تتزايد شكاوى سكان مدينة برشيد من تدهور الخدمات الأساسية في عدد من الأحياء، وسط مطالب متواصلة بتدخل عاجل من السلطات المحلية والمنتخبين لتحسين أوضاع البنية التحتية، وتعزيز الإنارة العمومية، وتوفير المرافق الاجتماعية والمساحات الخضراء.
ويرى عدد من سكان برشيد، أن وتيرة التأهيل الحضري لا ترقى إلى تطلعاتهم، في ظل توسع عمراني متسارع تقابله استجابة محدودة من الجهات المسؤولة، مضيفين أن هذا الواقع المتردي، تعكسه أوضاع عدد من الأحياء، على رأسها حي الراحة، الذي يعيش على وقع مشاكل بيئية حادة.
وقالت مصادر محلية لـ”بناصا”، إن تكرار تدفق المياه العادمة بسبب اختناق قنوات الصرف الصحي، تأتي في مقدمة هذه المشاكل، مضيفةً أن هذا الوضع يُحوّل بعض الأزقة، وعلى رأسها زنقة سعد زغلول، إلى بؤر للتلوث، خاصة خلال فصل الصيف، حيث يزداد الوضع سوءاً مع ارتفاع درجات الحرارة.
وذكر عدد من قاطني حي الراحة، أن هذه الأزمة البيئية تتسبب في أضرار صحية ونفسية مباشرة، كما تمسّ بكرامة الساكنة التي تجد نفسها مضطرة للتعايش مع روائح كريهة ومياه ملوثة تحاصر أبواب منازلها، دون أي تدخل فعّال من المصالح المختصة.
ولا تقتصر معاناة سكان حي الراحة على مشكل الصرف الصحي، بل تمتد إلى غياب شبه كلي للمرافق الاجتماعية، وافتقار الحي للإنارة العمومية من نوع “LED”، بالإضافة إلى عدم استفادته من أي عملية تزفيت أو تأهيل لطرقه وشوارعه، رغم مطالبة السكان بذلك منذ سنوات.
ويحمّل عدد من المواطنين، المنتخبين المحليين، مسؤولية هذا “الإهمال المتكرر”، مشيرين إلى ما وصفوه بـ”التمييز في مشاريع التهيئة”، حيث تحظى أحياء بعينها بالأولوية على حساب أخرى ذات كثافة سكانية كبيرة، ما يُكرّس تفاوتات مجالية صارخة داخل المدينة.
في ظل استمرار هذا الوضع، تُجدّد الساكنة دعوتها للجهات المسؤولة، محلياً وإقليمياً وجهويا، من أجل التدخل لوضع حد لمعاناة الأحياء المهمّشة ببرشيد، وذلك عبر إطلاق مشاريع تأهيل عاجلة، وبلورة تصور شمولي لتنمية حضرية تُعيد الاعتبار للمدينة وسكانها.
تعليقات الزوار ( 0 )