شارك المقال
  • تم النسخ

من بينها المغرب.. تقرير يكشف الشبكات العابرة للقارات في تهريب الكوكايين

نشرت مؤسسة “InSight Crime” المختصة في دراسة التهديدات الرئيسية للأمن القومي وأمن المواطنين في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والجريمة المنظمة، تقريرا، تناولت فيه موضوع شبكات عابرة للقارات تنشط في تهريب الكوكايين عبر المغرب وباقي دول شمال إفريقيا.

واستهل التقرير بالإشارة إلى أنه في غضون أسبوع، تم اكتشاف الكوكايين في حاويتين بحريتين منفصلتين متجهتين نحو ليبيا، مما يؤشر بشكل قوي على أن كلاً من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والمنطقة الأوسع تُستخدم بشكل متزايد في طرق عبور الكوكايين إلى أوروبا والشرق الأوسط.

واستعرض التقرير، أنه في دجنبر، قامت السلطات المالطية بمصادرة أكبر كمية من الكوكايين في تاريخ البلاد بعد أن ضبطت 612 كيلوغراما من الكوكايين كانت في طريقها إلى ليبيا، وهو رقم قياسي للدولة الجزيرة الواقعة على البحر المتوسط.

وفقًا لتقرير مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة (UNODC) لسنة 2020، فقد ارتفع إجمالي مضبوطات الكوكايين في إفريقيا، من 1.2 طن في عام 2015 إلى 3.3 طن في عام 2017 و 5.6 طن في عام 2018.

وفي غشت 2019، جرفت المياه ثلاثة أطنان من الكوكايين على أحد شواطئ المغرب. حتى أن تونس الصغيرة حطمت رقمها القياسي في تجارة المخدرات في عام 2017، حيث صادرت أكبر كمية من الكوكايين بلغت 31 كيلوجرامًا من زورق سريع.

ووفقا لبيان نشرته صحيفة “maltatoday“، فإن مفتشو الجمارك، قاموا بتفريغ الحاوية وتفكيك إحدى المنصات، ليكتشفوا رزما مخبأة داخل الهيكل، وهي عبوات تحتوي على مادة بيضاء، تبين بعد تحليلها أنها مادة كوكايين، حيث تم شحنها من الإكوادور وعبرت كولومبيا قبل وصولها إلى مالطا فريبورت.

وقبل ثلاثة أيام، صادرت السلطات في ميناء غواياكيل في الإكوادور 582 كيلوغرامًا من الكوكايين مخبأة في 19 قطعة من خشب الساج متجهة إلى ليبيا وسوريا، واحتجزت شخصًا واحدًا في هذه العملية، حسبما ذكرت صحيفة الكوميرسيو.

وأشارت مؤسسة “InSight Crime” المختصة في دراسة التهديدات الرئيسية للأمن القومي وأمن المواطنين في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والجريمة المنظمة، إلى أن هذا ليس أول اكتشاف للكوكايين يتم شحنه إلى ليبيا في السنوات الأخيرة، رغم أنه الأكبر.

وفي ماي، اكتشفت سلطات الجمارك البرازيلية 128 كيلوغراما من الكوكايين في حاويتين متجهتين إلى ليبيا في ميناء إيتاجاي، وفي يوليوز 2018 صادرت الشرطة الوطنية الكولومبية 43 كيلوغرامًا من الكوكايين في ميناء بوينافينتورا مخبأة داخل هيكل حاوية متجهة إلى ميناء بنغازي الليبي.

وفي عام 2016، عثر الصيادون الليبيون على 70 كيلوغرامًا من الكوكايين تطفو على شاطئ بالقرب من طبرق، وواصل التقرير “بالمثل شهد جيران ليبيا الإقليميون في شمال إفريقيا ارتفاعًا في معدلات ضبط الكوكايين، حيث اعترضت السلطات الجزائرية في شهر ماي 2018، 701 كيلوغرامًا من الكوكايين مخبأة على متن سفينة حاويات تنقل لحومًا مجمدة من البرازيل.

وتابع التقرير، أنه من المرجح أن تؤدي زيادة جهود مكافحة المخدرات في غرب أفريقيا، وهي نقطة عبور تقليدية للكوكايين، إلى زيادة اعتماد تجار الكوكايين بشكل أكبر على الطرق البحرية عبر شمال أفريقيا، حيث يتم تهريب إمدادات الكوكايين المتزايدة في أمريكا الجنوبية على متن حاويات شحن للوصول إلى سوق أوروبية مضاعفة وسوق شرق أوسطية ناشئة على حد سواء.

في هذا الإطار، قال مات هربرت، مدير الأبحاث في مرصد شمال أفريقيا والساحل في المبادرة العالمية، “إن حجم الشحنتين إلى ليبيا يشير بقوة إلى النقل إلى أوروبا. وعلى مدى سنوات، كان إخفاء المخدرات في حاويات على متن سفن الشحن هو طريقة التهريب الرئيسية لتغذية خط أنابيب الكوكايين الأوروبي”.

وأضاف المسؤول ذاته، “أنه برزت موانئ إكوادور، على سبيل المثال، كنقاط خروج رئيسية للكوكايين الذي يُهرَّب إلى أوروبا في أمريكا الجنوبية”.

وأوضح المصدر ذاته، “أن المصادرتين توفران دليلاً إضافياً على كيفية تطلع شبكات الاتجار في أمريكا الجنوبية إلى إنشاء نقاط نقل مباشرة في بلدان المغرب العربي، في المقام الأول في المغرب بسبب قربها الجغرافي من إسبانيا ولكن أيضاً إلى حد أقل في الجزائر وتونس وليبيا”.

واسترسل هربرت، “أن مثل هذه الخطوة تحفزها التغيرات السياسية والعسكرية المختلفة في غرب أفريقيا التي أدت إلى الانخفاض النسبي لـ “طريق غرب أفريقيا والمغرب العربي وأوروبا الذي كان مهيمناً منذ أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين”.

وبالمقارنة مع المغرب أو حتى الجزائر، فإن ليبيا هي نقطة عبور غير عادية للكوكايين، لا سيما من خلال اتصال مباشر بين أمريكا الجنوبية وليبيا، في حين أن ليبيا لديها سوق محلي للكوكايين سريع النمو ، فإن راتنج الماريجوانا والمواد الأفيونية هي الأدوية الأكثر شيوعًا للاستهلاك والعبور.

وفي إشارة إلى ما تم حجزه، أخيرا، في مالطا، قال هربرت “إن الدولة الجزيرة ليست على الأرجح الوجهة النهائية للكوكايين”، مؤكدا أنه “إذا مرت الشحنة دون أن يتم اكتشافها، لكان من الممكن أن تكون قد هبطت في عدة موانئ في شرق أو غرب ليبيا، مثل مصراتة والخمس وبنغازي وطبرق”.

وأشار التقرير ذاته، إلى أن منطقة برقة الساحلية، هي أيضًا نقطة عبور رئيسية لمخدرات في طريقها إلى أوروبا ومصر من ليبيا، ومن المرجح أن يذهب الكوكايين إلى جنوب إيطاليا أو البلقان مع تدفق كميات أصغر إلى تركيا عبر مصر إلى الشرق الأوسط الأكبر.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي