تحل في الـ 11 من غشت الذكرى السنوية لواحدة من المعارك المهمة التي دارت بين الجيش المغربي، وجبهة البوليساريو الانفصالية في سبعينيات القرن الماضي، وهي الواقعة التي لجأ طيارو سلاح الجو إلى الحديث باللغة الأمازيغية لتجنب التنصت على المحادثات من طرف مسؤولي “جماعة الرابوني”، وصانعتها الجزائر.
وتعود تفاصيل المعركة، إلى يوم الـ 11 من غشت من سنة 1979، حين تحرك ما يقارب 3000 انفصالي تابع للبوليساريو، صوب قرية بئر أنزران، التي كانت تضم حامية مكونة من 800 جندي مغربي، من أجل مباغتة عناصر القوات المسلحة الملكية، وتدمير الحامية، غير أن المحاولة باءت بالفشل، ونجم عنها مقتل حوالي 500 عنصراً من الانفصاليين، كما تم تدمير 60 مركبة تابعة لـ”الرابوني”.
وكشف منتدى القوات المسلحة الملكية، أن الحامية، “كان يقودها الرائد الحسين مزرد، (جنرال دوبريغاد متقاعد)، مؤلفة من الفوج الأول لمشاة القطاع “erBIS1″، وبطارية من المجموعة الثامنة للمدفعية الملكية emeGAR، بقيادة القبطان عبد الكريم محفوظ (جريح حرب أنهى حياته العسكرية برتبة كولونيل وتوفي رحمه الله)/ ونائبه الحسين بن ميمون (جنرال دوديفيزيون متقاعد) وسرب مدرع AMX/AML”.
وأوضح المنتدى، في سرده لتفاصيل المعركة، أن الحامية المغربية تلقت معلومات استخباراتية من استطلاع جوي، تفيد بأن رتلاً كبيراً من البوليساريو، يقترب، وبالفعل، في فجر الـ 11 من غشت 1979، هاجم 3000 شخصا من “المرتزقة”، قرية بئر أنزران، بغية تدمير الحامية ونقل السكان صوب تندوف.
وتابع المصدر، بأن الجبهة التي كانت تملك مئات المركبات المسحلة بمدافع رشاشة ثنائية الماسورة عيار 14.5، وقذائف هاون 120 ملم، وقاذفات صواريخ عيار 122 ملم، كانت تهدف أيضا، من خلال تحركها، للاستمرار في اتجاه الداخلة بعد انسحاب الموريتانيين، غير أن الرائد مزرد ورجاله، يضيف منتدى الجيش المغربي، صدّوا “هجمات البوليساريو المتتالية منذ الفجر إلى الساعة الثانية بعد الظهر”.
واسترسل منتدى “فار ماروك”، أن “سلاح الجو من جانبه لعب دوراً هاما في مساعدة القوات المغربية على الأرض، حيث ستقوم طائرات F-5A، المتمركزة في الداخلة بعدة طلعات جوية لقصف أرتال البوليساريو”، متابعةً أنه “لإحباط التنصت على الراديو، كان الطيارون يتواصلون مع الجنود باللغة الأمازيغية”.
وأردف: “لدعم القوات هناك، استعملت هيئة الأركان العامة للقوات المسحلة الملكية إمكانيات مهمة حيث سينقل جسر جوي مكون من عدة طائرات من طراز C-130H، مجموعتين للتدخل السريع DIR، من الفيلق الثاني للمشاة المحمولة eRIM2، من بوكراع إلى نواحي بئر أنزران، منبهة إلى أن “مجموعتي المشاة كانتا تحت قيادة بن ناصر ومزراق، ومكنا من تأمين القطاع بعد هروب البوليساريو”.
وأشار المصدر إلى أن “معركة بئر أنزران، جزء من عملية قدر، التي قامت بها القوات المسلحة الملكية لاستعادة وادي الذهب، وقد أدت هذه المعركة إلى إبطاء هجوم البوليساريو على الداخلة”، مختتمةً بأن الملك الراحل الحسن الثاني، قام بتكريم شهداء وجنود هذه المعركة، في مدينة إفران، شتنبر من السنة نفسها.
تعليقات الزوار ( 0 )