كشفت كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا بالكاميرون، عن علاقة استثنائية طرفاها الشعب المغربي ونظيره المصري، حيث أبانت تفاعلات مواطني البلدين على مواقع التواصل، عن محبة وتقدير عاليين يكنها كل طرف للآخر.
وقد أضحت مباراة كل منتخب فيهما تستقطب وعلى غير المُعتاد، بدل جمهور جمهورين، فصارت بذلك فرحة فوز “الفراعنة” تعيشها الرباط كما القاهرة، وصار تعثر لـ”أسود الأطلس”يجلُب من الأسى والحزن لشوارع الإسكندرية، كالذي يجلُبه لشوارع البيضاء.
ولعل ما زاد التأكيد على عمق الروابط المتينة بين شعبي البلدين، هو أن المواجهة “الحامية” التي ستجمع بين المغرب ومصر في دور ربع كأس الأمم الإفريقية، لم تقطع مع ثقافة “التشجيع المُتبادل” بينهما، ولم تمنع من أن تستمر ملامح الروح الرياضية ظاهرة وبقوة، تحت شعار “مهما كانت النتيجة.. سنكون كلنا فائزون”.
منبر بناصا عاين عددا هائلا من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت جميعها تُترجم مشاعر ود غير مسبوقة بين المغاربة والمصريين، وتعكس احتراما بالغا وروحا رياضية كبيرة، نادرا ما عهدتهُما منافسات المُستديرة.
“بكرة أنا كسبان”، هكذا عنون أحد المصريين القاطنين بالمغرب تدوينته، قبل أن يُتابع ” سواء مصر فازت أو المغرب فاز أنا كسبان.. حفرح لمنتخب مصر لو فاز على منتخب كبير زي المغرب، و حفرح للمغرب لو عدى لنص النهائي لأول مرة من 18 سنة، وكمان حفرح لما أشوف الفرحة في عيون المغاربة الطيبين إللي عايش وسطهم و عمري ما حسيت إني غريب”.
وأسترسل في التدوينة ذاته ” أتمنى ماتش لبكرة يكون قمة في الروح الرياضية و الأخوة بين الشعبين القريبين من بعض في كل حاجة”.
وأضاف أيضا ” قررت إني حتفرج على الماتش بكرة أنا وولادي على قهوة وسط المغاربة، وحسقف للعبة الحلوة و الجول إللي حييجي من أي فرقة”.
في المُقابل، دون أحد المغاربة بـ” لطالما تواجه المنتخبان المغربي والمصري طيلة قرن من الزمن، وفاز المغرب وفازت مصر، وكذلك بالنسبة لهاته المقابلة لا بد من فائز. و الفوز والانتصار الحقيقيا هو الروح الرياضية، لا بين اللاعبين ولا بين الجماهير”.
وأردف “أتمنى ان يلتقط المنتخبان صورة مع بعضهم البعض كفريق واحد، وأن يعبرو عن حب شعوبهم لبعض، ويظهرو للعالم تماسك الشعوب العربية، وحبها لبعضها، وتترجم هذه المحبة على أرض الواقع من اللاعبين إلي آخر مشجع”.
جدير بالذكر أن المنتخبين المغربي والمصري يلتقيان في دور الربع، من منافسات كاس الأمم الإفريقية المقامة بالكاميرون، وستُجرى المباراة الأحد، بملعب أحمدو أهيجدو، على الساعة الرابعة بالتوقيت المغربي.
تعليقات الزوار ( 0 )