Share
  • Link copied

من قطارات السرعة إلى طائرات السماء: المغرب وفرنسا يعززان تحالفهما الاستراتيجي عبر صفقة مرتقبة بين إيرباص والخطوط الملكية المغربية

في خطوة تعكس عمق التحالف الاستراتيجي بين الرباط وباريس، كشفت مصادر إعلامية فرنسية عن اقتراب شركة Airbus الأوروبية العملاقة من توقيع صفقة توريد طائرات لصالح الخطوط الملكية المغربية (Royal Air Maroc).

وتأتي هذه التطورات في أعقاب التوقيع على عقود اقتصادية ضخمة بلغت قيمتها 10 مليارات يورو في أكتوبر الماضي، ما يشير إلى مرحلة جديدة من التقارب الاقتصادي بين البلدين، بعد فتور دبلوماسي نسبي.

وبينما ينشغل المغرب بوضع آخر اللمسات على مشاريع بنية تحتية ضخمة استعدادًا لاستضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، لا يقتصر التعاون مع فرنسا على السكك الحديدية والطاقة فقط، بل يمتد أيضًا إلى السماء، مع فتح باب الشراكة في قطاع الطيران المدني.

وتعتبر هذه الصفقة المحتملة مع Airbus – التي ما زالت طي المفاوضات – خطوة استراتيجية للطرفين. فمن جهة، تسعى Royal Air Maroc إلى تحديث أسطولها لمواكبة الطموحات الاقتصادية والسياحية الكبرى للمملكة، خصوصًا في ظل التوسع المرتقب في عدد الخطوط الدولية والضغط المتوقع على حركة الطيران خلال الاستحقاقات الرياضية المقبلة. ومن جهة أخرى، ترى فرنسا في المغرب شريكًا إقليميًا موثوقًا ومفتاحًا حيويًا للتوسع نحو السوق الإفريقية.

ولا يمكن فصل هذا التعاون المتجدد عن رمزية تدشين مشروع القطار فائق السرعة (LGV) بين القنيطرة ومراكش في نهاية أبريل، الذي شهد حضور الملك محمد السادس شخصيًا.

فإلى جانب توفير بنية تحتية نقلية متطورة بطول 430 كيلومترًا وبتكلفة تتجاوز 5 مليارات يورو، يشكل المشروع منصة مثالية لعرض القوة التكنولوجية الفرنسية، من خلال شركتي Alstom وColas، الفاعلتين الرئيسيتين في تنفيذ المشروع.

وتراهن فرنسا، التي تسعى بوضوح إلى استعادة مكانتها كشريك الأول للمغرب في وجه منافسة شرسة من قوى إقليمية ودولية، على التداخل الاقتصادي العميق لتثبيت تحالفها مع الرباط.

أما المغرب، الذي يدير بدقة مزيجًا من العلاقات مع شركاء متعددي الأطراف، فيسعى إلى الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة الأوروبية لتعزيز مكانته كبوابة اقتصادية وجيوسياسية نحو إفريقيا والعالم العربي.

وتبقى صفقة Airbus–RAM المرتقبة مجرد عنوان واحد في صفحة تحالف استراتيجي متعدد الأبعاد، يجمع بين المصالح الاقتصادية، والتحالفات الجيوسياسية، والاستعداد لمستقبل إقليمي يتحول بسرعة، على الأرض… وفي السماء.

Share
  • Link copied
المقال التالي