استنفر الانخفاض الحادّ في المخزون الوطني للدّم عدداً من الفعاليات الشبابية، التي عملت على إطلاقِ حملات للتبرع من أجل المساهمة في رفع نسب هذه المادة الحيوية في مراكز التحاقن، التي باتت تعاني من خصاص مهول بها، في ظل كثرة المواطنين المحتاجين لها، وقلة المتبرعين.
وسبق لعددٍ من مراكز التحاقن بالدم، أن دقّوا ناقوس الخطر، بسبب تراجع نسبة هذه المادة خلال فترة تفشي فيروس كورونا، حيث قالت أمل دريد، مديرة مركز تحاقن الدم بالدار البيضاء، إن وضعية مخزون الدم تأثرت بشكل كبير من الجاحة، حيث تقلّص عدد المتبرعين بشكل كبير منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية خلال شهر مارس من السنة الماضية.
وأوضحت دريد في تصريحٍ سابق لها لجريدة “بناصا”، أن عدد المتبرعين تراجع من حوالي 300 شخص خلال الفترة نفسها من سنة 2019، إلى أقل من 120 شخصا منذ تفشي جائحة كورونا، مشيرةً إلى أن استهلاك الدم بجهة الجار البيضاء يفوق 30 في المائة على الصعيد الوطني، حيث يصل عدد طلبات الأكياس لـ 400 يومياً.
وفي ظلّ هذا الوضع، حاولت مجموعة من الفعاليات المدنية إطلاق حملات للتبرع بالدم، من أجل رفع المخزون الوطني من هذه المادة، وتوعية المواطنين بأن ما يتم ترويجه بشأن أن هذه المادة الحيوية المُتبرع بها، يجري بيعها، وأن كمية الدم المتبرع به بالنسبة لكل شخص تصل إلى لترين، أمور غير صحيحة، بغيةَ زرع الثقة لدى الناس للعودة للتبرع وإنقاذ حياة من هم في أمسّ الحاجة لها.
وأطلقت طلبة مدرسة “ENSAM” بالرباط، حملةً للتبرع بالدم، من أجل حثّ الطلبة والمواطنين على المساهمة في إنقاذ المخزون الوطني في مرحلة حساسة، تشهد انخفاضاً حادّاً في الكميات المتوفرة، بهدف تعزيز روح التضامن والتآزر لدى طلبة المدرسة خاصّةً والناس عامة، تجاه الأشخاص المحتاجين.
ونبه المشرفون على الحملة، إلى التراجع الكبير في عدد المتبرعين بالدم خلال فترة تفشي فيروس كورونا، ما أثر سلباً على عملية التبرع بالدم، والمخزون الوطني من هذه المادة المهمّة، وهي الأمور التي دفعت الطلبة إلى الحرص على إقامة الحملة التي اعتادوا على تنظيمها سنوياً، بالرغم من أنهم يتابعون دراستهم حالياً، عن بعد، وذلك عبر تغيير طريقتها.
وفي هذا السياق، قال المسؤول عن الحملة، الطالب عبد الصمد بنباح، إن “الحملة من تنظيم اللجنة الثقافية والاجتماعية التابعة لجمعية الطلبة في المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط، وقد اعتدنا على تنظيمها سنويا من داخل المدرسة، غير أن الوضع الحالي، واستمرار التدريس عن بعد، دفعنا للتفكير في صيغة جديدة لإقامتها”.
وأوضح بنباح في تصريح لـ”بناصا”، بأنه بسبب عدم تمكننا من تنظيم الحملة بالمدرسة، “قلنا لما لا ننظمها في كلّ مدينة، بما أن الطلبة موجودون في مدنهم. لما لا يكون كلّ واحدٍ منهم، بمثابة سفيرٍ للمدرسة، ويقوموا بتشجيع الناس على التبرّع بالدم”، مردفاً بأن هذا الوضع جعلهم يطلقون الحملة، ويضعون استمارة للتنسيق بين المتبرعين وشرح الأمور المرتبطة بالأمر.
واسترسل بأن ازدياد الحاجة لتبرع بالدم في مراكز التحاقن، دفع الطلبة للتفكير في تنظيم الحملة على المستوى الوطني، والمساهمة في إنقاذ أرواح أناسٍ أبرياء، وأطفال صغار، ومرضى السرطان الذين هم في حاجة لنا نحن الشباب، واضعين نصب أعيننا، في البداية، الوصول إلى 200 متبرّع على المستوى الوطني، وهو الرقم الذي تم تجاوزه.
وتابع المتحدث نفسه، بأن عدد الأشخاص الذين أعربوا عن نيتهم في التبرع، عبر ملء الاستمارة الخاصة بذلك، وصل لحد الآن إلى 234 شخص، علماً أن اللجنة الثقافية والاجتماعية، وضعت تحدياً للوصول إلى 200 شخصا فقط، أي أن العدد تم تجاوزه، مشيراً إلى أنهم سيسعون لتنظيم هذه الحملة، في الأسبوع الجاري، لأنه يتصادف مع العطلة البينية للمدارس الجامعية، ما يمنح فرصة للطلبة للتبرع.
وبخصوص ما إن كان هناك ارتفاع في عدد المتبرعين بالمقارنة مع السنة الماضية، يقول بنباح: “بطبيعة الحال، هناك زيادة في عدد الأشخاص المتبرعين، لأننا في السنوات الماضية كنا نقتصر على الطلبة في المدرسة فقط، عكس السنة الحالية، والتي ستمتد فيها الحملة لـ 5 أيام على المستوى الوطني”.
تعليقات الزوار ( 0 )