كشفت منظمة “كلوبال فينانسيال انتيغريتي” عن قيام تجار مغاربة كبار من الفاعلين في مجالي التصدير والاستيراد، بتهريب مبالغ مالية تُقدر ب 600 مليار دولار، وذلك نحو حسابات بنكية بالخارج.
وتابعت المنظمة ذاتها أن عملية التهريب التي استمرت لعشر سنوات كاملة، قد أدت إلى خسارة خزينة المملكة ما بين 2009 و 2018 نحو 600 مليار دولار، بمعدل 60 مليار دولار عن كل سنة، وذلك عن طريق صرف فواتير وهمية عند التصدير والاستيراد.
ووجد المصدر نفسه أن بعض المصدرين والمستوردين يعمدون إلى التلاعب في قيمة السلع المُصرح بها لدى مصالح الجمارك حتى يتسنى لهم تحويل الأموال بطرق غير مشروعة عبر الحدود الدولية، وذلك في تقريره الذي تناول فيه عمليات التجارة والفواتير الوهمية عبر العالم.
كما قد فسرت المنظمة الطريقة التي يلجأ إليها التجار المغاربة في عملية التهريب، وأوضحت أنهم يعمدون إلى التهرب من أداء الرسوم الجمركية وتمويه أنظمة مراقبة الصرف وتحويل الأموال إلى حسابات بنكية خارجية، من خلال المبالغة في تقدير القيمة المعلنة للسلع المستوردة أو المصدرة، أو التقليل من قيمتها، حتى يتاح لهم تحويل الثروة والأموال بشكل غير مشروع عبر الحدود الدولية عن طريق إخفائها في مدفوعات وأداءات منتظمة للتجارة ضمن نظام التجارة الدولية.
ووجد تقرير المنظمة الأمريكية أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد فقدت بسبب عمليات الفواتير التجارية الوهمية نحو 58.6 مليار دولار على مدى 10 سنوات، فيما فقدت منطقة إفريقيا جنوب الصحراء نحو 25.2 مليار دولار. مشيرا إلى الدول التي تعرف ارتفاعا في مثل هذه العمليات توجد الصين بنحو 305 مليار دولار، وبولونيا بنحو 62.3 مليار دولار والهند بـ 38.9 مليار دولار وروسيا ب 32.6 مليار دولار وماليزيا ب 30.7 مليار دولار.
يُشار إلى أن منظمة “كلوبال فينانسيال انتيغريتي”، وفق ما يُفيد موقعها الرسمي، هي منظمة أمريكية غير حكومية، تركز على التدفقات المالية غير المشروعة، وقضايا الفساد والتجارة غير المشروعة وغسل الأموال، من خلال التحليلات الرفيعة المستوى، كما تهدف إلى التصدي للأضرار الناجمة عن سوء المعاملة التجارية، والجريمة عبر الوطنية، والتهرب الضريبي، من خلال العمل مع الشركاء لزيادة الشفافية في النظام المالي العالمي وتعزيز نزاهة التجارة، وذلك وفقا لما يُفيد به موقعها الرسمي.
تعليقات الزوار ( 0 )