مع اقتراب موعد إحياء السنة الأمازيغية الجديدة، التي تتزامن مع الـ 12 من شهر يناير، تجددت مطالب شريخة واسعة من النشطاء المغاربة، بإقرار المناسبة عيداً وطنياً وعطلة رسمية مدفوعة الأجر، من أجل مواصلة السير على منوال ردّ الاعتبار للهوية المغربية الأصيلة، وانسجاماً مع ما تتضمنه مقتضيات الدستور المغربي لسنة 2011.
وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة إقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلةً رسميةً مدفوعة الأجر، معتبرين بأن المملكة، التي بادرت سنة 2011، إلى جعل الأمازيغية لغةً رسميةً للبلاد، تأخرت كثيراً في اتخاذ خطوة الاعتراف بـ”الناير”، الذي يشكلّ جزءاً لا يتجزّء من الهوية الوطنية.
واعتبر الناشط الأمازيغي محمد شيرو، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بأن فرض تبني مطلب إقرار السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلة رسمية مدفوعة الأجر على الأحزاب السياسية ومختلف التنظيمات الديمقراطية، يعدّ إقراراً ضمنياً بعدالة وشرعية المطلب، وإنصافاً للتاريخ الذي طالما ترافعت وناضلت من أجله مختلف فعاليات الحركة الأمازيغية”.
وفي هذا السياق، قال الناشط الأمازيغي عبد الرزاق محمدي، في تصريحٍ لجريدة “بناصا”، إن “التأخر في الاعتراف الرسمي بالسنة الأمازيغية، التي صار تخليدها شعبيا من طرف جميع فئات المجتمع، لم يعد له أي مبرر، على اعتبار الاعتراف الدستوري السابق برسمية اللغة الأمازيغية”.
وأضاف الناشط ذاته، بأن السنة الأمازيغية، “هي مناسبة لصانع القرار السياسي ليعيد النظر في سياسته تجاه الأمازيغية التي يجب أن تندمج في جميع مناحي الحياة العامة”، مؤكداً تجديد مطالبتهم بـ”ضرورة الإقرار الرسمي لها، وجعلها عطلةً رسميةً شأنها في ذلك شأن باقي التقويمات المعترف بها”.
وكان التجمع العالمي الأمازيغي، قد دعا، مؤخرا، الملك محمد السادس، لإقرار السنة الأمازيغية عيداً وطنياً، حيث توجه رئيسه رشيد رحا، برسالة إلى للملك باعتباره “رئيس دولة ورمزاً لوحدة الأمة، وضامن استدامة واستقرار لها، بما يضمن احترام دستور المملكة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية”، طلب منه عبرها، الاعتراف بـ”الناير”.
وأوضح رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، بأنه سبق له على مدار العقد الماضي، أن دعا السلطات التنفيذية للحكومتين الماضيتين، والسلطات التشريعية ممثلةً في البرلمان بغرفتيه، من أجل سنّ قانون يعترف بالسنة الأمازيغية كعيد وطني وعطلة رسمية، يحتفل به المغاربة على شاكلة بقية الأعياد، غير أنه لم تتم الاستجابة للمطلب الذي بات مطلبا شعبيا في الوقت الراهن، حسبه.
وأبرزت الرسالة عمل الملك على الاعتراف بكلّ مكونات الهوية الثقافية المغربية التي تشكلت من روافد متعددة، وهو ما أكده خطاب أجدير سنة 2001، الذي جاء فيه صراحةً أن “النهوض بالأمازيغية مسؤولية وطنية، لأنه لا يمكن لأي ثقافة وطنية التنكر لجذورها التاريخية. كما أنّ عليها، انطلاقا من تلك الجذور، أن تنفتح وترفض الانغلاق، من أجل تحقيق التطور الذي هو شرط بقاء وازدهار أيّ حضارة”.
وذكّر رحا في رسالته، بما تضمنه الدستور المغربي من نصّ صريحٍ يعتبر الأمازيغية لغةً رسمية للبلاد، وهويةً ثابتة لها، وهو ما بات يفرض، حسب التجمع العالمي الأمازيغي، الاعتراف بهذا الحدث التاريخي، والذي هو رأس السنة الأمازيغية، لما للأمر من أثر كبير على الشخصية المغربية وارتباطها بجذورها التاريخية والجغرافية للبلاد.
وأعرب التجمع في ختام رسالته، عن أمله في أن يتخذ الملك محمد السادس، قراراً مناسباً لتحويل السنة الأمازيغية، لعطلة وطنية رسمية، كباقي الأعياد الوطنية، انسجاماً مع روح وفلسفة دستور المملكة، وتناغماً مع خطابات الملك النبيلة، وفق المنظمة، التي لم يفتها أن تتقدم إلى العاهل المغربي، بأحر التهاني بمناسبة السنة الميلادية 2021، والأمازيغية 2971.
تعليقات الزوار ( 0 )