Share
  • Link copied

“نيويورك تايمز” تسلط الضوء على منازل رياضة الغولف بالنوادي المغربية

ارتفعت شعبية رياضة الغولف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير، وأنشأت العديد من الدول نوادي فاخرة لهذه اللعبة من الجزائر إلى قطر، لكن المغرب كانت لديه بدايات قوية مع هذه اللعبة التي كانت  في الأصل رياضة ملكية.

وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية، سلط الكاتب سام لوبيل، مؤلف لعشرة كتب عن الهندسة المعمارية، الضوء على نشاط الغولف التجاري الكبير في المغرب، لافتا إلى أن هذه الرياضة ساهمت في إنشاء منازال وفضاءات فاخرة لأولئك الذين يبحثون عن المتعة والترفيه.

وكانت هذه الرياضة موجودة بالمغرب منذ أن صدّرها البريطانيون في السنوات الأولى من القرن العشرين، لكنها اكتسبت زخما في منتصف القرن، وذلك بفضل الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان مولوعا بلعبة الغولف ورأى الرياضة كأداة لمساعدة بلاده على الدخول في اقتصاد قائم على السوق.

وأشار الكاتب، إلى أن الملك الحسن الثاني، قام ببناء العديد من النوادي التدريبية التي صممها بعض أفضل المصممين في العالم، وفي عام 1971 أنشأ بطولة للجولف تحت إسم “Trophée Hassan II”، وهي جزء دائم من الجولة الأوروبية.

ولفت المصدر ذاته، إلى أنه يوجد في المغرب الآن أكثر من 40 دورة تدريبية تحظى بتقدير كبير، ويتزايد عددها وشعبيتها بسرعة، ولا يضر أن الغولف هو في قلب حملة السياحة المغربية الأخيرة، وأن الأمير مولاي رشيد، نجل الحسن الثاني والشقيق الأصغر للملك محمد السادس، هو لاعب غولف متعطش.

المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية

وأبرزت الصحيفة الأمريكية، أن الطقس بالمغرب يكون مشمسا أكثر من 300 يوم في السنة، وأنه على طول أو بالقرب من الدورات التدريبية في البلاد، يمكن العثور على ملاعب الغولف ومنازل بالقرب من الساحل أو الجبال أو المدن الشهيرة.

وعلى عكس العديد من المنازل الجديدة في أماكن مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر، والتي غالبا ما تعرض الأنماط والتطلعات الغربية، فإن هذه المنازل، سواء كانت تقليدية أو عصرية، فإنها تستدعي الزخارف والنهج المغربي الكلاسيكي.

وأضاف الكاتب، أن الطراز المعماري للمنازل مستوحى من مراكز المدن القديمة، وغالبًا ما يعتمد المهندسون على جدران متينة ذات ألوان ترابية وأشكال مجردة دقيقة ومليئة بالألوان الزاهية والزخارف التفصيلية والأعمال الخشبية المصنوعة يدويا، بالإضافة إلى السيراميك والمعدن والمنسوجات.

وغالبًا ما يتم تلطيفها بالمزارع المورقة والنوافير والشاشات والباحات المظللة والساحات الداخلية المرقطة، وأن التصاميم غالبا ما تكون مزيجًا من الطابع الإسلامي والبربري والمغربي والفرنسي.

وفي هذا الصدد، قالت مود فاجاس، مديرة مكتب شركة العقارات الدولية إميل غارسين في مراكش، الذي يضم حوالي 200 عقار سكني للبيع أو الإيجار في البلاد: “عندما يأتي الناس إلى المغرب، فإنهم يريدون الشعور بأنهم في المغرب”.

وأضافت، أن معظم العقارات الفاخرة توجد بالقرب من مراكش وتضم أكثر من 20 ملعبًا للجولف، (تتراوح أسعار العقارات القريبة من الدورات التدريبية بشكل عام بين 1.2 مليون دولار و3.6 مليون دولار للبيع و950 دولارًا و1400 دولارًا في الليلة للإيجار).

وأشار الكاتب إلى أن السيدة فاجاس، التي تتحدر من فرنسا، ذهبت إلى المغرب في إجازة في فبراير 2000 ولم تغادر البلد أبدا، وهو موضوع شائع جدا بين المغتربين في البلاد.

وتشير فاجاس إلى أن سر تحقيق هذا المزج بين الطابع العصري والكلاسيكي هو التقليد الاستثنائي للحرف اليدوية في البلاد، حيث يمكن صنع أي شيء هنا يدويًا بواسطة مهارة الحرفيين المحليين الخبراء، من عمال البناء إلى عمال الخشب ثم النساجين.

وقالت السيدة فاجاس: “هذه هي الطريقة التي يعملون بها هنا، إنها الطريقة الوحيدة التي يعرفون بها كيفية القيام بذلك، وغالبًا ما يتعلم الحرفيون من آبائهم وأجدادهم، ويمتلكون مهارات خاصة وفريدة وهم على استعدادً لبناء أي شيء.

صناعات فاخرة تستغني عن استعمال الأدوات الكهربائية

وخلال جولة (افتراضية) في أحد منازل شركتها، التي صممها المهندس المعماري المغربي الشهير إيلي مويال بجانب ملعب غولف “PalmGolf Marrakech Palmeraie” المصمم من قبل روبرت ترينت جونز، أشارت إلى السقوف المقببة البرميلية المصنوعة يدويًا، والجدران المصنوعة من الطوب، وإلى بلاط أرضيات مصنوع يدويا وثريات زجاجية ومعدنية يدوية وسقف من الخيزران مثبت يدويا بجانب المسبح.

كما أشارت السيدة فاجاس إلى وجود منزلين على الطراز المعاصر يقعان بجوار منتجع للغولف، والذي تم افتتاحه في عام 2008، على بعد دقائق قليلة جنوب شوارع مراكش المتعرجة.

بدوره، قال ديفيد شنيولي إن “الحرفية العالية التي تحصل عليها هنا محددة للغاية”، حيث أسس شنيولي شركة Villanovo، وهي شركة تؤجر الفيلات في جميع أنحاء البلاد، وفي أماكن أخرى حول العالم.

وقال فينسينت وصوفي رامبو، مالكا عقار مدرج في قائمة “فيلانوفو” على بعد حوالي 10 دقائق من PalmGolf Marrakech Palmeraie، إن “هذا المستوى من الحرفة سمح لهم ببناء نوع المنزل الذي يريدونه”.

وليس من المستغرب أن تكون هذه الإبداعات فائقة التخصيص في بعض الأحيان – والتي لا تزال ميسورة التكلفة بسبب كثرة الصناعات اليدوية في البلاد – غير متوقعة.

وأبرز رامبو: “عليك فقط أن تتحلى بالصبر والهدوء حتى تحصل في النهاية على ما تريده وأكثر، وأحيانًا تحصل على شيء أفضل”.

ومن الأمثلة الجيدة على هذا النهج المتنوع “Popham Design”، وهي شركة بلاط خرساني مقرها مراكش بدأها زوجان أمريكيان، وهما كيتلين و صموئيل داوي سانديس.

ويوظف الزوجان 65 شخصًا في الاستوديو الخاص بهم، معظمهم من الحرفيين المحليين الذين يصنعون شرائط للزوجين على فسيفساء الزليج القديمة عن طريق صنع قوالب نحاسية، وملئها بالخرسانة الملونة، والضغط عليها يدويًا، وتركها تعالج لمدة أسبوعين تقريبًا.

وأوضح داوي سانديس كيف يسود انتشار الحرف اليدوية في كل جانب من جوانب الحياة قائلا: “إذا كنت تريد سلة غسيل من الخيزران لمنزلك، فستذهب إلى الشخص الذي يصنعها، ويقيسها وبعد أربعة أيام ستحصل عليها، لقد رممنا منزلًا واحدًا، بدون استعمال أي أداة كهربائية”.

من جانب آخر، قال مهدي عمار، نائب مدير مكتب “بارنز إنترناشونال ريالتي” في مراكش، إن منازل ملاعب الغولف في مراكش تتمتع بميزة إضافية تتمثل في النظر ليس فقط إلى الملاعب، ولكن إلى البحيرات والجبال في المنطقة وما وراءها.

وأضاف أن العقارات المجاورة للغولف كانت واحدة من أكبر مناطق النمو في مكتبه قبل أن يوقف الوباء السفر الدولي، لكن العمل، كما يقول، يتحسن ببطء.

وفي حين أن المنازل تكون مفتوحة دائما تقريبا للعوامل الجوية، إلا أنه لا تزال هناك بعض المفاجآت في الداخل، حيث يحتوي منزل رامبو، مثل كثيرين في المغرب، على حمام خاص به (حمام احتفالي وغرفة بخار) وفي هذه الحالة مساحة مقببة يطل منها الضوء الطبيعي من الأعلى.

وأوضح الكاتب، أن التنقل في المنزل يتعرج من الغرف المفتوحة المليئة بالضوء إلى الغرف المظلمة ذات الفتحات غير المتوقعة ووجهات النظر المتنوعة.

وأشار رامبو إلى أنه يعشق مدينة مراكش والمغرب ويذوب في ساطة الناس، ويحب الحياة وكذلك الطقس، قائلا” “نشعر أحيانا وكأننا في المنزل وفي نفس الوقت وكأننا في فضاء آخر تماما”، وتجتذب المروج الخضراء لنوادي الغولف المغربية مئات السائحين سنويا. 

Share
  • Link copied
المقال التالي