Share
  • Link copied

مقطع “الكنز المزعوم” لـ”بن نسناس” يُحرّك موجة انتقادات ضد “المحتوى التخريبي” على يوتوب

أثار “اليوتيوبر” المغربي المعروف بلقب “بن نسناس” موجة واسعة من الجدل، بعد نشره مقطع فيديو يدّعي فيه عثوره على “كنز أثري” خلف جدار قديم بقصر البوهالي التاريخي، ضواحي بني ملال.

الفيديو، الذي شاهده الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، يوثّق لحظات كسر الجدار بواسطة معدات يدوية، واستخراج أوانٍ وقطع معدنية زعم أنها تعود لفترة فرعونية، من بينها “زئبق أحمر” و”ذهب قديم”.

وأثار مقطع الفيديو مخاوف بشأن العبث بالمواقع الأثرية، وسط غياب أي تأكيد رسمي من الجهات المختصة بشأن حقيقة “الكنز” المعروض، الذي رجح متابعون أنه مُجرد “مسرحية” لـ”بن نسناس”.

وفيما اعتبر البعض الفيديو مجرد محتوى ترفيهي أو مبالغة درامية لجلب المشاهدات، عبّر عدد من النشطاء والفاعلين في المجال الثقافي عن رفضهم لما وصفوه بـ”التحريض على التخريب”، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل لفتح تحقيق وتحديد مدى صحة الادعاءات وخلفياتها.

واعتبر مهتمون بالشأن الثقافي أن هذا النوع من المحتوى الرقمي يسيء إلى التراث الوطني، وقد يدفع شبابًا ومراهقين آخرين، إلى تكرار نفس السلوكيات بدافع الفضول أو الطمع أو بحثا عن “مشاهدات افتراضية”، الأمر الذي سيشكل تهديدًا مباشرًا للمعالم التاريخية غير المحمية.

وفي تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وصف الناشط الأمازيغي وعضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، رشيد بوهدوز، واقعة قيام “بن نسناس” بتخريب جدار أثري للبحث عن “الكنز المزعوم”، بأنها “عبث خطير يستوجب المتابعة القضائية”.

وقال بوهدوز في التدوينة إن “ما أقدم عليه أحد اليوتوبرز مؤخرًا من تدمير جدار تاريخي بدعوى وجود كنز خلفه، ثم عرض مقتنيات نحاسية بسيطة على أنها كنز ثمين، لا يُعدّ مجرد تصرف متهور، بل هو سلوك ممنهج يحمل رسائل مضللة ومحفّزة على التخريب”، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث أن هذا النوع من المحتوى يشكل خطرًا ثقافيًا وتربويًا حقيقيًا، داعيًا إلى تحرك عاجل من النيابة العامة لفتح تحقيق مع المعني بالأمر، ومتابعته بتهم تشمل تخريب التراث ونشر محتوى مضلل، مطالباً وزارة الثقافة بتكذيب الادعاءات المعروضة، وتوضيح خطورة الظاهرة المتصاعدة، وإطلاق حملة إعلامية تحسيسية تستهدف فئة الشباب، وتحذر من التلاعب بالمواقع الأثرية.

وفي سياق متصل، دعت عدة أصوات حقوقية وثقافية إلى ضرورة تعزيز مراقبة المواقع الأثرية، خاصة المهجورة منها، مع تشديد العقوبات في حق كل من يعتدي على التراث الوطني، سواء بدافع النبش، أو التربح، أو الترويج لمحتوى مضلل. كما شدد فاعلون مدنيون على ضرورة إدراج التربية على حماية التراث ضمن المناهج الدراسية، وتوفير بدائل رقمية تعزز وعي الشباب بقيمة المعالم التاريخية.

Share
  • Link copied
المقال التالي