لا يمكن المرور بطريقة عادية عن رسالة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني المفترضة التي وصلت إلى زعيم البوليساريو إبراهيم غالي وأقام لها احتفالا كبيرا غير معهود في المواقع التابعة لجبهة المليشيات، فالأمر لايتعلق برسالة عادية لسببين أثنين :الأول، أن وسائل الإعلام الموريتانية الرسمية وغير الرسمية تلتزم الصمت لحد الآن حولها، وهذا يزيد من الغموض حول مضمونها السياسي الخطير،الثاني ،أن هذه الرسالة إذا كان مضمونها غير مفبرك ،فهي انحياز موريتاني خطير للبوليساريو والجزائر، وتراجع عن ما صرح وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد في بداية حكم الرئيس محمد ولد الغزواني بخصوص ملف الصحراء.
ويثير سكوت وسائل الإعلام الموريتانية عن رسالة محمد ولد الغزواني فرضيات تشرح هذا السكوت الإعلامي، فقد يكون الأمر يتعلق الأمر بمبادرة استفزازية قام بها رجالات محيط الرئيس الموريتاني الجديد الذين لازالوا يشتغلون بأوامر الرئيس القديم محمد ولد عبد العزيز الموالي للجزائر ،فهذه الفرضية قد تكون صحيحة، وتعبر عن اختراق خطير لمحيط الرئيس الحالي من طرف ولد عبد العزيز و المخابرات الجزائرية التي تريد حالة التوتر والبرودة في العلاقات المغربية الموريتانية لترتيب مخططات قادمة في شمال موريتانيا وفي المنطقة العازلة ،فالإعلام الموريتاني الرسمي لم يتناول الرسالة ،وترك الباب لمواقع البوليساريو التي نشرتها مفصلة وباحتفالية غير معهودة في زمن النكبات المتواصلة لقيادة إبراهيم غالي والبوهالي.
لكن تجاوز هذه الفرضية القائلة بوجود إختراق للرئيس محمد ولد الغزواني نتيجة استمرار تأثير الحرس الموريتاني التابع للرئيس السابق ولد عبدالعزيز، يجعلنا أمام معطيات أكثر خطورة في العلاقات المغربية الموريتانية، لأن الرسالة هي تعبيرات عن توجه في السياسة الخارجية الموريتانية ،مادامت السياسة الخارجية تقاس بتعبيرات وتوصيفات تمتد من الخطاب إلى الممارسة ،فالأمر يتعلق بخطاب موريتاني حول ملف الصحراء يتضمن عبارات لم يسبق استعمالها من طرف الرؤساء الموريتانيين في مراسلاتهم السابقة مع قيادات البوليساريو ،فماذا حدث بالضبط حتى تأتي رسالة ولد الغزواني بذلك المضمون ،تفسيرات عديدة متكاملة يمكن تقديمها لهذا التحول الخطير في الخطاب الموريتاني:
التفسير الأول، هذه رسالة إلى المغرب أكثر مما هي للبوليساريو ،تبحث معها موريتانيا عن إعادة الوضع إلى مرحلة ولد عبد العزيز، فهي تريد أن تقول أنه ليس هناك تغيير، فما بناه ولد عبد العزيز مع الجزائر والبوليساريو لازال موجودا، وأن الرئيس ولد الغزواني يسير على نفس الخط الذي رسمه محمد ولد عبدالعزيز.
التفسير الثاني، وجود ضغوطات كبيرة من نظام تبون على الموريتانيين، فقد لاحظنا تواصل تبون مع ولد الغزواني في محطات كثيرة، ولايمكن نهائيا أن يكون هذا التواصل من أجل مقايضة السمك بالتمر، بل تواصل تناول قضية الصحراء، والمؤشر واضح في تصريحات تبون في كل المناسبات داخلية وخارجية، ولايمكن بتاتا أن يكون في محادثاته الهاتفية ورسائله المتبادلة مع الرئيس الموريتاني أن يكون بعيدا عن التحريض في ملف الصحراء ،مع الإشارة أن الجزائر كانت تتعامل مع ولد عبدالعزيز بالتهديد والتحريض.
التفسير الثالث الخطر الذي بات يشكله البوليساريو على موريتانيا، فإبراهيم غالي هدد مرات متعددة موريتانيا وبحضور أحزاب موريتانية جاءت لزيارة المخيمات. كما أن مليشياته باتت منتشرة في نقط موجودة في شمال موريتانيا وداخل المدن الموريتانية.
التفسير الرابع، سياق العلاقات الموريتانية مع دولة الإمارات والسعودية ،قد يكون له تأثير على علاقات الموريتانيين بالمغرب، فلا يجب أن ننسى أن الرسالة تأتي في مرحلة توتر مغربي إماراتي ووسط تقارب موريتاني إماراتي كبير ،وتواجد إماراتي داخل موريتانيا في ميناء نواديبو ومطار نواكشوط وقاعدة عسكرية في شمال موريتانيا.
هذه التفسيرات متكاملة قد تكون وراء الحمولة الاستفزازية التي حملتها رسالة النظام الموريتاني بطريقة غير مباشرة للمغرب، في هذا الظرف الذي يحتضر فيه البوليساريو وتحاول جزائر تبون وشنقريحة إعادة إحياء بوليساريو جديد مقرون بوظيفة جديدة للجيش في الخارج تتم هندستها في مسودة دستور تبون، هذه الوظيفة الجديدة التي ستجعل الجيش الجزائري يصل إلى داخل شمال موريتانيا، لذلك من المفترض أن يفتح المضمون الخطير لرسالة الرئيس الموريتاني إلى إبراهيم غالي نقاشا داخل موريتانيا أكثر من المغرب، حيث يبدو أن الموريتانيين لايعون بخطورة مايحيط بهم وماهو قادم ،فبين القاعدة العسكرية لدولة الإمارات في شمال موريتانيا، وتحرش مليشيات البوليساريو المستمرة بشمال موريتانيا، والدور الجديد للجيش الجزائري في الخارج الذي سيبدأ بشمال موريتانيا وطريٍق تندوف – شوم الذي زاد امتدادات البوليساريو في الداخل الموريتاني وسط تخطيط جزائري لاستعمالات أخرى للطريق، يبدو أن هناك شيء ما يرتب للموريتانيين الذين يوجد داخل مركز قرارهم من يستمر في أخطاء محمد ولد عبد العزيز الذي سقط في فخ المخابرات الجزائرية ولم يستطع الخروج منه، ومن المتوقع أن يزداد عمق هذا الفخ مع نظام ورثة بوتفليقة المكون من الجنرال شنقريحة والمستشار الأمني مجاهد عبد العزيز ورجل المخابرات شفيق مصباح ومحمد بوزيت الذين سيزيدون من تورط موريتانيا كلما اقتربت من المستنقع الجزائري ،الذي بات في وضعية سيكولوجية المقامر يلعب كل الأوراق لبقاء حكم الجيش، بما فيها ورقة إشعال حرب في المنطقة.
*رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني
موريتانيا، لا تغني ولا تسمن من جوع، على المغرب ان يقوي علاقاته مع القوات الفاعلة أصحاب الفيتو، ومع الجيران أسبانيا، ومساندتها في صراعها ضد الانفصالين، وتقوية علاقته مع تركيا والهند والصين، وروسيا، واعادة العلاقة الطبيعية مع المملكة السعودية، والحذر من مصر. أما الجزائر وبيادقا ،بالدرجة المغربية (لا يقصروش يجريو طوالهم)
الغزواني شخصية ضعيفة خاضعة تنقصه الدبلوماسية وهو فشل الموريتانيين اقحم نفسه في براثن الخوارج المرتزقة
لا خيار لموريتانيا عن الحياد تجاه نقاط الخلاف بين جيرانها في الجنوب والشمال.هذا ما افضت إليه تجارب العقود السابقة منذو عام الاستقلال 1960.
وهل موريطانيا دولة يخافها الناس.موريطانيا دولة لم يجد شعبها حتى الأكل
أسير في نفس سياق التعليق الأول على المغرب أن يركز على تلاثة جبهات ، الأولى تمتين العلاقات أكثر بالقوى الكبرى الفاعلة على المستوى الدولي مع منح المزيد من الإمتيازات والتسهيلات للاستثمار في التراب الوطني عامة وفي الصحراء المغربية على الخصوص وعقد اتفاقيات تعاون مشترك عسكري واقتصادي مع الاتحاد الأوروبي وفق مبدأ رابح رابح
تانيا يجب تقوية الجبهة الداخلية أكثر عبر تعزيز المواطنة الحقة وتكريس مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان والتوزيع العادل للثورة والمضي قدما في مشاريع التنمية الاقتصادية الحقيقية هدفها تحقيق الرفاه للوطن والمواطن على حد سواء
تالثا مواصلة الاستثمار في العمق الإفريقي أكثر مع توطيد العلاقات الاقتصادية خاصة كما هو الحال مع ساحل العاج والغابون والسنغال ..
هذا ويجب ألا ينسى المغرب أنه إن كان يريد السلام فعليه أن يكون مستعدا للحرب.
المغرب والجزائر كلهم إخوة لنا لذا يجب علينا الحياد
أو أن نتدخل من أجل الصلح ولم شمل التحاد المغرب العربي
الكبير لكي نتمكن من إنقاذ ليبيا الحبيبة