لم تكن دينا بلفقيه، الطالبة الجامعية المقيمة في فرنسا رفقة عائلتها، تعلم أن زيارتها لمدينة سيدي قاسم ستتحول إلى “فتنة” هزت الرأي العام بالمدينة، بل امتدت شظايا الخبر الزائف عن إصابتها بوباء فيروس “كورونا” إلى مدن مغربية أخرى من قبيل الرباط وأكادير وفاس ومكناس..، بل وصل الخبر الكاذب إلى خارج أرض الوطن عندما بدأت الاتصالات تتقاطر من أمريكا وكندا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا..، جميع المتصلين يعربون عن هلعهم وخوفهم عن مصير أحبابهم وأخلائهم داخل أرض الوطن، وفي مدينة سيدي قاسم تحديدا.
لنبدأ الحكاية من البداية !
تحكي دينا بلفقيه، في اتصال مع جريدة “بناصا” أنها قررت أن تزور المغرب رفقة ثلاث صديقات من عائلتها لحضور مناسبة عائلية، ويتعلق الأمر بحفل خطوبة بنت عمتها، كما كانت تعول أن تبقى في المغرب مدة عشرة أيام تقضيها رفقة عائلتها الممتدة بالمدينة، وهي عائلة “بلفقيه” المعروفة بالمدينة.
كما كانت دينا تعول أن تعود مع قريباتها رفقة والدها عبد الخالق بلفقيه، الفنان المسرحي المعروف، والذي قدم للمغرب في إطار مواعد ثقافية مع وزارة الثقافة، ولقاء آخر مع مؤسسة الحسن الثاني للمهاجرين، غير أنها شعرت، مساء الثلاثاء الماضي، بسعال بعدما نسلت جرعة من شاي إلى الحلقوم، وهكذا بدأت تسعل بشكل متوال ومستمر.
وكشف عبد الخالق بلفقيه، ولد دينا، في اتصال مع جريدة “بناصا” بأن الأمر كان عاديا يوم الثلاثاء بسيدي قاسم، باستثناء نزول بعض الأمطار مصحوبة بالبرد وضباب كثيف، وكانت دينا ترتدي ملابس خفيفة، وهكذا شعرت بالبرد لأنها لم تكن تلبس ما يكفي لاتقاء شر البرد الذي فاجأنا في ذلك اليوم، ومع ذلك لم يكن الوضع يدعو للقلق، وهكذا شربت دينا كأس شاي وانسلت في غفلة منها جرعة من شاء إلى الحلقوم، وبدأت تسعل وتشعر بقشعريرة جد عادية، بعد مدة قصيرة “ذهبت رافقت دينا إلى المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، وفي الليل ذهبت إلى المستشفى المستعجلات، حقنوها بإبرة، واكتفينا بمشروب سائل خاص بالسعال “سيرو”.
وبعد لحظة قدم طبيب خاص وسألها إن كانت قدمت من خارج المغرب، فأخبرته بأنها جاءت من فرنسا، “وبما أنها جاءت من فرنسا فلابد من تحليلات خاصة” يقول والدها عبد الخالق.
وعلى مقربة من الطبيب كانت بعض النسوة يجلسن في انتظار الطبيب، وبدأن يسترقن السمع، طلب منهن الطبيب مغادرة المكان، خرجن على الفور من المستشفى.
هؤلاء النسوة بدأن في إجراء عمليات الاتصال مع مجموعة من ساكنة المدينة عبر “الواتساب” وتسجيل رسائل صوتية وتوزيعها على العوام، هذه الرسائل وصلت على وجه السرعة إلى خارج المدينة، بل امتد صداها إلى خارج أرض الوطن، وتقاطرت الاتصالات على أب دينا، عبد الخالق بلفقيه، من أكادير وبلجيكا وفرنسا وأمريكا وكندا، كل الاتصالات تتحدث عن وصول وباء فيروس كورونا إلى سيدي قاسم، والحالة المسجلة جاءت من فرنسا، وكتب عن الخبر/الشائعة بعض المنابر الإلكترونية، وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. وهكذا عاشت المدينة “فتنة عصيبة” حسب تعبير عبد الخالق بلفقيه، ولد دينا.
تقدمت دينا، أمس بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسيدي قاسم، ضد من أطلق هذا الخبر الزائف الذي هدد النظام العام، وزرع الفتنة في المدينة وجعل الناس يشعرون بهلع على مصير عائلاتهم وذويهم.
دينا اليوم تشعر بزوال ألم المرض، كما تثبت الشهادة الطبية التي حصلت عليها جريدة “بناصا” .. لكن ألم الخبر الزائف كان أعظم ضررا وأشد إيلاما بالعائلة جميعها والمدينة والوطن.
فيديو خروج دينا من مستشفى سيدي قاسم
تعليقات الزوار ( 0 )