بينما يستعد نادي الوداد الرياضي لخوض مواجهة حاسمة في كأس العالم للأندية، تختار الجالية المغربية في الولايات المتحدة مسارًا آخر للمواجهة؛ مواجهة التحديات الاقتصادية، وتحويل لحظة الفخر الوطني إلى فرصة لبناء جسور تنموية بين المهجر والوطن.
في الخامس والعشرين من يونيو 2025، تتحول مدينة الإسكندرية بولاية فيرجينيا إلى مركز نابض بالحيوية، حيث تلتقي الرياضة بالاقتصاد، وتندمج مشاعر الانتماء بالمبادرة العملية، في يوم تنظمه شبكة Moroccan American Network تحت شعار: “من الاحتفال إلى الاستثمار”.
الوداد… وما بعد المدرجات
تنطلق فعاليات اليوم باحتفالية كروية تسبق المباراة المرتقبة بين فريق الوداد البيضاوي، ممثل “Red Wave”، ونظيره الإماراتي “Purple Pride”. غير أن الحماسة في القاعة لا تقتصر على التشجيع فقط، بل تمتد إلى جلسات تشبيك (Networking) تجمع بين أفراد الجالية ومهنيين وفاعلين اقتصاديين، داخل A24 Studio بمدينة الإسكندرية من الساعة الخامسة إلى الثامنة مساءً. الحضور مجاني، والرسالة واضحة: الروح الوطنية لا تكتمل إلا بالفعل.
من تحويل الأموال إلى خلق المشاريع
بالتوازي مع الأجواء الرياضية، تحتضن القاعة ندوة حوارية تناقش آفاق الاستثمار وتفعيل دور الجالية في الاقتصاد الوطني. يسلّط المشاركون الضوء على:
- إعادة تفعيل صندوق MDM Invest الذي يتيح دعمًا استثماريًا يصل إلى 10% من قيمة المشروع، بحد أقصى 500 ألف دولار، مقابل مساهمة ذاتية لا تقل عن 20%.
- برامج الدعم المخصصة للجالية في أوروبا، مثل مغرب رياديين ومغرب بلجيكا.
- مشروع POMIRE الموجه للجالية المغربية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا، بشراكة مع مؤسسة GIZ الألمانية.
تتبلور الفكرة الجوهرية هنا: لحظة الاحتفال يجب أن تكون بوابة للفعل الاقتصادي والمبادرة الاستثمارية.
فتح أبواب الفرص الحكومية الأمريكية
وفي جلسة أخرى بعنوان “Unlocking Government Opportunities”، يدير الإعلامي محمد الحجام حوارًا حيًّا يجمع خبراء من مختلف المجالات، منهم:
- Saifaldin Rahman، متخصص في العقار
- Neddal Abu-Taa، مسؤول علاقات بنكية
- Shahid Rahman، مدير غرفة الأعمال MOVE
- Brahim Daoud، مستشار بيانات وأعمال
يناقش المتدخلون كيفية ولوج المهنيين المغاربة إلى عالم الفرص الحكومية في الولايات المتحدة: عقود، تمويلات، دعم عمومي، ومسارات واضحة للنجاح في القطاع العام الأمريكي.
من الفخر إلى الفعل
يحوّل هذا اليومُ الاحتفاليّ رمزية الكرة إلى معنى أعمق. فالجالية المغربية، وخاصة في الولايات المتحدة، لم تعد تكتفي بالتشجيع من بعيد، بل تصرّ على المشاركة، وعلى أن تكون جزءًا من التغيير الاقتصادي والثقافي. هي رسالة واضحة تقول:
“نطمح إلى ما بعد الاحتفال. نريد أن نترجم الفخر الوطني إلى أثر اقتصادي، ونُمهّد الطريق لمغاربة المهجر ليكونوا شركاء فعليين في التنمية.”
من ميدان “محمد الخامس” إلى قاعات “واشنطن العاصمة”، يمتد خيط واحد: مغاربة العالم يبنون جسورًا بين العاطفة والمبادرة، وبين الحلم والتنفيذ.
تعليقات الزوار ( 0 )