قال الفيلسوف وعالم اللسانيات والمنظّر السياسي الأمريكي، نعوم تشومسكي، إنّ نظريات المُؤامرة بخصوص كوفيد-19 شيء مُحتمل، وليس شيئاً مستحيلاً، ولكن هذا الاحتمال قد يبدوا بعيد جداً، بحيث لا توجد حاجة الآن للتفكير في الأمر، وإذا رفض نصف سكان العالم اللّقاح، فسيستمر الوباء إلى الأبد.
وأضاف “أبُ اللسانيات الحديثة”، خلال حوار أجراه معه الدكتور نبيل بلمكي، أخيراً، عبر تقنية المحادثة المصورة عن بعد، أنّ الكل سَمِع بانتشار قِصص عن المؤامرة، وأن الوباء بدأ التخطيط له من قِبل بيل غيتس وجورج سوروس، وآخرين، في محاولة لوضع رقائق في رؤوس الناس للسيطرة على العالم فيما بعد.
وأوضح نعوم تشومسكي، أنه وبعد أنْ وصلت هذه القصة إلى 70 في المائة من الأمريكيين، فإنّ ثُلثا الجمهوريين يصدقونها، وهناك من يرّوج للأخبار الكاذبة ويلُصقها بخبراء وعلماء ليضفي عليها طابع المصداقية.
وتابع الفيلسوف الأمريكي، أنّ أحد آفات الإنترنت التي سنراها أكثر وأكثر على مَر السنين المقبلة هو أنه من الممكن نشر مقال على الإنترنت ونَسبُه لشخص آخر غير الذي كتبه، ولا يوجد شيء يُمكننا القيام به إزاء ذلك، وقد حدث هذا الأمر لي عدة مرات، لاسيّما في بداية الوباء، حيث قام شخص ما بطرح قصة يقول فيها إنّ الوباء نشأ في مختبر عسكري أمريكي كجزء من مشروع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للتحكم في العالم مُوقّعة بإسمي.
واسترسل تشومسكي، أنه وبعد هذه القصة المزيفة بدأ في تلقي رسائل من أشخاص من جميع أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا، وأحياناً أشخاص عاقلون وحتى زملاء يقولون لي: “شكرا لك أخيراً على قول الحقيقة حول ما يحدث”، وأردف: “الناس على استعداد لتصديق أي شيء تقريبا”.
وحذّر المتحدث ذاته، أنّ الأمر خطير للغاية لدرجة أنهُ في الولايات المتحدة -لا أعرف الأرقام بالضبط- في أماكن أخرى في الولايات المتحدة، ربما يقول نصف السكان أنهم سيرفضون اللّقاح إذا تم تطويره، لأن الحكومة ربما تحاول تسميمهم، أو ربما يحاول بيل غيتس فعل ذلك، وهذا أمر خطير جداً، فهذا يعني على سبيل المثال لا الحصر، أن هذا الوباء سيظل قائما وإلى الأبد، وإذا رفض نصف سكان الأرض التلقيح، فلن نصل إلى المناعة العامة أبدا.
وأشار تشومسكي، إلى أنّ كل شخص مُصاب بـ “كورونا”، فهو يشكل قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار، وقد تؤذي الآخرين، مؤكدا أنّ الذين يرفضون تناول العلاج الوقائي، سيزيدون من تفشي الوباء إلى الأبد ، وهذا الهجوم يؤثر على العلم وعلى التفكير العقلاني الواضح، فهذه تطورات خطيرة للغاية، بل إنها مشكلة عميقة بسبب الثقافة السائدة والرائجة.
هي أزمة صحية أنتجت أزمة اقتصادية وباتت أزمة ثقة.