وُلدت “الشيف” نجاة كعناش في مدينة سان سباستيان الواقعة في إقليم الباسك الإسباني، من أصل مغربي، وهي واحدة من أعظم الطباخين المهرة في العالم، ويُصنف مطعمها الذي اختارت له اسم “نور” والمتواجد بزقاق الرواح بالمدينة العتيقة لفاس، بأنه الأفضل في القارة الإفريقية.
صحيفة “La Tribuna de Toledo” الإسبانية، سلطت، يومه (السبت) في تقرير لها، الضوء على جانب من شخصية الطاهية المغربية نجاة كنعاش التي تمزج في سحر وصفاتها العالمية بين ثقافات البلدان العريقة.
وفي هذا الصدد، تقول كنعاش، إنها نشأت بين ثقافتين، ثقافة بلاد الباسك في إسبانيا وثقافة الريف المغربي الشمالي، حيث “ينحدر أبي وأمي في الأصل من بلدات صغيرة في جبال الأطلس، على بعد ساعتين بالسيارة من فاس”.
وأضافت الطاهية العالمية، “أنه في عام 1975 انتقل أبي وأمي إلى سان سباستيان بحثًا عن عمل، وهناك ولدت وقضيت شبابي. لفترة طويلة كنا المغاربة الوحيدين في حي لا يكاد أحد يتحدث الإسبانية”.
وتابعت المتحدثة ذاتها قائلة: “عندما كانت والدتي تصنع طبق الكسكس يوم الجمعة، كانت تشاركه مع الجميع، وكانت دائمًا تقدم الجزء الأوفر للجيران”.
وألهمت هذه الذكريات الطاهية نجاة بتأليف كتاب تحت اسم “Planeta Gastro”، وهو كتاب جوهرة ينقل القارئ من خلال وصفاته الملونة وقصصه العميقة وصوره الرائعة إلى الجبال المغربية، إلى فترات الحصاد، وأجواء البحر وصيد الأخطبوط والسردين.
ويجول الكتاب بصوره وكلماته بين دروب وأزقة مدينة فاس للعثور على الأعشاب والتوابل والمخلالات، في رحلة للبحث لبناء مطبخ مليء بالنكهات والروائح.
من جانب آخر، أكدت نجاة، “أنه بعد فترة تدريب مهني في المطاعم الحاصلة على نجمة ميشلان، قمت بأشياء عديدة، وكان لدي عمل في أمريكا، لكنني دائما كنت أعود مثل الملاكم روكي بالبوا، ولم تكن قصتي قصة نجاح، لكنها قصة كفاح.
وأضافت، “قابلت العديد من الأشخاص العظماء، وعشت في بلدان رائعة، ويمكنني اختيار المكان الذي أرغب في الإقامة فيه، فأنا أحمل الجنسية الإسبانية، لذا يمكنني الإقامة في أي مكان أريده، لكن قوة الكون أوصلتني إلى أرض أجدادي، ولم يجبرني أحد أن أختار المغرب”.
ولفتت الصحيفة الإسبانية، إلى أنه ليس من المستغرب أن يقول نجوم المطبخ العالمي نظير، فيران أدريا أو مارتين بيراساتيغوي، أشياء عظيمة عن الطاهية المغربية مثل أن “شغفها بالإبداع والابتكار يجب أن يكون قدوة في المغرب” أو وصفها بـ”الطاهية الرائعة بين أمهر الطهاة”.
نجاة كعناش، تعتبر أن حلمها تحقق، قائلة: “كان هدفي أن أجعل “نور” أفضل مطعم مغربي في العالم، وقد حققت ذلك في عام واحد فقط، يردف المصدر ذاته.
وفي حفل توزيع جوائز الرفاهية العالمية 2017، تم الإعلان عنه كأفضل مطبخ مغربي في العالم، وأيضًا في سنتي 2018 و 2019، وأشارت الطاهية المغربية، إلى أن هذا “لا يعني أنه يمكننا أن نكتفي بما حققناه، لذلك فأنا أرفع المعايير والتحديات كل يوم”.
تعليقات الزوار ( 0 )