شارك المقال
  • تم النسخ

“مغاربة بؤر النزاع” العالقون بتركيا يطلقون نداءً جديداً لإنقاذهم من “المستقبل المجهول”

أطلقت العائلات المغربية العائدة من بؤر النزاع والتي ما تزال عالقة في تركيا، نداءً جديداً موجهاً إلى السلطات، حيث طالبت عبره، بالتدخل من أجل إنقاذهم من الوضع اللاقانوني الذي يعيشونه، وما يترتب عنه من استحالة الاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية، آملين في تحرك عاجل ينهي ما أسموه بـ”دفع الأبناء لثمن أخطاء الآبناء”.

والتمست إحدى العالقات، وهي أم لثلاثة أطفال، في مقطع فيديو توصلت “بناصا” بنسخة منه، من الحكومة المغربية أن تدرس موضوعهن بسرعة وتعجل فيه، لأنها “لدي 3 بنات، نعيش ظروف صعبة، من ناحية الأوراق التي لابد منها في أي شيء أريد القيام به، ويعاني أطفالنا من الهدر المدرسي بسبب الوضعية غير القانونية، إلى جانب الظروف المادية الصعبة، ونلتمس من الحكومة المغربية أن تجد لنا حلا”.

وأوضحت المتحدثة ذاتها، في المقطع الذي أعدته مبادرة التنسيقية المغربية للمغاربة العالقين في تركيا، بأنه “إن كان أزواجنا قد أخطأوا فأطفالنا هم ضحايا، ونتمنى أن تتدخل الحكومة، لأن حالتنا مزرية للغاية، وأبناؤنا ضائعون في هذا المكان، نتمنى أن يمنحونا ترخيصاً للعودة إلى البلاد في أقرب وقت، إن كنا قد أخطأنا، فإن أبناءنا سيدفعون ثمن شيء لم يقترفوه”.

سيدة أخرى ضمن العالقات، قالت في الفيديو، إن “لدي طفل في سنه سنتين، وأنا حاليا موجودة في تركيا منذ عامين”، مضيفةً: “نحن أخطأنا في حياتنا، ولا نريد أن يدفع أبناؤها الثمن، نتمنى أن نعود إلى بلادنا وأولا نبقى ضائعين هنا، وأبناؤنا يعانون كثيرا”، من جهتها، دعت سيدة ثالثة، وهي أم لطفلين، السلطات المغربية، إلى التدخل العاجل.

وأدرفت السيدة: “أبناؤنا ليس لهم أي ذنب، هم محرومون من أبسط الحقوق هنا، لا يمكنهم الدراسة، أو التطبيب، لأنه غير معترف بهم، لا في تركيا ولا في المغرب، والوضع سيء للغاية. لا وجود لأي مساعدات أيضا”، متابعةً: “نطلب من السلطات المغربية أن تتدخل في موضوع الأطفال لأنهم أبرياء وصغار، وليس لهم أب، نتمنى أن تتم مساعدتنا في هذا الأمر للعودة لبلادنا”.

وأشارت امرأة أخرى من العالقات، وهي أم لـ3 أطفال، إلى أن “زوجها عاد إلى المغرب وسلم نفسه للسلطات، وأبنائي محرومون من الدراسة ومن التطبيب هنا في تركيا، ابني مسجل في أسطنبول وولد بها، غير أنه، يتحمل مسؤولية الخطأ الذي ارتكبه والده، ويدفع ثمنه، وبدل أن يسمحوا له بالدراسة يرفضون ذلك”، مسترسلةً أن القنصلية المغربية رفضت هي الأخرى، تسجيلهم.

وطالبت السيدة “من المسؤولين أن ينظروا لحال الأطفال، وترأف قلوبهم لهم، فهم في حاجة للدراسة من أجل أن يكون لهم مستقبل أفضل”، مردفةً: “نحن ضائعون هنا، نريد أن نذهب إلى بلادنا. لدينا مسؤولية الأبناء ولكننا لا نستطيع العمل ولا أي شيء، نتمنى من جلالة الملك محمد السادس أن يرى لوضعنا ولحال صغارنا الأبرياء”، متابعةً: “الآباء أخطأوا ولكن الأبناء لا يجب أن يدفعوا الثمن”.

في تصريح لزكرياء العزوزي، رئيس مبادرة التنسيقية المغربية للمغاربة العالقين في تركيا، سرد المعاناة التي تقبع فيها الأسر العالقة في تركيا، “بداية من القرار الخطأ الذي تورطوا فيه؛ الذهاب لسوريا، وما نتج عنه من مآسي ومعاناة كفقدان الزوج والأب والمعيل، بالإضافة لضياع وثائق الثبوتية، وعدم القدرة على تحصيلها واستخراجها سواء للآباء والأمهات أو الأبناء الذين أنجبوا خارج وطنهم”.

وأضاف العزوزي في تصريحه لجريدة “بناصا”، بأن عدداً “من المغربيات لهنّ أطفال من أزواج لهم جنسية أخرى، وكذلك بعض المغاربة تزوجوا من سيدات سوريات ولهم منهم أطفال، إلى جانب وجودهم غير القانوني على الأراضي التركية، وتعذر إمكانية عودة هؤلاء الأسر رفقة أطفالهم إلى وطنهم بسبب رفض الإدارة المغربية في تركيا، منحهم وثيقة العودة لبلادهم”.

وأوضح المتحدث ذاته، بأن “الأسر العالقة، لا تتمكن، في ظل ظروف الجائحة الحالية، من الاستفادة من خدمات المشافي وعلاج أطفالهم في حالة المرض بسبب عدم توفرهم على وثائقهم الشخصية؛ هويات، جوازات، ولا يستطيعون ولوج المدارس ومراكز التعليم للسبب ذاته، وأيضا هم عرضة للضياع والخطر الحسي والمعنوي، إذ ليس هناك ما يكفل حقوقهم الإنسانية في حالة تعرض أحدهم لمكروه لا قدر الله”.

وناشد العزوزي، عبر “بناصا”، الجهات المعنية بـ”ضرورة النظر في مشكلات هذه الأسر وتعجيل العمل على حلها، وتيسير إجراءات سفرهم وعودتهم إلى أهاليهم وبلادهم، وهذا يؤكده الجانبان الأخلاقي والإنساني، اللذان ما أهملتهما مملكتنا الشريفة طوال تاريخها، إذ كانت مأوى وملاذ الضحايا فكيف بهم إذا كانوا من مواطنيها وأبنائها”.

وثمّن المتحدث نفسه، الخطوة التي قام بها البرلمان، بعدما قرر إيفاد مهمة استطلاعية للنظر في وضعية المغاربة العالقين في بؤر النزاع، لما لها من أهمية في طريق حلّ معاناة هذه الأسر العالقة، متوجهاً بالشكر لكلّ “من ساهم ودعم تشكيل هذه اللجنة الاستطلاعية، وفي مقدمتهم السيد عبد اللطيف وهبي، الذي كان أول من تكلم عن تلك المعاناة تحت قبة البرلمان”.

وبخصوص عدد المغاربة العالقين في بؤر النزاع، يقول العزوزي، إنه لا يملك تصوراً دقيقا للوضع، نظرا لاختلاف المناطق؛ سوريا، العراق، تركيا، مشيراً إلى أن كلّ منطقة لها إحصائية خاصة بها، قبل أن يردف بأنه “على مستوى تركيا، عدد الأسر العالقة يتجاوز الـ 25، سجلت بياناتهم في القنصلية المغربية بإسطنبول، وحين تتحرك المهمة الاستطلاعية، ستحدد العدد بناء على المعطيات المتوفرة لها”.

جدير بالذكر أن مجلس النواب، كان قد قرّر إيفاد لجنة لإجراء “مهمة استطلاعية”، للوقوف على أوضاع النساء والأطفال المغاربة العالقين في سوريا والعراق، حيث أُسندت مهمة رئاستها إلى عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، والتي كانت قد عقدت أولى اجتماعاتها سابقا، في انتظار أن تتحرك على أرض الواقع.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي