لصالح المغرب.
وفي السياسة الخارجية، تردف الصحيفة، يجب أن تسود السياسة البراغماتية للحقائق على المبادئ الأيديولوجية لليسار، التي تتحرك معالمها في الديالكتيك القديم للقوى الإمبريالية ضد العالم الثالث، وهو أمر لا معنى له في بلد مثل إسبانيا، ملتزمًا بـ”الحكم العالمي والديمقراطية”.
وأبرزت الصحيفة الإسبانية، الواسعة الانتشار، أنه سيتعين على الحكومة الحالية إعادة صياغة سياستها الخارجية في العديد من الجوانب، وبالتالي العمل وفقًا لثقلها السياسي والاقتصادي ودورها التاريخي.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه عندما هُزم دونالد ترامب في انتخابات 3 نونبر 2020 على يد جو بايدن، احتفلت الحكومة الإسبانية بوصول المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض، ولم يحتفلوا بسقوط الترامبية فحسب، بل احتفلوا بوصول أقل بقليل من حليف سياسي، لذلك اعتقدوا أنه من خلال مشاركة اليسار المفترض لبايدن، ستتغير العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسبانيا بشكل جذري.
وخلصت “لارازون” إلى أنّ واشنطن لم تغير سياستها الخارجية على الإطلاق بشأن القضايا التي تحدد موقعها في العالم، وهي الطريقة التي تمارس بها شيء آخر; من الأحادية إلى التعددية، لأن الشيء الأساسي هو جعل مصالح الولايات المتحدة تسود.
تعليقات الزوار ( 0 )